الثلاثاء 07/مايو/2024

فلسطينيو48.. في عين العاصفة الإسرائيلية والأمريكية

د. عدنان أبو عامر

فور الإعلان عن صفقة القرن، عبر فلسطينيو 48، من خلال تجمعاتهم النقابية ونوابهم في الكنيست وفعالياتهم الشعبية، عن غضبهم من الصفقة، لأنها تشكل تهديدًا لوجود الآلاف من الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، ومؤكدين في الوقت ذاته أن “صفقة الترانسفير لن تمر”.

لا يتردد فلسطينيو 48 في التأكيد أن معارضتهم الشاملة لصفقة القرن، تتركز في بند أساسي يتمثل بإمكانية تبادل أراضٍ وسكان بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” في منطقة وادي عارة بالنقب، مما استجلب ردود فعل عربية فلسطينية غاضبة، دفعتهم للإعلان أنهم سيحاربون العنصرية التي تتضمنها هذه الصفقة بكل ما لديهم من وسائل.

بات واضحًا أن البند الخاص بفلسطينيي 48 بصفقة القرن يسعى في الأساس لتنفيذ خطة الضم والترانسفير بحقهم، وتعطي الضوء الأخضر لنزع الجنسية الإسرائيلية من مئات الآلاف من الفلسطينيين العرب من سكان منطقة المثلث.

البند الوارد في صفقة القرن يعتبر أن بلدات المثلث، وهي كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة وكفر قاسم والطيرة وكفر برا وجلجولية، وهي كلها ذات تواجد سكاني فلسطيني كانت في الأساس ستعود إلى النفوذ الأردني خلال مفاوضات وقف إطلاق النار عقب حرب عام 1948، لكن في نهاية الأمر تم ضمها لصالح “إسرائيل” لأسباب عسكرية في حينه.

صفقة القرن تتحدث عن أن هناك احتمالية من خلال موافقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بأن يتم إعادة ترسيم حدود “إسرائيل” بعد نقل هذه البلدات العربية إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، على أن يتم منح أهلها الحقوق المدنية الواردة لدى السلطة الفلسطينية.

مع العلم أن خطة الضم والترانسفير التي أعلنها نتنياهو وترمب تفترض ضمنًا سحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48، مع أن منطقة المثلث يعيش فيها مئات الآلاف من المواطنين العرب والفلسطينيين، وهي مسقط رأسهم، ولذلك فإن فلسطينيي 48 باتوا يشعرون أنهم في خطر حقيقي في موطنهم الأصلي في مواجهة هذه الحكومة الإسرائيلية الخطيرة.

تشير كل المعطيات الميدانية أن صفقة القرن تعني أننا أمام خطة أحادية الجانب، خطيرة وغير شرعية تداعب أحلام اليمين الإسرائيلي المتطرف المسيحي الساعي للضم وإقامة نظام الفصل العنصري-الأبارتهايد، لأن تجاهل الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين، واعتبارهم غير موجودين، تعني أنها فاشلة أساسا.

صفقة القرن ستزيد فقط من معدلات الغضب في الشارع الفلسطيني داخل “إسرائيل”، وقد تجدد دورة العنف من جديد، لأنها في حقيقتها ليست خطة سلام، إنما مخطط حرب، تسعى لتأبيد الاحتلال ونظام الأبارتهايد، ولا تخدم المصالح الفلسطينية، وإنما مصالح المستوطنين وزعماء الدول الفاسدة، وتحويل المناطق المحتلة إلى مناطق عادية وفق القانون الإسرائيلي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات