الجمعة 17/مايو/2024

هل جدد كورونا الصراعات السياسية في السلطة الفلسطينية؟

هل جدد كورونا الصراعات السياسية في السلطة الفلسطينية؟

على الرغم من حالة التماسك التي بدت بها حالة السلطة الفلسطينية في الأيام الأولى لجائحة كورونا إلا أن تداعيات حالة الطوارئ أعادت تشكيل صراعات وتوازنات برز بعضها للإعلام بروزًا مربكًا وأخرى بقيت في إطار خفي.

ولم يكن التنازع الذي بدا مؤخرا على خلفية احتكار إصدار البيانات حول حالة كورونا في فلسطين سوى أحد تلك الأشكال فيما كان الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم واجهة الانتقاد لصراع خفي.

وبحسب مصادر مطلعة لمراسلنا؛ فإن البروز الطاغي لرئيس الوزراء محمد اشتية خلال أزمة كرونا كان مزعجا لقيادات في السلطة تعدّ اشتية منافسا لها في ملف مرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس، ولم يخلُ الإعلام من تلميحات لذلك حين كرر وزير الشئون المدنية في السلطة حسين الشيخ في أكثر من مقابلة وتصريح صحفي مؤخرا أن كل القرارات تصدر من رئيس السلطة محمود عباس، وأنه لا أحد يستطيع تجاوز عباس في هذه الأزمة.

وكان الأكثر حدة ما برز خلال الإيجاز الصحفي الحكومي، اليوم؛ حيث بادرت أقطاب في حركة فتح إلى تعمد إحراج الناطق باسم الحكومة من خلال تعمد تسريب بيانات كان يفترض أن يقولها في المؤتمر الصحفي قبل الإيجاز بساعة، ومع تكراره بات الإيجاز الصحفي محط تندر من الصحفيين الذين أصبحوا لا يحضرونه إلا من باب جبر الخواطر.

مناكفات بأشكال علنية

وتؤكد المصادر أن أطرافا محسوبة على ماجد فرج وحسين الشيخ تعمدت ذلك بأكثر من طريقة، سيما حين طلب من الصحفي علي دار علي أن يخالف قرار رئيس الوزراء حول اقتصار إدارة الإعلام حول أزمة كورونا على ما يعرف بخلية إدارة الإعلام في رئاسة الوزراء، حيث قام دار علي قبل الإيجاز الصحفي الحكومي بساعة بعمل مقابلة تلفزيونية مفاجئة مع وزير الصحة مي كيلة لإفساد الإيجاز، وهو إجراء لا يجرؤ صحفي على القيام به دون دعم جهات عليا.

وبحسب المصادر؛ فإن دار علي الذي أوقفه اشتية عن عمله مؤقتا كان قبل أيام جزءا من دائرة صراعات قوية يعي اشتية أنها جزء من حرب موجهة ضد من تلك الأقطاب.

وتؤكد المصادر لمراسلنا أن أشكال الصراعات أخذت أكثر من مظهر علني، ومنها ما جرى من أقطاب في حركة فتح في مخيم جنين وفي بلدة إذنا في الخليل من إقامة احتفالات كبرى للاحتفال بأسرى محررين في مخالفة لقرارات الحكومة بمنع التجمعات وبهدف إظهار اشتية بمظهر غير المسيطر على الأوضاع أو الأحداث المسلحة التي شهدها مخيم قلنديا مع كفر عقب وغير ذلك من مظاهر تجاوز القانون والتي تمت بدعم من قيادات نافذة بحركة فتح.

كما يبرز في الشارع وفي مختلف المناطق التنافس القيادي بين تلك الأقطاب في استخدام لجان الطوارئ المشكلة من حركة فتح، وطريقة أدائها التي تعكس تصرفات تأخذ في كثير من الحالات أدوار الحكومة وإحراجها لمصلحة تلك القيادات وبشكل لافت.

وبحسب المصادر؛ فإن حالة الاستقطاب باتت أكثر وضوحا وحدة، فمثلا يتعمد اشتية في ظهوره الميداني والإعلامي إبراز قائد الأمن الوطني نضال أبو دخان، والمدير العام للشرطة اللواء حازم عطا الله، في حين لم يظهر بجانبه منذ بداية الأزمة وبأي حضور إعلامي مدير المخابرات العامة ماجد فرج الذي بدأ يقوم بشكل منفصل بحركات اجتماعية وشعبية مرتبطة بأزمة كورونا لموازاة بروز اشتية.

ويبدو أنه ومع طول الأزمة فإن تلك الصراعات تأخذ مناحي مختلفة، وجميعها يتمحور حول ضرورة ألا يتقدم أو يبرز أحد المتسابقين على خلافة عباس عن الآخرين في الصف، وفق معادلة وتعبير القيادي في فتح جبريل الرجوب في أكثر من مرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية...

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام في غمرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني رفضاً للاحتلال، وطلباً للحرية، ودفاعاً عن المقدسات، تتواجد ثلّة...

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان الختامي الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت...