الأربعاء 02/أكتوبر/2024

فلسطين من البحر إلى النهر.. وليست قطعة جبن سويسرية

فلسطين من البحر إلى النهر.. وليست قطعة جبن سويسرية

حالة من التندر والسخرية الشديدتين انهالت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فور نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خريطة “دولة فلسطين المستقبلية”.

شبهها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقطعة الجبن السويسرية، وعظمات الأذن الوسطى، وأجزاء من الجهاز الهضمي.

أجزاء متناثرة
وظهرت “فلسطين المستقبلية” كما يحلم ترمب، بأجزاء متناثرة وحدود غير مترابطة، وبدون أي ترابط جغرافي يذكر.

كما أن الخريطة أظهرت أن القدس والأغوار ومناطق البحر الميت ضمن سيادة “إسرائيل”، إضافة لربط المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مع الأراضي المحتلة عام 48 بشكل كامل.

وكما أن الجيوب السكانية الاستيطانية الإسرائيلية ستبقى في قلب المناطق الفلسطينية، ويربطها نظام نقل فعال.

الخريطة التي حددت بدقة ما يريده الاحتلال، تقسم المدن الفلسطينية بالضفة الغربية إلى جزر محاصرة غارقة في بحر المطامع الإسرائيلية، فالخارطة التي تعطي الاحتلال نحو 42 % من مساحة الضفة، تجعله يضع يده على المفاصل الحيوية من موارد طبيعية وزراعية ومصادر مياه وثروات.

كذلك يسيطر الاحتلال على كل الأراضي التي تمر بها الطرق الرابطة بين المدن الفلسطينية المعزولة، ما يجعل إمكانية طلب الاحتلال من الفلسطينيين الحصول على تصاريح أمرا واردًا.

وظهر في الخريطة مساحات خضراء متفرقة، للضفة الغربية وقطاع غزة، ومساحات أخرى على بعد أميال جنوب القطاع‘ أحدهما سكاني وزراعي والآخر تمثل منطقة صناعية وتصنيع باستخدام التكنولوجيا المتطورة، فيما ظهرت نقاط بنيّة اللون وهي تمثل 15 تجمعًا استيطانيًّا تنتشر بين مدن الضفة الغربية.

كما لوحظ وجود نفقٍ أو جسر يمتد من شرق القطاع وصولاً إلى غرب الخليل، على أرض الواقع، تؤيد بشكل مباشر احتفاظ “إسرائيل” بمنطقة العزل الشرقية التي تضم منطقة الأغوار والأراضي المحاذية للبحر الميت، لكن الأخطر أن الخارطة تؤيد سيطرة الاحتلال على الأراضي المعزولة خلف جدار الفصل العنصري.

الفراغات للفلسطينيين
وأشار تقرير لـ”بتسيلم” حول الخارطة الجديد “إذا شبهنا الخطة التي أعدتها الإدارة الأميركية تحت مسمّى “صفقة القرن” بالجبنة السويسرية المتميزة بفراغاتها، يمكننا القول إن الرئيس ترمب يطرح تقديم الجبنة لإسرائيل وفراغاتها للفلسطينيين”.

وأوضح أن “هناك طرقا كثيرة لإنهاء الاحتلال، لكن البدائل الشرعية الوحيدة هي تلك القائمة على المساواة وحقوق الإنسان، الخطة الحالية لا يقبلها عقل إذ إنها تشرعن وتثبت بل وتعمق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها “إسرائيل” خلال السنوات الـ 52 الماضية”.

كما أن المناطق التي ستعطيها “إسرائيل” وفق خطة ترمب، للفلسطينيين بالنقب الغربي بدلا من تلك التي ضمت بالضفة، تظهر بدون أي حدود مع مصر.

وتفكر الرؤية “الترمبية” في إمكانية إعادة رسم حدود “إسرائيل”، وفقًا لاتفاق الطرفين، بحيث تصبح مجتمعات المثلث جزءًا من دولة فلسطين.

تمس لبنان
كما قال الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط في منشورات له عبر موقع “تويتر” إن الخريطة الني نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وفقًا لصفقة القرن، بخصوص ترسيم حدود دولة الاحتلال وفلسطين، تضمنت خطرًا على لبنان أيضًا.

وتشير الخريطة وفقًا لحطيط، إلى أن “خط الهدنة ورسم الخط مقطعًا، ما يعني إسقاط الحدود الدولية المعترف بها، وفتح المجال أمام البحث عن حدود جديدة تقتطع إسرائيل الأرض فيها، كما تردد دائمًا -لحاجات دفاعية-“.

وبحسب حطيط، فإنه يمكن ملاحظة عدد من النقاط في الخريطة المنشورة لصفقة القرن، وأولها “عدم الاعتراف بحدود لبنان الدولية، وذكر خط الهدنة ورسمه بخط مقطع يعني خط مؤقت بدل الحدود الدولية النهائية الدائمة، وهذا ما يفسر إصرار أميركا على ترسيم حدود برية مع لبنان، بدلًا من تثبيت الحدود النهائية القائمة”.

كما يُلاحظ ضم مزارع شبعا إلى “إسرائيل” ورسم حدودها بخط متواصل أي ضم نهائي، إضافة إلى ضم الجولان العربي السوري المحتل، ورسم الحدود بخطٍ متواصل أي نهائية الضم لـ”إسرائيل” أيضًا.

تقضي الخريطة كذلك، بعد كامل حدود فلسطين التاريخية الأخرى حدودًا لـ”إسرائيل”، وعدم رسم حدود للدولة الفلسطنية، بل عد ما هو ملحوظ لها كوجود مدني وليس كوجود سياسي وأمني”.

تفاصيل أخرى

كما تظهر الخريطة أن النقل داخل “فلسطين المستقبلية” سيكون عبر شبكة جسور وأنفاق فوق (أراضي إسرائيل السيادية وفق خطة ترمب)، ما يعني أن “إسرائيل” ستبقى تتحكم في تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين.

كما ستحافظ “إسرائيل” على المسؤولية العليا للأمن في الدولة الفلسطينية، ويترك للفلسطينيين مسؤولية أمنهم الداخلي ووقف التحريض ومحاربة الإرهاب، وإنفاد القانون، وحماية الزوار والشخصيات، وحماية الحدود.

وإذا فشلت دولة فلسطين في تلبية جميع أو أي من معايير الأمن في أي وقت، فإن دولة “إسرائيل” سيكون لها الحق في عكس العملية المذكورة أعلاه؛ ستزداد البصمة الأمنية لدولة “إسرائيل” في كل أو أجزاء من دولة فلسطين نتيجة لتصميم دولة “إسرائيل” على احتياجاتها الأمنية الموسعة والوقت اللازم لمعالجتها.

كما أن الخريطة تظهر أن اللاجئين الفلسطينيين سيتم حل قضيتهم خارج حدود دولة “إسرائيل” وفق 3 خيارات هي: التوطين في البلدان الخارجية، أو المجئ إلى الدولة الفلسطينية الموعودة وفق شروط إسرائيلية، أو قبول 5000 لاجئ سنويًّا على مدى 10 سنوات (بواقع 50000 لاجئ) في دول مجلس التعاون الإسلامي التي توافق على المشاركة في إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين.

وما أن يتم التوافق على كل هذا، سيتم إنهاء مسمى لاجئ، وفرط عقد وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” وإسناد مسؤولياتها إلى الحكومات المعنية، وتفكيك كل المخيمات وإعادة بنائها في الدولة الفلسطينية.

كما أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح وبدون جيش، ولا سيادة.. لتفاصيل أكثر هنا..

فلسطين من البحر إلى النهر

وما أن نُشرت “خريطة ترمب” انبرى الفلسطينيون إلى نشر خريطة فلسطين الكاملة من البحر إلى النهر، مؤكدين أنها ستبقى للأبد فلسطينية عربية إسلامية.

مواطنون تحدثوا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن رأيهم في الخريطة التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

المواطنة صفاء أحمد تقول إنها وبمجرد أن رأت الخريطة حتى وصفتها بـ”المسخرة”، وتضيف “أي دولة، لا حدود، ولا سيادة، ولا معابر، وتكاد أن تكون مفتتة مئات القطع”.

أما الشاب خالد الخطيب فيقول إن فلسطين كما تعلمنا عن آبائنا وأجدادنا تبلغ مساحتها 27 ألف كيلو متر مربع، من البحر إلى النهر، ومن رأس الناقورة شمالا إلى رفح جنوبًا.

أما أشرف أبو حطب وهو مدرس في المرحلة الأساسية، فيؤكد أن أبلغ رد على هذه الخريطة هو تعليم وغرس الأفكار والثوابت في الأطفال، والأجيال المتعاقبة.

في حين قالت الحاجة مريم عبد الفتاح إن صفقة القرن، ومحاولة سرقة الأرض والبلاد مصيرها إلى الفشل المحتوم.

كما أكد المواطن إبراهيم حمد أن خريطة ترمب وصفقته المشؤومة ليست قابلة للتطبيق، داعيا الشعب الفلسطيني وقواه إلى رص الصفوف والتوحد في وجه مشاريع التصفية.

وقال: هذه أرض محفوظة وهي تنطق بالعربية، وستلفظ الغرباء آجلا أم عاجلا.


خريطة فلسطين وفق الرئيس الأمريكي ترمب

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات