عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

اللاجئون الفلسطينيون.. ألم الواقع وأمل العودة

اللاجئون الفلسطينيون.. ألم الواقع وأمل العودة

على وقع جائحة “كورونا”، ومع اقتراب عيد الفطر السعيد، وسط أوضاعٍ إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، يحيي اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات بالأردن، العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، بالدعاء والصلاة تضرعا لله أن تزول الغمة والبلاء.

أجواء المخيم تبوح بصعوبة الحال، فمظاهر الفرحة لم تعد تزيّن أجواءه كما العادة في كل عام، فثمة مخاوف من المستقبل، ومما يحمله قادم الأيام من مفاجئات، مع كثير من الشعور بالخذلان والتقصير.

التمسك بالعادات
إلا أن كل ذلك لم يمنعهم من التمسك بعاداتهم في التجهز لاستقبال العيد بالرغم من القرارات الحكومية التي أعلنت حظراً شاملاً للتجوال في أول أيام العيد، بهدف مواجهة انتشار فيروس “كورونا”، سيما وأن أعداد المصابين في الأردن فاقت الـ 500 إصابة.

يؤكد اللاجئون الفلسطينيون في حديثهم لـ”قدس برس” أن شهر رمضان هذا العام جاء في ظروف مختلفة، إلا أن اللاجئ الفلسطيني حاول ما بوسعه التكيف مع الظروف المستجدة، وهم كذلك يتحضرون لاستقبال العيد من خلال حرص المقتدرين منهم على إعداد الكعك ومعمول العيد في البيوت.

هموم اقتصادية
يقول الحاج مروان أبو توفيق، من قرية “عصيرة الشمالية” في نابلس، وهو أحد سكان مخيم “السخنة” في الزرقاء (وسط): “بكل تأكيد يختلف رمضان هذا العام غيره، نتيجة انتشار فيروس كورونا، والحجر الصحي المفروض على الجميع، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي باتت تثقل هموم اللاجئين”.

وأضاف في حديث لـ”قدس برس”: “لكن لشهر رمضان عند الفلسطينيين، وخاصة اللاجئين منهم، نكهته وأجواؤه الخاصة الممزوجة بألم الغربة والتهجير وأمل العودة إلى ديارهم التي أُخرجوا منها عنوة عام 1948، سيما وأن رمضان هذا العام يأتي في ظل الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية، ونحن هنا نتذكر كيف كنا نعيش شهر رمضان ونحن صغار في بلادنا قبل النزوح”.

بث هموم
أما اللاجئ محمد عيد، فعبّر عن ما يختلج صدره من ألم، بعدما أغلق محل الملابس الذي كان يعمل به نتيجة تأثره بأزمة كورونا.

وقال لـ”قدس برس”: “الأصل في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان، أن يكون العمل لدينا مضاعفا، نتيجة تهافت الناس على الأسواق لشراء الملابس الجديد لاستقبال العيد”.

وتابع حديثه “إلا أن العكس هو الذي حصل؛ إذ أقفل محل الملابس الذي كنت أعمل به نتيجة القرارات الحكومية الأخيرة لمنع انتشار فيروس كورونا، وبالتالي أصبحت بلا معيل، وأنتظر ما تقدمه الجمعيات الخيرية من مساعدات لسد رمق أبنائي الصغار”.

ماذا عن دور الجميعات الخيرية؟
وعن دور الهيئات والجمعيات والمؤسسات الأهلية في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين بالمخيمات الذين تضرروا مؤخراً، يقول الناشط في العمل الخيري جمال زكارنة: “الأوضاع الراهنة في المخيمات الفلسطينية بالأردن غير مسبوقة، ولم نجد مثيلاً لها من قبل”.

وأضاف لـ”قدس برس”: “ما يجرى حالياً من تعطل لمعيلي الأسر عن أعمالهم، خاصة وأن معظمهم يعملون أعمالاً حرة وبنظام العمل اليومي، انعكس سلباً على أوضاعهم المعيشية، ما فاقم من معاناتهم، لتتسع معها دائرة العوز”.

وتابع حديثه: “في السابق كنا نتحدث عن مجموعات معينة في المخيمات الفلسطينية نقوم بتوزيع المساعدات عليها، وفق جدول معين، لكن اليوم الأمور تغيرت فأصبح تقريباً كل بيت في المخيمات بحاجة ماسة للمساعدة، وهذا يفوق مقدرتنا على تقديم المساعدات”.

ويضيف: “لذلك أطلقنا حملة الدعم العاجل، والهدف منها مساعدة اللاجئين قبيل حلول عيد الفطر السعيد، للتخفيف من الأوضاع المتردية التي يعيشها اللاجئون في المخيمات، فلا حديث اليوم عن شراء الملابس والحلوى، بقدر ما نسعى لسد رمق العائلات المحتاجة والمتضررة نتيجة استمرار أزمة كورونا، مع ملاحظة أن الأوضاع اليوم أفضل مما كانت عليه في السابق قبل أسابيع”.

ويوجد بالأردن 10 مخيمات رسمية للاجئين الفلسطينيين، يعيش فيها أكثر من 346000 لاجئ مسجل، أو ما يقارب من 17% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأردن والذين يبلغ عددهم مليونيْن، بحسب إحصاء “الأونرا” في يناير/كانون الآخِر 2013.

وهناك ثلاثة تجمعات أخرى في العاصمة عمَّان والزرقاء ومادبا، تعدّها الحكومة الأردنية مخيمات، في الوقت الذي تعدّها “أونروا” مخيمات “غير رسمية”.

وتدعم “أونروا” ما يزيد على 5.27 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في قطاع غزة وسوريا والأردن و لبنان والضفة الغربية المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات