الثلاثاء 07/مايو/2024

الشهيد الطيب الأشقر.. الضحية العشرون لفاجعة النصيرات

الشهيد الطيب الأشقر.. الضحية العشرون لفاجعة النصيرات

بعد أن تفاءل الأقارب والأصدقاء بتحسّن جراح الشاب يوسف طارق الأشقر تفاجأ مخيم النصيرات بنبأ استشهاده إثر انتكاسة صحيّة مفاجئة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت -أمس- عن استشهاد الشاب يوسف طارق الأشقر (19 عاماً)، في أحد مستشفيات الضفة المحتلة، متأثراً بجراحه التي أصيب بها بحريق النصيرات في الخامس من مارس الجاري.

ولا يزال مخيم النصيرات يودع مزيداً من الشهداء الذين قضوا في حريقه  ليرتفع عددهم إلى عشرين في حين لا يزال عدد من الجرحى بحالة حرجة يتلقون العلاج في مستشفيات غزة والضفة المحتلة.

خبر صادم
ومنعت الإجراءات الطبيّة الجديدة التي فرضت الحجر الصحّي على المتنقلين من وإلى قطاع غزة والدة الأشقر الخاضعة الآن للحجر الصحي بعد مرافقتها ابنها في مستشفيات الضفة المحتلة من حضور وداع ابنها الذي سبقها جثمانه إلى أهله بغزة.

ومنذ الصباح تجمّع أهالي مخيم النصيرات قرب منزل الأشقر في انتظار وصول جثمانه  من مستشفى شهداء الأقصى إلى منزله قبل نقله للصلاة عليه ودفن جثمانه في مخيم النصيرات.


null

ويقول رائد الأشقر، عمّ الشهيد يوسف: إنه أصيب يوم حريق النصيرات خلال عمله في المخبز بحروقٍ أدت لاشتعال جسده وهربه من مكان الحريق.

ويضيف: “كانت جراحه متوسطة والحروق أصابت 75% من جسده، وحوّلوه من مستشفى الشفاء بغزة إلى مستشفى عالية بالخليل ثاني أيام الحريق. فقدنا إنسانا جميلا طيب القلب”.

في اليوم الثاني للحريق دخل الأشقر مستشفى عالية بالخليل، وتحدث إلى أهله مرات عدّة بواسطة مكالمات فيديو، وطلب محادثة أفراد أسرته كافة.

ويتابع: “تحسنت صحته، وتأملنا بشفائه، لكنه قبل يومين شعر بآلام وضيق تنفس فهرع الأطباء لإنقاذ صحته لكنه فارق الحياة، ووالدته الآن في الحجر الصحّي بعد عودة جثمانه”.

أما منتصر البشّ -صديق يوسف- فيؤكد أنه شاهد الحريق عندما اندلع فهرع إلى المكان وتفاجأ بيوسف يجري مسرعاً من مكان الحريق والنيران مشتعلة في جسده.

وتخنق العبرات منتصر عاجزاً عن الكلام بعد وصول جثمان الأشقر إلى منزله محمولاً على الأكتاف ليصاحبه في آخر لقاء بينهما عندما جلس بجوار جثمانه المسجّى في مسجد القسام قبل الصلاة عليه.

 الوداع الأخير

في صحن مسجد القسام بمخيم النصيرات تجمّع العشرات من أصدقاء الأشقر لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل دفن جثمانه في المقبرة المجاورة للمسجد.


null

ويقول أحمد العصار -صديق يوسف-: إنه فقد أعزّ أصدقائه في حريق النصيرات الأليم، مضيفاً: “فقدت إنسانا محترما ملتزما بالصلاة. نحن أصدقاء من سنوات طويلة، وأنا دائماً معه في منزله”.

آخر حوار بين الصديقين كان بواسطة مكالمات هاتفية تفاءل فيها العصار قبل يومين بتحسن صحته وتوقّع عودته لمنزله قريباً.

ويتابع: “للأسف فقدت صديقي اليوم. تلقيت الخبر على مواقع الأخبار. حادث حريق النصيرات يحتاج من الحكومة بغزة لاتخاذ إجراءات السلامة بعد أن فقدت إنسانا رائعا كل حلمه أن يكمل دراسته لكنه فقد حياته وهو يؤدي عمله. أنا أعدّه شهيد لقمة العيش”.

ويخيّم الحزن على مخيم النصيرات بعد وداع الضحية العشرين في حريق مخبز البنا في حين يتحدث سكان المخيم عن احتمال انضمام مزيد من الجرحى لقافلة شهداء الحريق الأليم.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات