بعد شهرين من الغياب.. هكذا عاد أهل غزة إلى مساجدهم!

بدمعةٍ ودعوة استقبلت العتبة الأولى لمسجد الشهداء وسط مدينة غزة قدم المصلي المسن أبو العبد بركات، والتي لم تبدُ متثاقلة على غير عادتها بعد انقطاع دام نحو شهرين عن أداء الصلوات المفروضة بما فيها صلاة الجمعة بسبب جائحة كورونا العالمية.

بركات الذي كان يحمل سجادته الخاصة التي أحضرها من بيته وفق الإجراءات التي فرضتها وزارة الأوقاف، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ دمعة لاإرادية سالت على خديه بعد غياب طويل.

وأضاف: “مش متعودين نغيب كل هذه المدة عن مساجدنا، فبدونها لم نعد نشعر أبداً بطعم الحياة”.

null
وزارة الأوقاف كانت خصصت لجانًا محددة لكل مسجد في أنحاء القطاع كافة لتنفيذ الإجراءات والضوابط التي أعلنت وفقها إقامة صلاة الجمعة فقط وعلى وجه السرعة، ومع اللحظات الأولى لافتتاح المساجد بدأت باستقبال المصلين بالكمامات وأدوات التعقيم التي كانت توزعها اللجان على العتبات الأولى للمسجد.

وأعلنت الوزارة إغلاق مرافق المساجد من المتوضأ ومصليات النساء وخزن المصاحف، كما دعت المواطنين للالتزام بشروط التباعد وعدم المصافحة بالمسجد خوفاً من تفشي الفيروس.

وأبدى عشرات المواطنين في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” سعادتهم العارمة بعودتهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد، مطالبين وزارة الأوقاف بالعمل على ذلك على الأقل.

null
خطبة سريعة

خُطبُ الجمعة في قطاع غزة تركز بعضها على ضرورة توعية الناس بخطر الجائحة العالمية، وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية؛ منعاً لتفشي الفيروس الذي ارتفع حصيلة المصابين به إلى 49 في يوم واحد.

ولم تزد خُطب الجمعة في غالبية المساجد عن 10 دقائق؛ التزاماً من الخطباء بالشروط والضوابط التي وضعتها وزارة الأوقاف لتقليل مدة الاحتكاك والتجمع بين الناس في المساجد.

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، أكد أنّ صلاة الجمعة تمت اليوم في أجواء من التنظيم والترتيب عكست حجم الجهد الذي بذلته الطواقم الحكومية العاملة والجهات المساندة لها لإتمام التدابير والإجراءات الاحترازية وتهيئة المساجد لاستقبال المصلين وفق توجيهات وزارة الصحة.

وتقدّم معروف بالشكر لأبناء شعبنا الذين التزموا بالإجراءات الاحترازية خلال صلاة الجمعة، وأظهروا صورة مشرقة تنم عن وعي واستشعار لروح المسؤولية المجتمعية العامة في مواجهة هذا الفيروس.

وأهاب بشعبنا أن يبقى هذا السلوك الحضاري عنوانًا للتعامل في سياق هذه الجائحة خاصة خلال فترة العيد وفي الأماكن التي تشهد حالات ازدحام ومخالطة شديدة هذه الأيام، كالأسواق والمراكز التجارية.

وأوضح رئيس المكتب الإعلامي، أنّ عملية تقييم صلاة الجمعة وإجراءاتها تمت اليوم لاستخلاص العبر وتعزيز الإيجابيات وتلافي أي جوانب سلبية.

وكانت وزارة الصحة سجّلت أمس 29 إصابة بفيروس كورونا بين العائدين إلى القطاع عبر معبر رفح البري، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل عدد بهذا الكم في يوم واحد، ما رفع عدد الإصابات إلى 49 إصابة منذ بداية أزمة الجائحة مطلع آذار/ مارس الماضي.

null