عاجل

الأحد 12/مايو/2024

سهل البقيعة.. سلة غذاء التهمها الاستيطان

سهل البقيعة.. سلة غذاء التهمها الاستيطان

يعد سهل البقيعة في الأغوار الشمالية، من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في الضفة الغربية الأمر الذي جعلها محط أطماع الاحتلال الاستيطانية.

ويمتد سهل البقيعة البالغ مساحته 100 ألف دونم من شرق محافظة طوباس حيث بلدة طمون ولغاية الحدود الأردنية الفلسطينية، وتنتشر فيها العديد من التجمعات السكنية التي تعمل في مجال رعي الأغنام والزراعة.

استيطان وتهويد

بدأ مسلسل استهداف البقيعة الاستيطاني عام 1972م عندما أنشئت مستوطنة (بقعوت وارجمان) ثم تلاها بعدة أعوام وتحديدا في عام 1978 إنشاء مستوطنة الحمراء.

لم يكتف المستوطنون بإقامة المستوطنات على أراضي المواطنين، بل عمدوا إلى مصادرة مئات الدونمات الزراعية الأخرى المحيطة بها والمخصصة للرعي وضمّوها للمستوطنات بدعوى أنها مناطق عسكرية.

استهداف الأراضي الزراعية

ونتيجة لمصادرة الأراضي الرعوية تقلصت مساحة المناطق المسموح بها بالرعي من 20 ألف دونم إلى 5 آلاف دونم فقط، علمًا أنّ مساحة الأراضي التي صادرها الاحتلال للأغراض العسكرية والتدريب بلغ أيضا 5000 دونم من أراضي البقيعة.

وتكبد قطاع الزراعة وتربية الحيوانات نتائج كارثيةنتيجة الإجراءات القمعية التي مارسها جنود الاحتلال بحق الرعاة ومربي الثروة الحيوانية، سواء عبر مصادرة الأراضي، أو نتيجة ملاحقة الرعاة، وهدم منشآتهم السكنية وحظائر الأغنام، ما دفع قسمًا كبيرًا منهم لهجرة المنطقة والمهنة.

وتنتشر العديد من المعسكرات التدريبية التابعة لجيش الاحتلال في البقيعة، ومنها: معسكر روعي، ومعسكر بقعوت، ومعسكر سمرا، بالإضافة إلى عدد من المعسكرات المغلقة غير معروفة الاسم.

تضييق وتهجير

في عام 2000 تعرضت منطقة البقيعة إلى نكبة جديدة بشق قوات الاحتلال خندقًا بطول 2كم وعرض 4م وعمق 4م عزل 40 ألف دونم زراعيّة من السهل، وهو الأمر الذي أجبر مئات الرعاة في المنطقة للهجرة من المنطقة مع أغنامهم بعد أن انقطعت بهم السبل.

وفي خطوة مشابهة حفرت قوات الاحتلال خندقًا آخر في عام 2011 بطول 5 كيلو متر وبعمق 2م، إلى الجنوب الشرقي من خربة عاطوف، كرَّس الوجود الاحتلالي في المنطقة، وقطع سبل التواصل بين سكان الخِرَب البدوية الذين يمنعهم الاحتلال من مجرد الاقتراب من المناطق المحاذية للخندق.

وعمد الاحتلال إلى ممارسة سياسة التهجير بحق سكان السهل من خلال هدم بيوتهم البسيطة ومطاردة الرعاة ومصادرة ما بحوزتهم وتجميع ما تبقى من السكان في تجمعات فرضت عليهم.

كما يمنع الاحتلال المواطنين من القيام بأي تعديلات على بيوتهم المصنوعة من الصفيح، وهي بيوت مقامة على أنقاض بيوت سابقة تم هدمها، وتنتظر المصير نفسه.

اتفاقية أوسلو

حسب اتفاقية أوسلو وتقسيماتها؛ فإن 25% من السهل يُصنّف ضمن مناطق (A، B)، أما الباقي فيُصنّف ضمن منطقة (C)، وهي المنطقة التي تخضع أمنيًّا وإداريًّا لسلطات الاحتلال، وبالتالي فيجرى العمل على قدم وساق من دوائر الاحتلال لإنهاء أي وجود فلسطيني فيها، ولإخضاعها للنشاط الاستيطاني المكثف.

ويشتكي المواطنون في المنطقة من أن معظم الأراضي التي يزرعونها في سهل البقيعة غير مستغلة حتى بالحد الأدنى؛ لأن الاحتلال يحرمهم من الاستفادة من المياه، ولذلك توجه المزارعون نحو الزراعة الحقلية المعتمدة على الأمطار نتيجة لنقص المياه.

المصدر: حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات