السبت 27/يوليو/2024

كيف ستشتعل الضفة إذا حدث الضم؟

ناصر ناصر

يتجهز جيش الاحتلال ودوائره الأمنية لأربع درجات محتملة من التصعيد المتوقع فور بدء تنفيذ قرار حكومة الاحتلال بضم أجزاء من الضفة الغربية، سواء أكان ذلك في الموعد المعلن عنه في يوليو 2020 -والموعد مستبعد-، أو بُعيد ذلك بأسابيع أو أشهر، رغم أن الجيش لا يعلم حتى الآن متى وكيف سيتم تنفيذ قرار الضم.

وأشارت العديد من وسائل الإعلام في “إسرائيل” إلى هذه التحضيرات وتناولها المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت أليكس فيشمان الجمعة الماضي 5-6 بنوع من التفصيل، فما هي هذه الدرجات؟ وما هي دلالاتها؟
 
أما الدرجة الأولى من التصعيد فهي أخف أنواع التصعيد، وتتطلب أقل أشكال الاستعدادات العسكرية من الجيش، ويتوقع الجيش حصولها في حالة حدوث ضم محدود جدًّا، مع التحفظ على كلمة محدود، فكل أنواع الضم ولو كانت لشبر واحد من الضفة الغربية هو أمر مرفوض وطنيًّا، مثل ضم كتلة استيطانية واحدة كغوش عتصيون، وتسمى هذه الدرجة وفق فيشمان “الهدوء الحذر” وتشمل احتجاجات هادئة وعقوبات واستنكار واحتجاج دولي ضد “إسرائيل”.

أما الدرجة الثانية فهي مظاهرات كبيرة وواسعة يستخدم فيها الفلسطينيون العنف وتحتل صورها كل شاشات التلفاز في العالم. أما الدرجة الثالثة من التصعيد فتكون باستخدام الفلسطينيين في الضفة الغربية السلاح الناري والقيام بعمليات فدائية وحينها تتحرك وفق فيشمان خلايا حماس النائمة، ومن المحتمل وبصورة كبيرة أن يستخدم أفراد من فتح السلاح، فيدخل الجيش حينها ألوية نظامية مدربة تدريبا عاليًا.

أما الدرجة الرابعة فهي الأخطر بنظر الجيش ومن الصعب جدا تقدير تداعياتها وفق فيشمان، وهي عندما تقرر السلطة الفلسطينية غض الطرف عن استخدام أجهزتها الأمنية السلاح ضد الجيش والمستوطنين، وهنا يكون التجنيد العام للاحتياط للقيام بعملية بحجم عملية السور الواقي، وفيها تكون الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي العدو المركزي لجيش الاحتلال.
 
ما هي احتماليات هذه الدرجات؟
إن نظرة متفحصة لتقارير وسائل الإعلام ومنها فيشمان يلحظ بأن الجيش يلوّح باحتمالية الدرجة الرابعة، ولكنه لا يتجهز لها فعلا -على الأقل في المرحلة الحالية- وقد يكون قد أنهى استعداداته لمواجهة الدرجة الثالثة المحتملة، أما الأولى والثانية فهو مستعد لهما طوال الوقت.

تتعلق درجة التصعيد فيما يبدو بدرجة وحجم الضم، ومن المرجح أن يفاجئ الشعب الفلسطيني محتليه بالرد حتى على ما قد يُعد إسرائيليا -وليس فلسطينيا- أبسط أشكال وأحجام الضم، كضم كتلة إلى ثلاث كتل استيطانية، وقد يكون العامل الأهم في تحديد درجة التصعيد هو مدى قدرة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على الالتزام بتعهداتها العلنية بوقف أي محاولة فلسطينية لاستخدام الكفاح المسلح ضد الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات