الأحد 05/مايو/2024

كورونا والاستيطان.. وباءان يفتكان بالخليل

كورونا والاستيطان.. وباءان يفتكان بالخليل

تزداد حياة أهالي محافظة الخليل صعوبة في إطار انتشار فايروس كورونا انتشارًا كبيرًا، وفي سياق تزايد الأعمال الاستيطانية من الاحتلال الاسرائيلي.

وتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه في الخليل جنوب الضفة الغربية إلى تنفيذ أعمال استيطانية في المنطقة الجنوبية والبلدة القديمة بالخليل، في استغلال قذر للحالة التي يعيشها المواطنون، بسبب وباء “كورونا”.

“المستوطنون بداخلها”
وتعاني الخليل، مشكلة خاصة في مواجهة زحف المستوطنات، فهي المدينة الوحيدة التي يعيش المستوطنون داخلها، وليس في محيطها فحسب.

وبدأ الاستيطان في المدينة بعد احتلالها عام 1967، وكان أول الأحياء السكنية الاستيطانية هو “أبراهام افينو”، ووفقا لمزاعم الاحتلال فإنهم أقاموه على أنقاض كنيس قديم للجالية اليهودية التي سكنت في الخليل قبل قتل مسلحين عرب لـ 67 يهوديا عام 1929.

ويتخوف الأهالي والسكان داخل المحافظة من انتشار وباء كورونا عبر الحواجز الإسرائيلية التي تنتشر في أرجاء المحافظة بكثافة؛ الأمر الذي يزيد من انتشار الوباء خاصة في إطار الانتشار الكبير لفايروس كورونا داخل الكيان نفسه.

وتقع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية على بعد 35 كم جنوب مدينة القدس، وتعد أكبر مدن الضفة الغربية مساحة وسكاناً، وتبلغ مساحتها 42 كم2، ويبلغ عدد سكانها وفق “الإحصاء المركزي الفلسطيني” عام 2016، حوالي 250 ألف نسمة.

استيطان شرس
بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا: إن ما يجرى في مناطق الضفة الغربية عمومًا والخليل خصوصًا محاولة لتضليل الرأي العام العالمي حول ما هو موجود من ضم صامت واستيطان كبير.

وأوضح الخواجا، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الخليل تعدّ ثلث الضفة الغربية، وتحاول “إسرائيل” أن تحاصرها من كل الجهات في سلسلة من المستعمرات والمستوطنات.

وأشار إلى أن عملية التوسع للبؤر الاستيطانية في قلب مدينة الخليل هي الأخطر في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن 8 تجمعات بدوية فلسطينية معرضة للتهجير الكامل والقسري.

وأوضح أن “إسرائيل” تعمل على الاستيلاء على قلب الخليل المتمثل بالبلدة القديمة وشارع الشهداء والمسجد الإبراهيمي من خلال فرض واقع استيطاني على المدينة.

ولفت إلى أن “إسرائيل” فرضت التقسيم الزماني والمكاني بالمسجد الإبراهيمي، ويوجد الآن مخطط توسع استيطاني جديد للمستعمرات بعد أن أغلقت حوالي 1200 محل تجاري في المدينة.

وأضاف: “هناك خطة تهجير لكل أبناء وعائلات تل ارميدة، إضافة إلى قرار من زمن باراك بتهجير التجمعات الفلسطينية من ضمنها سوسيا وريتواني في جنوب مدينة الخليل”.

وأكد الخبير في شؤون الاستيطان أن الاحتلال استغل الصمت الدولي وانشغاله في جائحة كورونا، ووسّع الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية والقدس عمومًا ومدينة الخليل خصوصًا.

ولفت إلى أن التعديات والجرائم التي وقعت قبل يومين في شارع الشهداء بالخليل، والاعتداء على المارّة، وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال وحرية التنقل بين البيوت، دليل على استغلال الاحتلال لكل ساعة من أجل التوسع الاستيطاني وفرض واقع جديد في المدينة.

وأضاف: “نرى في كل يوم من الاحتلال الإسرائيلي تعديات وانتهاكات جديدة ضد أبناء الشعب الفلسطيني عمومًا، وبحق المواطنين في مدينة الخليل خصوصًا”.

وأفاد الخواجا أن الخليل محاطة بالاستيطان من أربع مناطق؛ حيث تصطدم من الغرب بالجدار الفاصل، وطرق فاصلة بين المستعمرات شقّتها، ومزّقتها.

وقال الخواجا: “نحن الآن أمام واقع خطير للسيطرة على أكثر من 45٪ من مساحة الضفة الغربية دون استكمال عملية الضم الجديدة التي تريد إسرائيل أن تؤبّد فيها الاستيطان وتعزز نظام الفصل العنصري”.

عدوان متسارع
من جهته، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة: إن المدينة تعيش في حالة عدوانٍ متسارع ومستمر، يُسابق الزمن ليأكل أراضيها ويسرق منازلها، وليروّع أطفالها ويسلب أهلها راحة نومهم جراء الاعتداءات الممنهجة من المستوطنين ومن سلطات الاحتلال بقراراتها الاستيطانيّة الجائرة.

وأكد أبو سنينة، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الوجود الاستيطاني في البلدة القديمة، وتقسيم المسجد الإبراهيمي، والتدابير الأمنية المشددة في محيطه، عوامل أدت إلى تدهور الأوضاع التجارية والمعيشية في المدينة.

وأوضح أن مدينة الخليل تواجه مشكلة خاصة في مواجهة زحف المستوطنات، لافتا إلى أنها المدينة الوحيدة التي يعيش مستوطنون داخلها وليس في محيطها فحسب، ويعدّ سكان المدينة أن الوجود الاستيطاني يعكر صفو المدينة ويقطع أوصالها.

ولفت إلى أن أهل الخليل يتميزون بصفة ايجابية وسلبية في آن واحد وهي العناد، فهم عنيدون أمام الاحتلال بتمسكهم بالحق والدفاع عنه.

ولفت إلى أن الاحتلال أثر على مدينة الخليل من الناحية الاقتصادية والتجارية والصحية، محاولا فرض هيمنته الاقتصادية على المدينة وربط الاقتصاد الفلسطيني بالإسرائيلي.

وفيما يتعلق بتأثير الاحتلال من الناحية الصحية؛ أوضح أنه يدفن النفايات الخطرة المشعة في أراضي الضفة عمومًا والخليل خصوصًا، لافتا إلى أن هناك نسبة عالية جدا من الإصابات بالسرطان جنوب الضفة.

وأشار إلى أن الاحتلال يسير سريعًا باتجاه تهويد المسجد الإبراهيمي  جميعه من خلال قرار وزير الحرب الإسرائيلي باستملاك جزء من أرض الوقف وجزء من أرض البلدية لمصلحة المستوطنين.

ولمدينة الخليل أهمية كبيرة على الصعيد الاقتصادي؛ فهي مركز للصناعة والتجارة الفلسطينية وعمودها الفقري؛ بالإضافة إلى الأهمية الدينية للمدينة لدى الديانات الثلاث؛ حيث يتوسط المسجد الإبراهيمي مدينة الخليل الذي يحوي مقامات الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام، وزوجاتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات