السبت 11/مايو/2024

القدس الدولية تدعو الأردن لاتخاذ مواقف عملية أكثر حزمًا مع الاحتلال

القدس الدولية تدعو الأردن لاتخاذ مواقف عملية أكثر حزمًا مع الاحتلال

دعت مؤسسة القدس الدولية المملكة الأردنية الهاشمية إلى اتخاذ مواقف عملية أكثر حزمًا مع الاحتلال الذي ينهش الدور الأردني في المسجد شيئًا فشيئًا.

وقالت -في بيان صحفي-: إنّ المسؤولية التاريخية تفرض على الأردن دعم دائرة الأوقاف الإسلامية وموظفيها وحراسها بسقف مفتوح، ولا يُختصَر الدعم هنا بالجانب المادي؛ بل بالموقف السياسي الثابت على نصرة الأقصى وموظفيه، وتوفير الرعاية والحماية لحراس الأقصى الذين يتصدون للمستوطنين وجنود الاحتلال، وهذا يعني ضرورة مراجعة كل العلاقات الأردنية مع الاحتلال، وتبني سياسة المواجهة والدفاع الجاد عن الأقصى، ويعني كذلك إغلاق أيّ باب يفتحه الاحتلال للتفاوض على وجهة استخدام مصلى باب الرحمة، وعدم الركون لأيّ وعود إسرائيلية تتحدث عن تخفيف أو وقف استهداف مصلى باب الرحمة مقابل إغلاقه مؤقتًا بدعوى الترميم ثم إعادة فتحه كمكتبة أو مكاتب إدارية.

وأكدت المؤسسة أنّ مثل هذه المقترحات باتت مكشوفة، ونربأ بالأشقاء في الأردن أنْ تنطلي عليهم هذه الوعود والمقترحات الإسرائيلية الزائفة والمضلِّلة.

وتوجهت بالتحية إلى جماهير القدس في الذكرى السنوية الثالثة لهبة باب الأسباط التي مرّغت أنف نتنياهو وكلّ من معه من أحزاب وجماعات متطرفة وأجهزة أمنية وعسكرية، وأجبرت الاحتلال على التراجع صاغرًا أمام المدّ الشعبيّ المقدسيّ الذي هبّ رفضًا لتركيب كاميرات وبوابات إلكترونية على أبواب الأقصى.

ودعت جماهير القدس إلى استلهام معاني العزيمة والرباط من هبّتَيْ باب الأسباط وباب الرحمة الميمونتيْن، والانطلاق في حراك جماهيري هادر يكسر مؤامرات الاحتلال التي يحوكها ضد مصلى باب الرحمة خصوصًا والمسجد الأقصى عمومًا، وهذا يعني ضرورة الرباط الكثيف والدائم في رحاب الأقصى، وتحديدًا في مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية المحيطة به.

وطالبت المقدسيين الأحرار قياداتٍ ومرابطين ومرابطات وشبابًا وهيئاتٍ بالالتحام في صفٍّ واحد لكسر سياسة الإبعاد عن الأقصى التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على المسجد الذي يعمل الاحتلال على إبعاد رموز الدفاع عنه ليستفرد به.

كما ناشدت المقدسيين وأهلنا الأحرار في الأراضي المحتلة عام 1948، وكل فلسطينيٍّ من داخل فلسطين شدّ الرحال إلى الأقصى بكثافة، والاشتباك مع المستوطنين المتطرفين الذين يقتحمون المسجد، ويدنسونه بتنظيم مناسباتهم الدينية والاجتماعية، ويقيمون شعائرهم المستفزة فيه، وهذا التحرك الشعبي المقدسي والفلسطيني يعوَّل عليه بعون الله لإرباك كل حسابات الاحتلال وردعه، وتنغيص مخططاته وإفشالها.

ودعت الفلسطينيين بقياداتهم، وفصائلهم، وقواهم، وهيئاتهم، وأحرارهم إلى مقاربة المخاطر المحدقة بقضية فلسطين مقاربة شاملة؛ فالاحتلال يستغلّ الانشغال بمخططه المشؤوم القاضي بسلبِ مناطق من الضفة الغربية المحتلة، ويتقدم في مكان آخر من المعركة هو المسجد الأقصى بسرعة هائلة نحو تحقيق مكاسب غير مسبوقة.

وقالت: “علينا جميعًا أن نتحلّى بالوعي الشامل، وأن نمتلك إستراتيجية مواجهة شاملة مع الاحتلال، ونحن قادرون بعون الله على تكبيده خسائر معنوية ومادية في معركتَي سلب مناطق من الضفة الغربية، والمسجد الأقصى إن استجمعنا قوانا، وتحركنا في كل اتجاه ضدّ الاحتلال”.

وفي هذا السياق نأمل من جهود التقارب والتفاهم والحوار التي عكستها لقاءات حركتي حماس وفتح الإيجابية مؤخرًا أنْ تثمر خطة عمل مشتركة في فلسطين وخارجها، وخاصة في القدس والضفة الغربية لبدء مرحلة نضالية جديدة تضع حدًّا لجرائم الاحتلال التي لا تُحصَى.

كما دعت الشعوب العربية والإسلامية، والهيئات والأحزاب والقوى الشعبية في أمتنا إلى مزيد من الجهود لنصرة المسجد الأقصى في كل المجالات، وطالبت المرجعيات والهيئات الدينية والعلماء بدور أكثر فاعلية في تحريض الناس على الدفاع عن مسرى نبيّهم محمد عليه الصلاة والسلام، وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للمقدسيين. وأهابت بوسائل الإعلام العربية والإسلامية أنْ يكثفوا تسليط الضوء على المخاطر المحدقة بالأقصى عمومًا، ومصلى باب الرحمة خصوصًا.

وقالت: “على الاحتلال ومعه كل واهم يظنّ بشعبنا أنه ضعيف لا يقوى على المواجهة، وأنه لا سبيل سوى التفاوض وتقديم التنازلات له، أنْ يدركوا أنّ حساباتهم واهية، ورهاناتهم خائبة، وأنّ حسابات المقدسيين والشعب الفلسطيني وأحرار الأمة هي الرابحة بإذن الله على الرغم من الآلام والتضحيات، والتاريخُ القريب جدًّا يشهد بذلك، ولمن خانته الذاكرة فليسأل باب الرحمة، وباب الأسباط عن جماهير الرباط والعزيمة والنصر”.

وتتسارع التطورات الخطيرة في المسجد الأقصى المبارك، وتتعالى نداءات النصرة والإسناد من داخل القدس لإنقاذه. ومن أخطر ما يحاك للأقصى اليوم إعادة استهداف ساحاته الشرقية، ولا سيما مصلّى باب الرحمة الذي فتحه الفلسطينيون بسواعدهم رغم أنف الاحتلال في شباط/فبراير 2019 بعدما أغلقه ظلمًا نحو 16 عامًا.

ومن جديد عادت سلطات الاحتلال بقوة إلى سياسة اعتقال من يوجد من المصلين في محيط مصلى باب الرحمة الذي اقتحمته عناصر الشرطة الإسرائيلية بأحذيتهم غير مرّة مؤخرًا.

ووصل التمادي الإسرائيليّ إلى حدّ إبلاغ دائرة الأوقاف الإسلامية في 2/7/2020 بقرار المحكمة الإسرائيلية القاضي بإغلاق المصلّى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات