غزة تتحد وتتكافل ضد جائحة كورونا.. هكذا كان الوضع بـالبريج!

هذه هي التجربة الثانية لأهالي ومؤسسات مخيم البريج وسط قطاع غزة، مع وباء كورونا لكنها الأكثر جديّة مع بدء تسجيل الإصابات في قطاع غزة وفرض حظر التجوّل في المخيم.

 أنشئ مخيم البريج شرق قطاع غزة عام 1949م بعد نكبة فلسطين وزاد عدد سكانه عن 43 ألف نسمة، يعيش معظمهم في أحياء مكتظة تعرضت لعدوان الاحتلال عشرات المرات، قدّموا فيها آلاف الشهداء والجرحى.

ويسجل مخيم البريج بمؤسساته وشرائحه المحلية كافة حالةً من التضامن توجتها مبادرات وتجمعات لعشرات الشبان يعملون مع البلدية ومؤسسات القطاع الخاص والعام لخدمة أبناء المخيم.

وتشكل لجنة الطوارئ المركزية في مخيم البريج في جائحة كورونا خلية عمل دائمة النشاط والانعقاد تقدم الخدمات، وتعزز صور التكافل الاجتماعي بالتنسيق مع المؤسسات المحلية.

null
لجنة الطوارئ المركزية

 منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة قبل أيام، تداعت لجنة الطوارئ المركزية في البريج لاجتماع عاجل لوضع خطة جديدة لخدمة سكان المخيم. 

وتضم لجنة الطوارئ المركزية عددًا من المؤسسات الحكومية والبلدية وتجمعات ومبادرات شبابية ناشطة في البريج من عدة سنوات، ولها تجربة كبيرة في متابعة الحياة اليومية للاجئين في المخيم.

ويقول عطا ضرغام، رئيس المبادرة الشبابية في البريج، إن المبادرة وبلدية البريج عقدت اجتماعاً من اليوم الأول للأزمة وحصلت على مقر عمل طارئ ودائم من البلدية.
 
ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “قسمنا عمل اللجان وبدأنا التواصل مع المؤسسات والجمعيات، ثم انطلقنا في العمل، وبعثنا أول رسالة للمجتمع المحلي لطمأنتهم”.

وتتخذ المبادرة الشبابية من صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لمخاطبة الجمهور المحلي، وتحظى بمتابعة متزايدة تعلن من خلالها كافة البلاغات الرسمية الصادرة عن البلدية والمؤسسات الرسمية.

الخطوة الثانية بعد رسالة التطمين، كانت نشر إرشادات التوعية والسلامة لتجنب خطر جائحة كورونا، ونقل قرارات البلدية كافة للجمهور، وإطلاعه على مخرجات اجتماعها اليومي في العاشرة من صباح كل يوم.
 
ويتابع: “تواصلنا مع وزارة الداخلية لمنع جلوس المواطنين في الشوارع، ولاحظنا خطة الداخلية في تسيير دوريات المرور لمنع التجوال والتجمع ونصائحها لضرورة التباعد الاجتماعي”.

ورغم حداثة منصبه في رئاسة بلدية البريج الذي لم يمرّ عليه سوى عدة أسابيع، وجد أيمن دويك نفسه أمام اختبار حقيقي لإدارة أزمة تمس بحياة عشرات آلاف اللاجئين.

ويقول دويك لمراسلنا إن البلدية التي تنشط مع مؤسسات المجتمع المحلي، والمؤسسات الحكومية كافة تركز على تواصل خدمات المياه والنظافة دون انقطاع.

ويتابع: “اضطررنا لتشغيل الآبار على السولار بسبب انقطاع الكهرباء الذي زاد عن 12 ساعة قطع و4 وصل يومياً، نركز على جمع النفايات الصلبة فهي مهمة للنظافة والسلامة، وعمالنا منتشرين لمكافحة الجائحة”.

وكان أهالي مخيم البريج شاركوا عمال النظافة في جمع النفايات التي تكدست في اليومين الأولين بسبب توقف جزئي وطارئ لخدمات الأونروا.

null
التكافل الاجتماعي

كل شيء في مخيم البريج ليس على ما يرام؛ فالحياة اليومية توقفت بالكامل، لكن حالةً من التكافل الاجتماعي ودرجةً من وعي الجمهور تتنامى إدراكاً بخطورة الأزمة.

ويعاني مخيم البريج من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة التي زادت في قطاع غزة عن 50% حسب إحصاءات رسمية حديثة، وقد بدأت بلدية البريج صباح السبت إغلاق مداخل المخيم بالسواتر الترابية لمنع حركة المركبات وتعزيز حظر التجوال الذي مددته وزارة الداخلية في القطاع.
 
وشرعت لجنة الطوارئ المركزية بالتنسيق مع لجنة الزكاة وعدد من المتبرعين في توزيع المواد الغذائية والأدوية على عشرات الأسر في المخيم.

ويؤكد أيمن دويك، رئيس البلدية، أن جهات متعددة في المخيم بادرت بتقديم المساعدات الغذائية، وأن بلديته تلعب حلقة الوصل بين المتبرعين والمبادرات الشبابية في المخيم.

وبعد انقطاع اضطراري لعدة أيام، عادت “تكية البريج” لمواصلة العمل في توزيع وجبة العشاء لمئات الأسر الفقيرة في المخيم التي اعتادت الحصول على الطعام منها منذ 3 سنوات.

ويقول بلال هشام سلامة، مسئول العمل في “تكية البريج” “للمركز الفلسطيني للإعلام“، إن التكية كانت توزع قبل جائحة كورونا الطعام على 300 أسرة بواقع 150 أسرة كل يوم.

ويضيف: “وجبتنا الرئيسية هي طعام العشاء، والأسر المحتاجة زاد عددها عن 600، ومنذ بدأت الأزمة نتلقى مناشدات يومية حتى عدنا للعمل من جديد وفق إجراءات السلامة، ولكن أتوقع زيادة في الحاجة”.

null
null