عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

رؤية مشعل.. الأبعاد وآليات التطبيق

رؤية مشعل.. الأبعاد وآليات التطبيق

في الأول من يوليو الماضي، عرض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، رؤيته للخروج من الواقع الفلسطيني الراهن واضعاً مرتكزات عملية لمواجهة الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية.

تلك الرؤية التي قدمها القائد الفلسطيني خلال حوار شامل تحت عنوان “الفلسطينيون وسبل مواجهة صفقة القرن ومشروع الضم”، مع منتدى التفكير العربي، ركزت على توحيد القوى الفلسطينية في إطار برنامج وطني مشترك من شأنه التصدي للتهويد و”الضم” وصفقة القرن.

وحول تلك الرؤية، حاور “المركز الفلسطيني للإعلام” الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني ساري عرابي، مستعرضاً أهميتها، وما السبل المناسبة لتطبيقها، وما تأثيرها على الاحتلال الإسرائيلي.


  ساري عرابي، كاتب وباحث في القضايا العربية والإسلامية، وفي الحركة الوطنية الفلسطينية خصوصًا، حصل على درجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، وبرز في المواقع العربية والفلسطينية مختصًّا في التحليل السياسي الفلسطيني.

وأكد عرابي أن السبل المناسبة لتطبيق “رؤية مشعل” هي أن يستجيب الفاعل الأساسي في الساحة الفلسطينية لها، مشيراً إلى أن حركة فتح بما يرتبط بها من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية هي الفاعل تجاه تنفيذ هذه الرؤية.

وقال عرابي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الأفكار التي يطرحها مشعل قد تكون الأنسب للواقع الفلسطيني في هذا الوقت الراهن الذي نعيش فيه؛ لكن العقبات الحقيقية أمام رؤية من هذا النوع هي فقط موقف الفاعل الأساسي بامتلاكه الإرادة للتنفيذ أم لا؟، وهذه هي العقبة الحقيقية أمام الرؤية”.

ورأى أن حركة حماس التي ينتمي إليها خالد مشعل، تتبنى هذه الرؤية بشكل أو بآخر، قائلاً: “هذه ليست رؤية أبو الوليد، وليست بعيدة عن رؤية حركة حماس، ويبقى الفاعل المهم السلطة كونها هي التي تحكم الضفة الغربية وهي المساحة الكبرى من مجال السلطة، وأكبر من قطاع غزة، وفيها عدد السكان الأكبر”.

وأضاف: “السلطة الفلسطينية هي التي يتحدث معها العالم، ويتحدث معها العرب، وتحظى بهذا الاعتراف الإقليمي والدولي، وأعتقد أن هذه هي العقبة الوحيدة”، مشدداً على أن تذليل هذه العقبة سيؤدي إلى فتح المجالات والسبل لتطبيق رؤية خالد مشعل.

وحول مناسبة الرؤية للواقع الفلسطيني الراهن، قال: “الرؤية مناسبة للواقع الحالي، وما يلزمنا في الواقع الفلسطيني الراهن وحدة وطنية وبرنامج كفاحي فلسطيني متفق عليه ومشترك بين كل الفعاليات الفلسطينية”.

وأكد أن ذلك البرنامج الوطني يحتاج لإعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وجعلها هي صاحبة الكلمة السياسية النهائية في الموضوع الفلسطيني، بعد إعادة تشكيلها، وتكون الممثل الحقيقي لكل أطياف وفئات الشعب الفلسطيني، والعمل على تحويل وظيفة السلطة الفلسطينية، داخل الأرض المحتلة إلى إدارة محلية.

ودعا عرابي إلى أهمية تحديد دور ووظيفة كل موقع وبقعة جغرافية يوجد بها الفلسطينيون، قائلاً: “نحن للأسف نعيش انقساما جغرافيا قهريا بحكم الاحتلال، وهناك تمايز ظروف بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 48، وقطاع غزة والشتات الفلسطيني أيضاً بظروفه المتباينة بين كل مكان وآخر في الشتات”.

وأضاف: “تحديد وظيفة كل إقليم، وكل منطقة جغرافية يوجد بها فلسطينيون حسب ما يناسب هذه المنطقة. عموماً هذه رؤية الأخ أبو الوليد، وهي رؤية مناسبة بشرط تذليل العقبة الأساسية التي تحدثنا عنها، وهي موقف حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

رؤية وطنية غير حزبية
وأكد عرابي أن رؤية مشعل، تجاوزت الحزبية، “وهي رؤية وطنية عامة، ولا تتحدث عن دور لحركة حماس على وجه الخصوص، ولا عن مكانة لها، بالعكس هي تتحدث عن استعادة الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب وتنظيم برنامج نضالي يشارك فيه الجميع، وهي رؤية قادرة على التغلب على الظروف الراهنة بما في ذلك مواجهة الضم”.  

وقال: “الرؤية مناسبة للكل الفلسطيني، لأنها تتحدث عن خصوصية لكل موقع فلسطيني بحسب الظروف التي يعيشها، وبحسب الإمكانات التي يمتلكها، وهي رؤية عامة؛ ومرة أخرى العقبة ليست في الأطروحة نفسها، ولكن العقبة حقيقة في موقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح من ذلك”.

التأثير على الاحتلال
وحول تأثير الرؤية التي قدمها مشعل على الاحتلال الإسرائيلي، في إطار تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية، رأى عرابي، أن لها تأثيرا عليه، قائلاً: “بمجرد وجود وحدة وطنية وبرنامج كفاحي فهذا هو السبيل الوحيد للتأثير على “خطة الضم” والاحتلال”.

وأضاف: “مشكلتنا خلال السنوات الماضية أن “خطة الضم” كانت تكرس في الواقع، من خلال البناء الاستيطاني وشق الطرق بآليات وكيفيات مختلفة، وبناء الجدار وإقامة ما يسميه الاحتلال بالمعابر أي الحواجز الكبرى، التي تفصل القدس عن الضفة، ومناطق الضفة الكبرى عن بعضها”.

وتابع: “هذا عبارة عن ضم فعلي وحقيقي للضفة الغربية، وأقصد من حيث الإجراءات الواقعية والذي سمح للاحتلال بالاستمرار في هذه الخطوات طوال الفترة الماضية هو انعدام المواجهة لهذه الإجراءات ولاسيما بسبب إجراءات السلطة الفلسطينية، والانقسام الفلسطيني وعدم الاتفاق على خطة وطنية لمواجهة هذه الإجراءات”.

وأكد أن السبيل الوحيد لمواجهة “خطة الضم” أو لمواجهة الإجراءات الاستعمارية في فلسطين أو لمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين، أو لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية؛ هي الأفكار التي اقترحها خالد مشعل في رؤيته.

أبعاد خارجية
وفيما يتعلق بالأبعاد الخارجية للرؤية، أوضح عرابي أنها تتعلق بضرورة إعادة ترتيب العلاقات مع الإقليم العربي على أسس جديدة؛ “لأن الإقليم العربي انفتح ولاسيما بعض الدول العربية، انفتحت بعلاقات التطبيع وعلاقات التحالف مع إسرائيل بسبب وجود السلطة الفلسطينية في هذا الشكل الحالي”.

وقال: “بسبب وجود المفاوضات وفكرة أن السلطة الفلسطينية قبلت بهذا الواقع، سعت الدول عبر القبول بما تقوم به”، مشدداً على أن إعادة ترتيب العلاقات سيعيد تصليب الموقف الفلسطيني، وإيجاد وحدة وطنية وبرنامج نضالي هو من شأنه أن يحدّ من الهرولة العربية نحو الاحتلال.

وقال: “الرؤية تحتاج إلى حشد الدعم العربي والدولي قدر الإمكان، ويمكن لحركتي حماس وفتح ومجمل الفاعلين الفلسطينيين أن يعيدوا بناء العلاقات الفلسطينية مع الإقليم والعالم عموماً ومع بعض الدول العربية والإقليمية خصوصًا، بما يخدم هذه الرؤية وبما يخدم المصلحة الفلسطينية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات