الثلاثاء 14/مايو/2024

مبادرة السنوار.. هل تُحدث اختراقًا في ملف تبادل الأسرى؟!

مبادرة السنوار.. هل تُحدث اختراقًا في ملف تبادل الأسرى؟!

يرى مراقبون أن المبادرة التي أطلقها قائد حركة حماس يحيى السنوار للإفراج عن المرضى والأسرى والأطفال في سجون الاحتلال، قد تشكل فرصة جيدة لإحداث اختراق في ملف تبادل الأسرى.

وكان “السنوار” قال في لقاء متفلز: “يمكننا أن نقدم تنازلًا جزئيًّا في موضوع الجنود الأسرى لدينا، مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا”.

وأضاف: “أما الثمن الكبير للأسرى جميعهم، فهو كبير يجب على الاحتلال أن يدفعه”، لافتا إلى أن الشرط الأول لبدء المفاوضات مع الاحتلال، هو الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار.

أوراق قوة

وعدّ الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، مبادرة السنوار بأنها تدلل على أن قيادة حركة حماس لا تترك أي فرصة تستطيع فيها تحريك ملف الأسرى، إلا وتستفيد منها جيدًا.

وقال المدهون لـ”قدس برس”: “ما طرحه السنوار رسالة واضحة يظهر فيها حرص قيادة حركة حماس على الأسرى، وأنها لم تتركهم في السجون، وستحاول بكل السبل وستبدع دائما في طرح المبادرات، ولديها أوراق قوة ممكن وضعها على الطاولة في أي لحظة من اللحظات”.

وعدّ أن المبادرة كشفت وجه الاحتلال القبيح، الذي يعتقل المرضى وكبار السن ويحتجز الشيوخ، دون الالتفات إلى الحاجات الإنسانية الأساسية.

وقال المدهون: “حماس لديها ما تقدمه من أجل إجبار الاحتلال على الإفراج عن الأطفال وكبار السن والمرضى من الأسرى، وهي بذلك أيضا لفتت انتباه المجتمع الدولي لهذا الموضوع”.

ويرى المدهون أن مبادرة السنوار رسالة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين؛ أن حركة حماس لديها مرونة كافية لتحريك هذا الملف، وفي المقابل فإن قيادتهم ليس لديها أدنى اهتمام بالأمر.

خطوة مهمة

ومن جهته، قال عبد الناصر فروانة، الخبير والمختص في شؤون الأسرى: إن مبادرة السنوار تحمل أبعادا إنسانية وتعكس قلقا على حياة الأسرى وحرصا عليهم.

وقال فروانة لـ”قدس برس”: “مبادرة السنوار خطوة مهمة جداً في الظرف الراهن، وتأتي استكمالا للجهود السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية التي بذلت وتُبذل لإنقاذ الأسرى وحمايتهم من خطر وباء كورونا، لكنها ربما تكون الأهم في ظل غياب تأثير المؤسسات الدولية واستمرار الاستهتار الإسرائيلي وعدم التجاوب مع تلك الجهود المطروحة”.

وعدّ أن حديث السنوار أحدث حراكا تفاعليا وحوارياً كبيرا لدى الأوساط الإسرائيلية، السياسية والأمنية وتصدّر اليوم عناوين وسائل الإعلام العبرية المختلفة.

ورجح فروانة أن هذه المبادرة ستُحدث حراكا جادًّا في ملف الأسرى، وقد تُحدث اختراقا مهما للوصول إلى تفاهمات جزئية.

وقال: إن “ما يمكن أن يتحقق في المدى القريب سيشكل أساسا لحوارات أشمل تتعلق بعدة قضايا ومنها إتمام صفقة تبادل شاملة (وفاء الأحرار2) في وقت لاحق”.

واستدرك: “لكني لا أرى أن الحكومة الإسرائيلية جاهزة في الوقت الراهن لدفع الاستحقاقات التبادلية وإبرام صفقة تبادل شاملة تلبي المطالب الفلسطينية، لذا فهي تحاول ومنذ مدّة ليس بالقصيرة، ربط ملف الأسرى بالملفات الأخرى لتقليل الثمن الذي ستدفعه في هذا الصدد”.

وتابع: “علينا أن لا نراهن بالمطلق على البعد الإنساني لدى الاحتلال؛ حيث إن الإسرائيليين فقدوا أي حس إنساني في تعاملهم مع الفلسطينيين”.

وفي السياق، ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن تصريحات السنوار فتحت نافذة للتقدم في صفقة تبادل للأسرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أنّ الأجهزة الأمنية والسياسيّة الإسرائيليّة عقدت “اجتماعات مهمّة” حول الموضوع مع مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الأمن.

ووفقا للصحيفة؛ فإن الفكرة الأساسيّة هي محاولة التقدّم في ملف الأسرى عبر “رزمة مساعدات إنسانيّة لقطاع غزّة ومبادرات أخرى”.

وأعلنت “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، في الثاني من نسيان/ إبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم دون إعطاء المزيد من المعلومات، مؤكدة أن أي معلومات جديدة، لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، من الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام العالية وقدامى الأسرى، بعد مفاوضات غير مباشرة مع دولة الاحتلال، برعاية مصرية استمرت خمس سنوات متواصلة، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقال العشرات منهم في الضفة الغربية، ما عدّته الحركة خرقا لشروط الصفقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات