الأحد 12/مايو/2024

المحررة وفاء نعالوة.. لم ترَ من الحاضرين إلا وجه نجلها الشهيد أشرف!

المحررة وفاء نعالوة.. لم ترَ من الحاضرين إلا وجه نجلها الشهيد أشرف!

كانت فرحة منقوصة تلك اللحظات التي تلت خروج الأسيرة المحررة وفاء نعالوة (55 عاما) والدة الشهيد أشرف نعالوة من سجن الدامون، حيث فتحت الحرية جرح أشرف من جديد.

ولم ترَ السيدة وفاء في وجوه عائلتها لدى استقبالها عقب الخروج من السجن إلا وجه أشرف كما قالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فهي حتى اليوم لا تستطيع استيعاب ما جرى؛ حيث توقف الزمن لديها على تلك الحيوية التي كان يملأ أشرف بها المنزل.


null

“المنزل الذي هدمته إسرائيل”
وفور وصولها لمنزل العائلة الجديد في ضاحية شويكة بطولكرم شمال الضفة الغربية لم تتحمل أن تمكث فيه حيث ضاق صدرها به لتطلب أن تذهب لترى منزلها القديم الذي هدمته قوات الاحتلال وتتنفس الصعداء به وتقول إن هذا المكان الذي ترتبط به، فهو المكان الذي عاش فيه أشرف.

وبعد يومين من الإفراج عنها لا تجد أم أمجد إذا سألت عنها إلا في إحدى زوايا ذلك المنزل تجلس متأملة فيه، تقول لمراسلنا: إن في كل زاوية فيه حكاية مع أشرف، هنا أكل، هنا لعب، هنا زرع، هنا نام، صورته في كل مكان في الذاكرة.

خرجت السيدة نعالوة من السجن على واقع أسريّ مختلف تماما؛ فقد اعتقلت في بداية مطاردة أشرف ولم يكن شيء مما جرى قد جرى، حيث صدمها الواقع الجديد.

وتقول لمراسلنا: كل خسارة مادية لا تهمنا، كل اعتقال لا يهمنا، كله فداء للوطن، كنت أتمنى أن أكون أنا ولا يكون أشرف، لا شيء يشبه رحيل أشرف، كان موهوبا لا يقول لا أعرف، ولكنه قدم روحه للوطن، وكل الشباب مستعدون لذلك.

“عملية انتقام”
وتؤكد نعالوة أن ما جرى معها خلال الاعتقال كان عملية انتقام لا أكثر، فالتحقيق وما جرى بعده كان واضحا أنه عقاب للعائلة لا يستند إلى أي أساس قانوني.

وكان اعتقال نعالوة مرّ بمراحل عديدة، بدءا بتحقيق طويل، ثم توجيه تهم قاسية تتطلب أحكام سجن عالية بذريعة عدم منعها ابنها من تنفيذ عمليته، إضافة لرفض طلبات المحامي المتكررة الالتماس للإفراج عنها، ومع حصولها على قرار بالإفراج بشرط الإقامة الجبرية سارعت نيابة الاحتلال العسكرية لوقف القرار ليصدر بحقها حكم بالسجن 18 شهرا وغرامة مالية باهظة (12) ألف دولار  في حين لعبت عائلتا المستوطنين القتيلين في عملية أشرف دورًا في الضغط باتجاه إطالة أمد المحاكمة لها ولزوجها ولابنها.

ولا تنسى السيدة نعالوة لحظات الأسر الصعبة في سجن الدامون الذي وصفته بأنه يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية مشفقة على واقع الأسيرات اللاتي تركتهن خلفها، سيما المريضات منهن ممن لا يتلقين من إدارة السجن سوى المسكنات.

وتفاقم وضع الأسيرات سوءًا في الأسابيع الأخيرة بحسب نعالوة لأن زيارات الأهالي انقطعت بسبب جائحة كرونا فيما لم تسمح إدارة السجن سوى لأسيرتين فقط بالاتصال هاتفيا بذويهما بعد احتجاجات شديدة من الأسيرات، ولكنها استدركت أن الأسيرات تجددت لديهن الآمال بالإفراج قريبا مع تجدد الحديث عن صفقة تبادل أسرى بين المقاومة وحكومة الاحتلال خاصة وأن الإفراج عن الأسيرات هو المطلب الأول فيها.

وأكدت أن روح الأمل عادت للأسيرات بفعل الأخبار الجديدة عن صفقة تبادل، مطالبة في الوقت نفسه بألا يتم إغفال ملفهن الذي يعاني من الإهمال وحالة من الاستفراد من السجان.

وكان الشهيد القسامي أشرف نعالوة ارتقى شهيدا في اشتباك مسلح في مخيم عسكر في مدينة نابلس في ( 13-12-2018 ) بعد شهرين من ملاحقة صعبة من جيش الاحتلال إثر تنفيذه عملية بركان التي قتل فيها مستوطنان في (7-10-2018)، وتعرضت العائلة لأقسى أنواع العقاب الجماعي خلال تلك المدّة.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات