الإثنين 06/مايو/2024

خالد محفوظ.. رحيل مفاجئ لرجل الدعوة والعلم في خانيونس

خالد محفوظ.. رحيل مفاجئ لرجل الدعوة والعلم في خانيونس

عرفته مساجد خان يونس وتتلمذ على يديه المئات من الشباب المقاومين، وعرفته الجامعة الإسلامية أستاذا فذًّا مبدعا في الرياضيات والإحصاء.

خالد محمد محفوظ (52 عاماً) رحل بعد أن وافته المنية -ليلة أمس الثلاثاء- إثر جلطة قلبية مفاجئة، بعدما قضى جُل عمره جاهدا مجاهدا مربيا صادقا مخلصا. ;

تشييع مهيب

ومع ظهر اليوم شيعت محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة علما من أعلامها، بحضور ومشاركة شعبية واسعة وقيادات من الصف الأول لحركة حماس والفصائل الفلسطينية. ; ;

ويعد محفوظ أحد قادة حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في محافظة خانيونس؛ حيث عرف عنه نشاطه في العمل التنظيمي والدعوي والخيري، ليترك أثرًا في قلوب ونفوس كل من عرفه.



ونعى الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي الفقيد محفوظ، الذي وصفوه بأنه هادئ، ومنضبط، وصادق، ومخلص، وقوي في الحق.

في حضرته تشعر بهمه على الدعوة وتتلمس فيه معاني الإخوة والمحبة، وهو القائد القدوة المتواضع.. بهذه الكلمات تحدث أبو محمد النجار في رثاء صديقه.

وأضاف: ;”ستفقدك ميادين الدعوة والجهاد في خانيونس وعموم غزة، وسيفتقدك طلابك في الجامعة الإسلامية، وعزاؤنا أنك قضيت إلى المولى وأنت ثابت على الحق”.

شقيق الروح
من جهته كتب زكريا معمر -القيادي في حركة حماس- عن الفقيد محفوظ قائلا: “رحم الله أخي شقيق الروح خالد محفوظ أبو مصعب، الأخ الصديق الصدوق، المخلص الصادق الفذ، المتواضع الشهم، المجاهد والداعية، الصابر المحتسب، غيّبه الموت فجأة دون مقدمات، ولقد كسر موته القلوب والأفئدة، وذرفت العيون دماً ودمعاً”. ;

وقال القيادي معمر: إن محفوظ قضى حياته في حقل الدعوة المبارك العظيم، لم يعرف التقصير ولا التراجع ولا التردد، مضيفا: “تواضعه وإخلاصه مدرسة ستتعلم منها الأجيال، ولا نزكي على الله أحدا”.

وأوضح أنه كان عضوا في مجلس شورى الحركة في قطاع غزة، وهو منذ 15 عاما عضوا في مجلس شورى خان يونس حتى يوم وفاته. ;

;

وتابع: “كان رئيسا للهيئة الإدارية في منطقة البلد بخان يونس، وعضوا في إدارية خان يونس الكبرى لثلاث دورات متتالية”، مشيرا إلى أنه هو أستاذ فذّ في الإحصاء في كلية التجارة بالجامعة الإسلامية في غزة. ;

وقال: “لا غرابة من تفوقك وإبداعك؛ فقد نشأت في بيت كريم شريف أصيل، فأخوك الأستاذ إسماعيل من أعلام غزة ورجالها الأطهار، وهو الأستاذ القدير والوزير المبدع في حكومة غزة، وأخوك إبراهيم لقي ربه شهيدا خلال الحرب على غزة، وأخوك كامل المدير الإداري لمجمع ناصر الطبي، وآخركم الدكتور كمال الحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة والمدير العام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء”.

وأضاف: “إلى جوار ربك أيها الصادق الصدوق في مقعد صدق عند مليك مقتدر بإذن الله تعالى.. رحمك الله أخي أبا مصعب، ونسأل الله أن يلهم زوجك وأبناءك وأشقاءك ويلهمنا الصبر الجميل”.

شهادة حق
بدوره قال صديقه وكيل وزارة الأوقاف بغزة عبد الهادي الأغا: “شهادة حق لأخي الذي عرفت.. اليوم رحل عن دنيانا أخي خالد الذي عشت معه في كل المحطات، وعرفته كما أعرف أهلي أو يزيد”.

وأضاف: “معذرة أخي لم يعد لي عندك حاجة؛ فقد أفضيت إلى الله، ولكن بقي لك عندي حق.. إنه حق الشهادة الواجبة، هذه الشهادة لن أجاملك فيها يا حبيب، فأنا مِنْ أعرف الناس بك”.

وتابع: “عشتُ معك مرؤوساً وزميلاً ورئيساً، فكنت في كل المحطات والحالات أخا طيبا صدوقا، عشتُ معك في العسر واليسر، في السلم والحرب، في الحر والبرد، في الصحة والمرض.. فلم تتقلب أحوالُك، ولم تتبدل أخلاقُك. تنحاز دوما إلى معدنك الأصيل، وليس هذا عن بيتكم بغريب، بيتٌ كل ما فيه حسن”.

وقال: “أشهد أنك كنت تواجه ثقل التكاليف بالسمع والطاعة، وتواجه موجة الغضب بالهدوء والابتسامة، وعند المشورة لا تجامل ولا تخادع. كنت تبصّرني بما يمكن أن أواجه”.

ووصفه بأنه حاد الذكاء، دقيق الفهم، عميق التفكير، لا ينجرف مع السيول العابرة، “بل تصرخ فيَّ وأنا في نشوة اندفاعي أن انتبه واحذر أمامك خطر فلا يخدعنك المطبلون”.

وزاد: “عرفت فيك العفة ونظافة اليد؛ فقد كنت مؤتمنا على كل أموالنا في سلمنا وحربنا، فلم تنقص بين يديك فلسا واحدا. ترعها حق رعايتها وتؤدي الأمانة لأهلها، لله درّك أمينَ هذه الحركة، تعطي ولا تأخذ”.

وأضاف: “اللهم إنا نشهد أن عبدك خالداً كان تقيا نقيا عفيفا معطاء ناصحا صادقا مجاهدا متواضعا مؤدبا. اللهم تقبله وتجاوز عنه وأوجب له الجنة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات