عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

خطة تنوفا وصفقة القرن.. جبهات ساخنة واستعدادات لا تتوقف

خطة تنوفا وصفقة القرن.. جبهات ساخنة واستعدادات لا تتوقف

الخطة العسكرية الإسرائيلية الجديدة “تنوفا” تتوافق في جوهرها وتوقيتها مع مشروع الإدارة الأمريكية الجديد “صفقة القرن”، الذي يشكل خطورة على ثوابت القضية الفلسطينية.

 ودخلت منذ يومين خطة “تنوفا” العسكرية الخماسية حيز التنفيذ، والتي قدمها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي قبل شهور، وتركز على الملف الإيراني وتدعيم جيش الاحتلال بسلاح مدفعية وطائرات متطوّر.

ولا عجب أن تتواءم الخطة العسكرية مع أهداف سياسية إسرائيلية جديدة ترافق “صفقة القرن”، تعود من خلالها لتعزيز نظريتها الأمنية القديمة في تغيير الواقع الميداني على الأرض وتطويع الجبهات خدمةً لمشاريع الاحتلال السياسية.

 جبهات التصعيد
كرة التصعيد تتدحرج بسرعة في جبهات الحدود خاصّةً على حدود غزة التي تعيش توترا مستمرا يمارس عليها الاحتلال دعاية سياسية مع اقتراب انتخابات الكنيست مطلع مارس المقبل في حين تحافظ جبهة جنوب لبنان على الهدوء الحذر.

 وكشفت خطة “تنوفا” عن تأسيس فرقة جديدة، وإغلاق لواء دبابات، وشراء 150 دبابة، وإنشاء سربين من الطائرات الحربية إضافية حتى نهاية العقد الحالي، إضافة إلى شراء منظومات دفاعية جوية وصواريخ محمولة؛ ما يدلل رغبة الاحتلال في تدعيم قوته الميدانية.

 ويؤكد محمد مصلح -المختص في الشؤون الإسرائيلية- أن “كوخافي” رئيس أركان الجيش يجري تعديلات على سلوك “آيزنكوت” الذي خلفه في المهمة تنال تفاصيل إستراتيجية.

 ويضيف: “سابقاً خلال ترؤّس آيزنكوت للأركان استبعد سلاح الدبابات وابتعد عن تعريض الجيش لخسائر، لكن كوخافي اليوم يجري تعديلاً عسكرياً خدمةً لهدف سياسي إستراتيجي مع ميلاد صفقة القرن”.

وعادةً ما يركّز الجيش على سلاح الدبابات والمشاة إذا أراد تغيير واقع ميداني أهمه احتلال أرض، وقد عمل نتنياهو طوال سنوات مضت بشكل مغاير؛ ما قلّل الثقة بالجيش.

الخطة تشّكل انقلاباً في السلوك العسكري مرتبطا -حسب ترجيح الخبير مصلح- بـ”صفقة القرن”؛ لأن الجيش ساهم في تفاصيل الصفقة مساهمة كبيرة كلاعب أساسي، وهي بحاجة لتغيير واقع على الأرض إذا ما اشتعلت المنطقة.

ونشر الإعلام الإسرائيلي أجزاءً من الخطة تتركز في زيادة القدرة على “القتل” وشلّ حركة العدو أو اعتقاله والاهتمام بدقة العمل العسكري لحماية الجنود والضباط من الملاحقات القضائية.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي -الخبير العسكري-: إن الاحتلال يحاول دعم منظومة الهجوم لجبهات عدة هي (غزة-لبنان-إيران) مع رغبته مؤخراً في صناعة خطوة إستراتيجية تجاه إيران، وبقاء جبهة غزة الأقرب للانفجار وشنّ عدوان.

ويتابع: “أتوقع شن عدوان على جبهتي جنوب لبنان وغزة معاً. صفقة القرن تحدثت صراحةً عن نزع سلاح غزة، وذلك يلزمه تغيير ميداني على الأرض”.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخطة، مشيرةً أنها تضع نخبة القسام على رأس أولوياتها في أي عدوان قادم؛ ما يذكر بمبدأ الصدمة والترويع الذي ربما يتكرر في عدوان غزة القادم الذي يتوعّد (نتنياهو) بشنّه منذ أسابيع عدّة وهو يكرر حديثه عن مفاجأة.

وحددت الخطة ساحتين أساسيتين للمعركة الأولى؛ هي مواجهة مع حزب الله، والثانية غزة، متحدثةً عن استمرار المعركة أيامًا طويلة وإجبار حماس وحزب الله على طلب وقف إطلاق النار.

إعادة النظرية الأمنية
ويكشف البعد الأمني عن وجهه صراحةً في تفاصيل “صفقة القرن” بدءًا من ضم الأغوار وتقطيع أوصال الضفة لست مناطق متفرقة، ومخطط طرد الفلسطينيين من عرب 48، والحفاظ على التجمعات الاستيطانية، ومحاولة نزع سلاح المقاومة.

الهاجس الأمني الذي شكّل -ولا يزال- عصب الرؤية الإسرائيلية في الصراع استخدم دوماً القوة العسكرية لضمان تفوق القوة بدءًا من نظرية (الجدار الحديدي) لـ(جابوتنسكي) أشهر زعماء الاحتلال التاريخيين التي ركزت على ضمان تفوق القوة على جيران الاحتلال.

ومنذ انتهاء عدوان غزة (2014م) وجنوب لبنان (2006م) عزّز الاحتلال من عمله الاستخباري على الجبهتين؛ استعداداً لمواجهة قد تشتعل في أي لحظة في حين بقي الملف الإيراني أكثر ما يشغل نتنياهو خلال حكمه لأربع دورات.

ويقول محمد مصلح -الخبير في الشؤون الإسرائيلية-: إن الخطة تسهم في إعادة بناء النظرية الأمنية الإسرائيلية، ويرى أن “آيزنكوت” عالج سابقاً قضايا أمنية خطيرة، وأن الصفقة الآن وخطة “تنوفا” تعالج قضايا أمنية حيوية تخدم الصفقة.

التركيز على القوات البريّة هو مقدمة فرض واقع سياسي جديد على الأرض باستخدام الأدوات العسكرية؛ حيث يرى الخبير مصلح أن غزة إذا قلبت الطاولة ستواجهها “إسرائيل” بسلاح مدرعات يحتل غزة ويفرض واقعا جديدا.

ويتابع: “لا ينفصل حديث النظرية الأمنية الإسرائيلية عن صفقة القرن وتحديات عسكرية تعيد الاحتلال لنظريته الأمنية القديمة القائمة على احتلال الأرض وتقليص رقعة الجغرافيا أمام خصومه”.

صحيح أن غزة الآن تحت المجهر لكن صمت الجبهة اللبنانية يؤكد ارتفاع درجة الخطر بينما استخدم الاحتلال طائرة جديدة لقصف سوريا قبل أيام في جبهة يعمل الاحتلال على تحييدها بالكامل.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي -الخبير العسكري-: إن سوريا تقع تحت الهيمنة الروسية، وإن جبهات العمل العسكري هي غزة ولبنان، في حين تمارس إيران كمحطة أكبر في الصراع سلوكاً محسوباً بعد اغتيال سليماني.

وتعيش جبهات فلسطين في الجنوب والشمال حالة ترقب بعد الإعلان عن “صفقة القرن” وتراجع الموقف العربي من القضية؛ ما يرجح كفّة وقوع عدوان لتمرير الصفقة.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات