الأربعاء 08/مايو/2024

ابحيص: الفجر العظيم بددت مخططات الاحتلال لتقسيم الأقصى

ابحيص: الفجر العظيم بددت مخططات الاحتلال لتقسيم الأقصى

أكد الباحث والمختص في شؤون القدس المحلتة، زياد ابحيص أن حملة الفجر العظيم التي شهدتها المدن الفلسطينية كاملة، انطلاقاً من المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، بددت مخططات الاحتلال “الإسرائيلي” تجاه المقدسات الإسلامية.

وقال ابحيص، في مقابلة شاملة مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن مشكلة الاحتلال الأساسية مع هذه الحملة هي أنها تعيد تواصل الجماهير مع المسجد الأقصى المبارك بعد 20 عاماً من محاولات عزله المتتالية”.

وأضاف: “منذ اقتحام (رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل) شارون للمسجد الأقصى المبارك عام 2000 صعدت محاولات تهويده إلى الواجهة (..) في حين أعادت مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى إلى نقطة الصفر، من خلال إعادة التدفق البشري الكثيف إلى الأقصى”.

وعن كيفية إفشال مساعي الاحتلال في وأد المبادرات الدينية والمجتمعية الفلسطينية، أوضح ابحيص أن “هناك وسيلتين مركزيتين لإفشال مسعى الاحتلال لوأد المبادرات؛ أولها تعدد المبادرات ومصادرها بما يفوق قدرة الاحتلال على الملاحقة، والثانية بدعم أصحاب المبادرات الأولى والوقوف إلى جانبهم لمنع المحتل من الاستفراد بهم وجباية ثمنٍ باهظ منهم لمبادراتهم”.

وفيما يلي المقابلة كاملة:

– تزداد الحملة الإسرائيلية على القدس المحتلة والمسجد الأقصى عقب حملة الفجر العظيم.. برأيك ما الأبعاد السياسية لهذه الحملة، وكيف تؤثر على الاحتلال في القدس؟

مشكلة الاحتلال الأساسية مع هذه الحملة هي أنها تعيد تواصل الجماهير مع المسجد الأقصى المبارك بعد 20 عاماً من محاولات عزله المتتالية.

منذ اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك عام 2000 صعدت محاولات تهويده إلى الواجهة، ومع بدء الاقتحامات الصهيونية للأقصى على الأرض في 6-2003 بدأ طرح التقسيم كخطة مرحلية لإيجاد موطئ قدم للمتطرفين الصهاينة فيه، ولم يكن من الممكن لهذا التقسيم أن يمضي إلى الأمام في سياق الحضور الإسلامي البشري الكثيف في الأقصى، فكان لا بد من بناء عزلة حول الأقصى للاستفراد به، بدأت بمنع رواده من أهل قطاع غزة عام 2000، وبعزل أهل الضفة الغربية عنه مع اكتمال مقاطع الجدار حول القدس 2003-2004.

وكذلك تثبيط وإحباط رباط أبناء الأرض المحتلة عام 1948، وضرب المؤسسات الرباط والحركة الإسلامية، وصولاً إلى محاولة ترهيب المقدسيين من دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى بالحضور الكثيف للشرطة وعمليات الإعدام الميداني والاعتداء على المرابطين واعتقالهم وإبعادهم عن الأقصى.

كل هذا المسعى على مدى 20 عاماً تهدد حملة الفجر العظيم بتبديده اليوم، وإعادة مخطط التقسيم الزماني والمكاني إلى نقطة الصفر، بإعادة التدفق البشري الكثيف إلى الأقصى.

هذه حملة مرشحة لإلحاق هزيمة بكل مسار تهويد الأقصى وتقسيمه، ولتثبت بالدرس العملي رغم كل التهويل والتبني الأمريكي، بأن الاحتلال لا يستطيع أن يتقدم إن اصطدم بفعلٍ جماهيري رافض حتى لو كان هذا الفعل بسيطاً، وأن الاحتلال اليوم بات مؤهلاً لفرض التراجعات عليه، لا لأن يفرض توسعاً أو شروطاً من طرفه.

– كيف يمكن تعزيز الحملة وقوتها؟

تحتاج الحملة إلى عنصرين مركزيين لدعمها: الأول هو الإسناد الشعبي المعنوي، بتحركٍ يوازي تحرك أهل القدس، يشعرهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن لهم عمقاً واسعاً في الشعب الفلسطيني أولاً، وفي الشعوب العربية والإسلامية ثانياً، وأن هذا العمق يشعر بهم وينبض بنبضهم ويتحرك لنصرتهم بما يملك… بالنسبة للحراك الشعبي هذا أول قطافٍ ملموس للجدوى، وحصوله من شأنه أن يبعث الحيوية في هذا التحرك الشعبي وأن يستديمه.

العنصر الثاني المطلوب هو الدعم الميداني: سواء بالتغطية الإعلامية ونقل الصورة، أو بدعم أصحاب المبادرات المهمة الذين يسعى المحتل لردعهم بجباية أثمانٍ باهظة منهم. دعم هذه الحملة ليس صعباً ولا معقداً، بل هو سهل وفي المتناول، لكنه يتطلب الحساسية وحضور البديهة لقراءة النبض الشعبي، لا للوقوف أمامه وتبنيه ومحاولة الحديث باسمه، والدعم الذي تلقاه هذا التحرك حتى الآن إيجابي ومبشر، لكنه ما زال يتطلب أكثر خصوصاً على المستوى الميداني.

غزة مثلاً يمكنها أن تبعث فيه حيوية مختلفة بكلمات تهدى إليه على البالونات، وبشعارات ومسميات مسيرات العودة عند استئنافها.

– سياسة الاحتلال عقب الحملة تصاعدت.. استهداف الاحتلال للقائمين عليها والشخصيات الدينية في القدس.. هل ستؤثر على الحملة؟

بالطبع سيسعى الاحتلال لمواجهة أي فعلٍ مقاوم، خصوصاً إذا كان هذا الفعل شعبياً واسع الانتشار، والاحتلال يحاول ضربه بثلاث أدوات أساسية: قمعه أولاً بالاعتقال والضرب والإبعاد وإطلاق الرصاص المطاطي بكثافة لم تشهدها القدس منذ الانتفاضة الثانية، ومنع وصول المرابطين وبالذات من الأراضي المحتلة عام 1948 باحتجاز الحافلات وإرجاعها، والثالث بوأد المبادرات المجتمعية بملاحقة من يوزع الحلويات والمشروبات الساخنة والكعك، كإغلاق مخبز كعك أبو اسنينة في باب حطة وحلويات أبو اصبيح في شارع الواد.

هذه الإجراءات من الممكن لها أن تؤثر على المعنويات، وأن تؤدي بمن دفعوا أثماناً باهظة إلى أن يحاولوا تجنب دفعها من جديد في أوقات متقاربة، كي يحافظوا على قدرتهم على الاحتمال، ولهذا تحديداً نحتاج إلى احتضان حملة الفجر العظيم ودعمها بكل ما نستطيع، حتى لا نسمح للاحتلال بالاستفراد بالمقدسيين فيها، وهذه بالضبط قيمة ما تتلقاه من دعم من الضفة الغربية وغزة والشعوب العربية، فعل بسيط يضمن الاستدامة، ويحافظ على الآفاق مفتوحة لتطوير الفعل، وهذا أكثر ما يخشاه الاحتلال.

– انتشار الحملة من الخليل والقدس إلى مدن الضفة الغربية ومدن عربية وإسلامية يثبت قوة المقدسيين في الدفاع عن المسجد الأقصى.. هل ذلك يعد مرحلة جديدة من الدفاع عن القدس بمشاركة عربية شعبية؟ وما دلالات ذلك؟

انتشار الحملة يدل على إرادة رفض كامنة تبحث عن أي وسيلة للتعبير عن نفسها، للأسف كبّل التنسيق الأمني يد الفعل المقاوم بأشكاله المختلفة، لكن بقيت إرادة الرفض رغم ذلك كامنة في قلوب الناس، فعبرت عن نفسها في حملة الفجر العظيم بأبسط وأوضح أشكال التعبير، ولذلك جاء انطلاقها من الخليل والقدس، حيث رموز الهوية تواجه خطر التهويد والطمس، المسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك.

بساطة هذه الحملة، وتبنيها لصلاة الفجر عنوانَ تعبيرٍ عن الرفض، جعلها مرشحة للانتقال عبر الحدود، وإذا ما أحسن التقاط الفرصة وإدراك ما تحمله من إمكانات كبيرة، فإن هذه الحملة مرشحة لأن تستعيد مشهد وحدة فلسطينية عربية وإسلامية واسعة.

– هل هذه الحملات قادرة على مواجهة آثار صفقة ترمب على القدس المحتلة؟

في المبدأ تقدم حملة الفجر العظيم جواباً مضاداً لصفقة القرن في جانبيها المركزيين:

فصفقة القرن جاءت لتصفية الحق الفلسطيني، ولتقول إنه انتهى ولم يعد من المجدي الدفاع عنه، ولا بد من التسليم بالقدر الصهيوني الأمريكي، لكن الفجر العظيم جاء ليعبر عن إرادة الرفض، وعن التمسك بالحق وعنوانه ورمزه هو المقدس في الخليل والقدس، فهي تفشل إذن الرهان على اليأس من الدفاع عن هذا الحق، بل تثبّت أنه صامد لا يتزحزح في قلوب الجماهير مهما كان موقف الأنظمة.

ترافقت صفقة القرن مع حملة تطبيع وتراجع عربي رسمي واسع، لتقول إن هذه القضية باتت قضية محلية تشكل عبئاً على العرب والمسلمين، ولتحاول وضع الفلسطينيين في زاوية المضطر للتسليم نتيجة التخلي الواسع عنه، وحملة الفجر العظيم مرشحة اليوم لتقول نقيض ذلك تماماً، فإذا ما تواصلت وعظمت لتخرج بالجماهير من جاكرتا وكوالالمبور إلى الرباط مروراً بالكويت واسطنبول وعمان وغيرها من المدن والعواصم، فإنها ستفشل رسالة رهان التطبيع بل وتؤسس لنقيضها، والمطلوب اليوم من النخب والحركات الشعبية أن تحتضن هذا الحراك وتنخرط فيه مدركةً إلى أين يمكن أن يصل.

– محاكمة الاحتلال للشيخ رائد صلاح.. هل ينذر باستهداف شخصيات فلسطينية إسلامية في الداخل المحتل، في محاولة لـكتم الصوت المدافع عن القدس؟

هي أبعد من كتم الصوت، هي رهان من المحتل لضرب إمكانات الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 وجمهورها بشكل يحبط مشاركتهم الفعالة في الدفاع عن الأقصى، منطلقاً من إدراك مركزية شخصية الشيخ وقدرتها على التأثير، وهو ما يحمّل مريديه وأحبابه مسؤولية إفشال هذا الرهان، بتفعيل نصرتهم للأقصى واستعادة حيويته ودوره وعنفوانه، ليقولوا للمحتل إن رسالة الشيخ رائد صلاح تحيا في النفوس والقلوب، وإن تغييبه لا يضربها بل يجعل أصحابها أكثر عزيمة وإصراراً وحضوراً.

– كيف يمكن مواجهة سياسة الاحتلال الهادفة إلى وأد روح المبادرة في القدس المحتلة، وانتقالها إلى دعم المقدسيين في الكعك والمشروبات الساخنة؟

هناك وسيلتان مركزيتان لإفشال مسعى الاحتلال لوأد المبادرات:

أولاً بتعدد المبادرات ومصادرها بما يفوق قدرته على الملاحقة، بحيث تخرج الضيافة للمرابطين من كل بيت صباح كل جمعة، فلا يتمكن المحتل من تحديد أهدافه لملاحقتها من الأساس، وبدعم أصحاب المبادرات الأولى والوقوف إلى جانبهم لمنع المحتل من الاستفراد بهم وجباية ثمنٍ باهظ منهم لمبادراتهم.

– – رسالتك إلى القائمين على الحملة في غزة والضفة والقدس.. وما المطلوب لاستمرارها وديمومتها؟

المطلوب طول النفس، ولعل القائمين على الدعوات والمشاركين فيها يدركون ذلك، هذه الحملة تمكنت من جذب كل هذا الحضور الشعبي في الشتاء في درجات حرارة تقارب الصفر، فكيف إذا ما وصلت إلى الربيع والصيف؟ وتمكنت من جذب المصلين في أيام الجمع العادية، فكيف إذا ما حانت جُمع رمضان، هذه حملة ما تزال الإمكانات واسعة أمامها، وهي حملة فعل وليست حملة تضامن رمزي فقط، ولهذا علينا أن ننخرط فيها بكل قوة وإيمان، وأن نستمر لدفعها إلى أقصى مدى.

ودعنا ننظر إلى الخليل مثلاً، إذا ما حضر مئات الآلاف إلى محيط شارع الشهداء والمسجد الإبراهيمي في رمضان، وبقوا في الساحات لحين خروج الاحتلال تماماً، وحاصروا مستوطنات شرق الخليل في محيط المسجد الإبراهيمي، أسوة بما حصل في باب الأسباط في 2017، فإلى أين يمكن حينها أن تصل هذه الحملة؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....