الإثنين 17/يونيو/2024

هل يستغل الاحتلال كورونا للسيطرة على الأقصى؟

هل يستغل الاحتلال كورونا للسيطرة على الأقصى؟

ما إن بدأت أزمة انتشار وباء كورونا في فلسطين، حتى بدأت “إسرائيل” والمنظمات اليهودية المتطرفة محاولات استخدام هذه الجائحة وتطويعها لخدمتها بأشكال متعددة ضد المسجد الأقصى المبارك. 

وبدأت شرطة الاحتلال إغلاق بعض أبواب الأقصى، في محاولة منها لاستغلال موضوع الفيروس من أجل تشديد إجراءاتها على الأقصى والمصلين.

دعوات استغلالية

ففي منتصف فبراير/شباط الماضي، دعت جماعات الهيكل إلى حظر صلاة الفجر العظيم بعدِّها سببًا في انتشار الوباء.

ومع إعلان رئيس حكومة بنيامين نتنياهو منع التجمهر لأكثر من 100 شخص، كانت هناك دعوات لتطبيق القرار على صلوات المسلمين في الأقصى.

كما دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان مجلس الأمن القومي إلى منع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول الأقصى حتى لا ينقلوا الفيروس، بعد اكتشاف الحالات الأولى في بيت لحم.

وفي هذا السياق أكد أيمن زيدان نائب رئيس مؤسسة القدس الدولية، أن الاحتلال يحاول باستمرار استغلال الظروف كحلقة مستمرة من مخططاته ومشروعه في تكريس سيادته على المسجد الأقصى المبارك.

واشار زيدان في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال حاول توظيف جائحة كورونا في اتجاهات مختلفة، أبرزها أن دخول هذه الجائحة أدى لتوقف فعاليات الفجر العظيم التي تنامت وانتشرت في الضفة الغربية والقدس.

وأوضح أن مصدر القلق الهائل منذ بداية إغلاق المسجد الأقصى هو سعي الاحتلال لاستغلال هذا الإغلاق بالتحكم في إدارة المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل بُعد المصلين والمرابطين الذين يُعدُّون الغطاء الأهم في حماية المسجد الأقصى.

إجراءات متشددة

وحول أبرز الإجراءات التي قام بها الاحتلال خلال فترة إغلاق المسجد الأُقصى، بيّن زيدان أن الاحتلال قرر إغلاق جميع الأبواب أمام الحراس وموظفي الأوقاف باستثناء بابين، وهما الأسباط والسلسلة، مشيرًا إلى أنهم اختاروا هذين البابين للانتشار الواسع للشرطة الإسرائيلية عندهما.

وأشار إلى أنه تم إغلاق باب المجلس لعزل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمتمثلة في المدرسة المنجكية، الأمر الذي شكل نوعًا من العزل لدائرة الأوقاف داخل المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن الاحتلال يسعى منذ عام 1967 لعزل الأوقاف عن المسجد الأقصى والمكاتب.

وذكر أن الاحتلال سعى لاستدراج معلومات من الأوقاف تكرس حالته الإدارية وتضبط الداخلين والخارجين، ليكون هو الآمر الناهي في المسجد الأقصى، مؤكداً أن الشرطة الإسرائيلية حافظت على كثافة وجودها في الأقصى رغم خلوه من المصلين، كما حافظت على وجود الشرطة الإسرائيلية رغم عدم وفود النساء إليه.

وأشار إلى أن الاحتلال بات لديه ارتياح كبير لدى أجهزته الأمنية تجاه إغلاق المسجد الأقصى المبارك، خاصة أن شهر رمضان حافل في تدفق الناس والاحتكاك مع الشرطة والمصلين، ومحاولة ضبط الأعمار والأوقاف والاعتكاف، ما كان يستنزف الشرطة الإسرائيلية.

ونبه أن شرطة الاحتلال تصدت لكل من يدعون لإعادة فتح المسجد الأقصى؛ حيث اقتحمت بيت المرابطة هنادي الحلواني والشيخ عكرمة صبري، وحررت العديد من المخالفات للمصلين الذين يصلون على أبواب المسجد الأقصى.

فرصة لجماعات الهيكل

ولفت إلى أن بعض جماعات الهيكل يعدون إغلاق الأقصى فرصة تاريخية لهم لا بد من اغتنامها، والدفع باتجاه فتحه أمام المستوطنين خلال الأعياد، ما يضمن فرصة استفرادهم بالمسجد الأقصى.

وأفاد أن الاحتلال وجماعات الهيكل المتطرفة يتطلعون إلى إنجاز اقتحام لهم للمسجد الأقصى في تاريخ (22-5) في مناسبة دينية لهم، وهي ذكرى استكمال المدينة حسب التقويم العبري الخاص بهم، حيث تسعى إلى استباحة المسجد الأقصى المبارك في هذا التاريخ.

وأضاف: “نحن قلقون من فرض وقائع جديدة على الأرض، واستدامة هذه الوقائع رغمًا عن الأوقاف من خلال الضغط على ممثليها أمام تراجع الغطاء السياسي العربي”.

وكان الخبير بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي قد حذر في تغريدات له عبر حسابه على “تويتر”، من توجهات إسرائيلية خطيرة، لتكريس سيادتها على المسجد الأقصى المبارك، مستغلة إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، بدعوى منع تفشي فيروس “كورونا”.

ونقل النعامي في تغريدته، تصريحات للمستشار القانوني لمنظمات “الهيكل” اليمينية أفيعاد فيسولي -والتي تسعى إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى- عدَّ فيها “إغلاق المسجد الأقصى في رمضان بدعوى كورونا فرصة لتكريس السيادة الصهيونية عليه”.

وعلّق النعامي بالقول: “التيار الديني اليهودي الخلاصي الذي تعاظم تأثيره في الكيان الصهيوني، يعتقد أنه بلغ من القوة ما يؤهله للدفع نحو فرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى”.

التصدي للمخطط الصهيوني

وأضاف محذرا: “لذا ترك المسجد الأقصى تحديدا فارغا بحجة كورونا سيوفر بيئة مناسبة لهم (لمنظمات “الهيكل” اليهودية)”.

وشدد في تغريدته: على “وجوب عدم منح الصهاينة الحق في إغلاق المسجد الأقصى المبارك بأي صورة كانت”.

وأكد الخبير الفلسطيني، أنه “يتوجب على أوقاف القدس والأردن مقاربة مختلفة، وفحص عودة المصلين تحديدًا في رمضان مع كل إجراءات السلامة المطلوبة”.

ويشرف الأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بموجب اتفاقية التسوية الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994، وهو وضع تعزز بتوقيع اتفاقية أخرى بين المملكة والسلطة الفلسطينية عام 2013.

يشار إلى أنه في 22 آذار/مارس الماضي، أغلقت الأوقاف الإسلامية بالقدس المسجد الأقصى، تحسبًا لتفشي “كورونا”، قبل أن تمدده خلال شهر رمضان، ضمن تدابير منع تفشي الفيروس.

وهذه المرّة الأولى التي يغلق فيها المسجد الأقصى لهذه الفترة من الزمن.

وقبل ذلك أغلق المسجد ليوم واحد، بعد إحراقه عام 1969، ثم أغلقته شرطة الاحتلال، أكثر من مرة في السنوات الأخيرة الماضية، بداعي تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار قرب بواباته، ولكن هذه الإغلاقات كانت لساعات أو يومين على الأكثر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات