الإثنين 06/مايو/2024

إسرائيل تكثف استهداف النواب والشخصيات الفاعلة بالضفة.. أيّ دلالات؟!

إسرائيل تكثف استهداف النواب والشخصيات الفاعلة بالضفة.. أيّ دلالات؟!

صعّدت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، من حربها واستهدافها لنواب المجلس التشريعي والقيادات الفلسطينية الفاعلة في الضفة الغربية؛ ما يثير تساؤلات عن توقيت الحملة وأهدافها ودلالاتها، في إطار ما تشهده الساحة الفلسطينية من مخططات كبيرة أبرزها صفقة القرن وضم الضفة.

ووفق متابعة مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف من عمليات اقتحام منازل نواب في المجلس التشريعي، إضافة لوزراء سابقين، وشخصيات فلسطينية فاعلة في مختلف مناطق الضفة الغربية.

ويقول مواطنون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الاقتحامات الليلية لمنازلهم في المدّة الأخيرة يرافقها تفتيشٌ دقيق جدًّا، ما يشير إلى سياسة عامة يكثف منها الاحتلال في الآونة الأخيرة.

تهديدات
وكان عدد من النواب الذين احتجزتهم قوات الاحتلال كشفوا عن تعرضهم للتهديد حال تدخلهم في جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أو المشاركة في فعاليات مشتركة ضدّ مشروع “الضمّ” الإسرائيلي.

النائب حاتم قفيشة أكد بعد اعتقاله والإفراج عنه أن المحققين الإسرائيليين هددوه بالاعتقال حال حدث ما يؤذيهم، وأضاف: “قالوا لي من الأشياء التي تؤذينا المصالحة بين فتح وحماس، ولذلك عليك ألّا تتدخل في هذا الموضوع”.

ولفت إلى أن المحققين هددوه بـ”دفع الثمن”، وقالوا له: “الكل سيدفع الثمن”.

إرهاب وضغط
النائب فتحي القرعاوي يقول في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الاحتلال يعمل على إرهاب وإرباك الفلسطينيين عمومًا، والنواب المنتخبين من الشعب خصوصًا بهدف منعهم من أداء رسالتهم وواجباتهم، ومنعهم من التواصل مع الجمهور الفلسطيني وتخويف الناس من التواصل معهم.

وأكد أن هذه الممارسات لن تنجح في كسر عزيمتهم، ولن تثنيهم عن أداء رسالتهم وخدمة الشعب الفلسطيني.

وطالب قرعاوي الجهات الرسمية بالتحرك، للوقوف أمام هذه الممارسات والتي تمسّ هذه الشريحة الفاعلة في الشعب الفلسطيني؛ من خلال توسيع دائرة التضامن الداخلي مع النواب، والتواصل مع المؤسسات الدولية والإقليمية لوقف هذه الممارسات.

ونبّه إلى المسؤولية الأخلاقية التي تقع على برلمانيي العالم لنصرة زملائهم، الواقعين تحت الظلم والاضطهاد خاصة في فلسطين.

كما أكّد أن الاحتلال يواصل ملاحقة النواب لتحجيم دورهم في مواجهة سياسات الاحتلال العدوانية، ولاسيما مواجهة عملية الضم (السلب) وصفقة القرن.

سياقات متضافرة
أما الكاتب والباحث الفلسطيني، ساري عرابي، أكد أنّ هذه الاعتقالت تأتي في سياقات متضافرة؛ فمن جهة تستهدف جهود الوحدة الوطنية والتصدي لمشروع الضمّ الإسرائيلي، ومن جهة ثابتة ودائمة تستهدف أيّ نوايا لتحريك الشارع الفلسطيني، أو للقيام بفعاليات ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، أو لإحياء البنى التنظيمية للفصائل الفلسطينية، والتي تضررت في السنوات الأخيرة، من بعد الانقسام، وبفعل الاستهداف الإسرائيلي المستمرّ.

وبحسب عرابي، في تصريحات صحفية؛ فإنّ الاحتلال يرصد حالة الاحتقان في الضفّة الغربيّة، وسعي الفصائل الفلسطينية لاستئناف دورها في مواجهته، فينوّع من أدواته في ترويع الفلسطينيين، بالاعتقالات، والاقتحامات الليلية، والاستدعاءات، وما شابه.

وتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “ولذلك يلاحظ كثافة الاقتحامات الليلية في الآونة الأخيرة، وتسليم الاستدعاءات أثناء الاقتحامات، واعتقال عدد من المواطنين لساعات محدودة، وتوسيع اعتقال طالبات الجامعات من أطر فلسطينية متعددة، وخاصة حركتي حماس والجبهة الشعبية”.

ويمكن القول، بحسب عرابي: إنّ استهداف نواب حركة حماس، وقياداتها وكوادرها، يأتي في هذا الإطار العام، وضمن جهد مفتوح من الاحتلال، لمنع حركة حماس من استعادة عافيتها في الضفّة الغربية، على حدّ قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات