عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

التنسيق الأمني والانقسام والتطبيع..ثالوثٌ أرهق حراك رفض صفقة ترمب

التنسيق الأمني والانقسام والتطبيع..ثالوثٌ أرهق حراك رفض صفقة ترمب

على الرغم من توفر العوامل والمسببات الكافية لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة، إلا أنه بات ملاحظاً وجود حالة من الضعف في الحراك الشعبي المناهض لـ”صفقة القرن” التصفوية.

الإعلان عن “صفقة القرن” وما تلاها من تحركات شعبية غاضبة لم تكن على حجم الفاجعة التي دُبرت في العاصمة الأمريكية واشنطن.

7 عوامل
وبحسب تقرير إسرائيلي؛ فقد أشار الصحفي غال بيرغر الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية إلى وجود 7 أسباب لعدم اندلاع انتفاضة ثالثة رغم توفر عوامل انطلاقها.

وأوضح أن الظروف المعيشية الجيدة والعمل في الداخل المحتل من أبرز الأسباب التي قللت من الحجم الشعبي لمواجهة صفقة القرن.

وذكر بيرغر أن من أسباب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة هو الوجود المكثف للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، إضافة إلى التنسيق الأمني بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، إلى جانب استمرار الانقسام بين فتح وحماس، وبين غزة والضفة.

كما أشار التقرير إلى أن آثار الانتفاضة الثانية كان لها دور في عدم اشتعال الأحداث، وذلك عندما فقد الفلسطينيون مصادر دخلهم، وانهارت مؤسساتهم -وفق بيرغر- إضافة إلى فقدان ثقة الفلسطينيين بالقيادة السياسية، على حد قوله.

وختم أن “العامل السابع يتعلق بالزعيم الفلسطيني القادم خلفا لأبو مازن، الذي لا يؤمن بالعمل المسلح. بكلمات أخرى: هل هذا الزعيم سيواصل التمسك بسياسة عباس الحالية، أم يعمل على توظيف العنف والهجمات المسلحة لتحقيق أهدافه؟”.

السلطة أولا
بدوره عزا الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم حالة الضعف الشعبي في مواجهة صفقة القرن إلى محاولات السلطة والاحتلال لتفكيك الإنسان الفلسطيني، من خلال تشتيته وطنياً وعاطفياً وثقافياً بحيث لا يعرف إلى أين وكيف يتجه.

وأشار قاسم، في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أنه ومنذ عام 1993م، بدأت عملية إشغال الفلسطيني بنفسه وهمومه الخاصة، وتراجع الهم العام الوطني أمام المشاكل التي يعيشها الإنسان الفلسطيني العادي.

وأوضح أنه كان هناك هجمة واضحة وشرسة على الثقافة الوطنية الفلسطينية ما أدى إلى تراجعها تراجعًا خطيرًا، الأمر الذي أدى إلى انهيار التعليم في الجامعات والمدارس.

وأضاف “المواطن الفلسطيني العادي فقد إلى حد كبير الوعي بهمومه العامة وانتمائه، خاصة مع انتشار الفساد وعدم محاربته، في حين يعيش هو في ضيق شديد؛ ما يضطره للانشغال في كيفية العيش والتأقلم مع الفاسدين والسير على نهجهم”.

ولفت إلى أن من الأسباب التي أدت إلى ضعف الحراك الشعبي هو انهيار المنظومة الأخلاقية الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى الملاحقة الأمنية من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة على حد سواء.

وأشار إلى أن السلطة هي السبب الرئيس وراء ضياع الهم الوطني لدى الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه ما قبل السلطة كان هناك انتماء وحراك وطني والتزام، وبعدما أتت السلطة ضربت الانتماء والأخلاق العامة والالتزام الوطني.

كيفية الخروج
وحول الخروج من هذه الأزمة أوضح قاسم أن الأمر يحتاج إلى التزام من المثقفين والأكاديميين ورجال الدين وأصحاب الفكر والرأي.

مستمرّ، ولكن!
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن الحراك الشعبي في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية مستمر، ولكنه يواجه عددًا من المعوقات.

وأوضح القرا، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هناك محاولات باستمرار للحد من موضوع الحراك الشعبي في الضفة الغربية بالتحديد، وذلك في إطار ملاحقات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة لكل الأعمال التي تدفع باتجاه هذا الجانب.

وأشار إلى أن أسباب ضعف حالة الحراك تمثلت بتحركات طويلة الأمد أخذت أشكالًا مختلفة، لافتاً إلى أن الحراك الشعبي موجود وإن كان يفترض أن يكون بوتيرة أفضل وأكبر.

وأضاف: “هناك حراك لا يرتقي لمستوى الإعلان عن صفقة القرن التي تهدد الوجود الفلسطيني”، مطالباً الفصائل الفلسطينية بتعزيز هذا الدور أكثر ما يؤثر إيجابًا على الحالة الشعبية الرافضة للصفقة.

الانقسام وإحباط
من جهته، عدّ الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، أن العامل الأبرز تجاه تحشيد الجماهير هو طيّ صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي، مشيراً إلى أن ما يضعف هذا العامل كثيرًا هو تلكؤ قيادة السلطة في اتخاذ أي خطوة عملية تجمع الشمل الفلسطيني.

وأرجع ضعف الحشد الشعبي إلى متابعة أبناء شعبنا لتحركات قيادات السلطة التي تكثف الالتقاء بالوفود والشخصيات الصهيونية، ما يسهم في بث الإحباط وتثبيط أي حراك شعبي فاعل على الأرض.

وأشار إلى أن العامل الثاني الذي سبب ضعف الحراك الجماهيري هو إصرار السلطة على مواصلة علاقاتها الأمنية المشبوهة مع جيش الاحتلال رغم فشل خيار التسوية وتهديدات قادة الاحتلال بتطبيق الصفقة على الأرض سواء وافقت السلطة أم عارضت الصفقة.

وأوضح أن العامل الثالث هو تسارع التطبيع العربي المعلن وفقدان المواطن الفلسطيني للحاضنة الشعبية العربية، إضافة إلى الحصار المتواصل الذي تعيشه غزة منذ سنوات طوال حيث أضحت هموم المواطن اليومية وبحثه عن قوت أطفاله تؤثر كثيرًا على دافعيته نحو مواصلة المواجهة مع جيش الاحتلال رغم خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات