عاجل

الجمعة 04/أكتوبر/2024

الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هكذا عاشت غزة الليلة الاستثنائية

الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هكذا عاشت غزة الليلة الاستثنائية

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

عاش الفلسطينيون لاسيما في قطاع غزة، ليلة استثنائية بامتياز، تزامنًا مع الهجوم الإيراني الكبير الذي استهدف كيان الاحتلال بعشرات الصواريخ الباليستية، تزامنًا مع عملية فدائية في قلب تل أبيب أسفرت عن 6 قتلى و18 جريحًا.

وخرج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى الشوارع وأسطح ما تبقى لهم من منازل، مكبرين ومهللين فرحًا بالهجوم الإيراني الكبير الذي استمر نصف ساعة، ووجدوا فيها شفاء لما في صدورهم وسط الإبادة المستمرة منذ عام، وفق ما أفاد به مراسلنا.

وأوضح مراسلنا أن الغزين تدفقوا إلى الشوارع، وساحات مراكز الإيواء والنزوح، معبرين عن فخرهم بالضربات الإيرانية، وسط تعالي التصفيق وأبواق السيارات، وتكبيرات المساجد، في تعبير حقيقي بفشل الاحتلال في كي وعيهم حول المقاومة وجدواها بعد عام من القتل والتدمير.

يوم تاريخي

المواطن محمود أبو مهادي (45 عامًا) اندفع مع أطفاله إلى شارع البحر غرب مدينة دير البلح، لمشاهد تساقط الصواريخ الإيرانية فوق أراضينا المحتلة، يقول: “هذا يوم تاريخي، لم تجرؤ الدول العربية والإسلامية على فعل هذا منذ بدء الصراع”.

وأضاف في حديث لمراسلنا وهو يهتف ومحياه تعلوه الابتسامة رغم عمق الجراحات وتدمير المنازل، والممتلكات: “هذا الكيان سيزول يومًا، وهو ليس قدرنا الأبدي، زواله حتمي، وهذا وعد رب العالمين”.

وتابع أن الضربات الإيرانية وتكاتف جبهات المقاومة في مختلف الساحات، تخفف نار قلوب الغزيين الذين يذبحون منذ عام من الزمن، وسط صمت عالمي مريب.

صيحات التكبير

وفي الشوارع المحيطة بمخيم دير البلح وفي زقاقه، تعالت صحيات التكبير من المنازل، وسط دعوات بالانتقام من الكيان الصهيوني الذي يمارس أكبر إبادة جماعية في العصر الحديث.

الحاجة فاطمة الدنف (65 عامًا) تبكي في حديثها لمراسلنا وتقول: لازم (يجب) ينتهي الاحتلال، لازم يرحلوا من هذه الأرض، الأرض لنا، ولن يستطيعوا إبادتنا، نحن أصحاب الأرض وكل شيء لنا هنا.

وعبرت الدنف عن ابتهاجها بالضربات الإيرانية، وقالت: إنها تشد على أيدي المقاومين في أصقاع المعمورة، وتؤكد أن فلسطين قضية كل الأحرار في هذا العالم.

ودعت الله العلي العظيم بالنصر المبين، وأن يرحم الشهداء والجرحى.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق عشرات الصواريخ على كيان الاحتلال مستهدفا قواعد عسكرية متعددة. وأصابت الصواريخ العديد من البنايات حيث تسربت مقاطع فيديو وصور لما خلفته رغم قرار الاحتلال التعتيم على نتائج الضربات.

أكتوبر المجيد

أما المواطن معاذ الفليت (56 عامًا) يقول: منذ عام لم أفرح مطلقًا، الاحتلال هدم منزلي، ولكن اليوم حق لنا أن نفرح، هذا أكتوبر المجيد، شهر الانتصارات، في إشارة للافتخار بيوم العبور العظيم في السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف أن الضربات الإيرانية لا يفرح لها إلا كل حر، فالشعب الفلسطيني يذبح تحت مرأى العالم، وبالتأكيد هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

حماس تبارك

وباركت حركة المقاومة الإسلامية حماس عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية والتي جاءت رداً على العدوان الصهيوني ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وقالت الحركة في بيان صادر عنها: نبارك عملية إطلاق الصواريخ البطولية التي ينفّذها حرس الثورة الإسلامية في إيران، على مناطق واسعة من أراضينا المحتلة، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعوب المنطقة، وانتقاماً لدماء شهداء أمتنا الأبطال؛ الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، والشهيد سماحة السيّد حسن نصر الله، والشهيد اللواء عبَّاس نيلفوروشان.

وأكدت الحركة أنَّ هذا الرَّد الإيراني المشرّف هو رسالة قويّة للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية، على طريق ردعهم وكبح جماح إرهابهم، فقد تجاوزت جرائمهم وغطرستهم وانتهاكاتهم للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية كلّ الحدود.

الانتقام من الأبرياء

ولأن عدونا يكره فرح الفلسطيني، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها ضد الأبرياء في قطاع غزة، حيث سجلت التقارير الطبية استشهاد 80 مواطنًا في قصف مدفعي وجوي استهدف مناطق مختلفة في القطاع.

وأفاد مراسلنا أن الدبابات الإسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ في مناطق جنوب خانيونس، وسط إطلاق نار كثيف، وأحزمة نارية، في مشهد إجرامي تكشفت تفاصيله صباح اليوم حيث جرى انتشال 53 شهيدًا.

كما استهدفت قوات الاحتلال خيام النازحين والمواطنين في مناطق وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين، فيما جرى استهداف مدرسة للأيتام في مدينة غزة.

عدو يكره الفرح

الباحث والناشط السياسي أحمد أبو ارتيمة يقول: عدونا يكره الفرح ويحاربه، وهذا ليس كلامًا شاعريًّا، بل هو في تركيب الشخصية الصهيونية.

وأضاف في تغريدة له عبر فيسبوك أن الساعات الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة قتل المدنيين بغزة من قبل جيس الاحتلال، منبها إلى عدم وجود أي مبرر ميداني قد يفسر هذا الارتفاع مقارنة بالأيام الماضية.

وأكد أن السبب الحقيقي هو أن الناس فرحوا الليلة الماضية، وخرجوا إلى الشوارع يهتفون، ما أغاظ الاحتلال فقرر قتلهم بارتكاب المجازر.

وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي مشبع بمرض الكراهية، وحتى إن مجرد وجود الفرح ينغص عليه.

انتزاع نشوة نتنياهو

الخبير بالشأن الإسرائيلي، الدكتور سليمان بشارات، يعتقد أن “الضربة الإيرانية في توقيتها وفي شكلها بالتحديد ستنزع النشوة التي حاول بنيامين نتنياهو أن يستعرض من خلالها القدرات الذاتية لشخصيته في إدارة هذه المرحلة”.

وتابع بشارات في حديث صحفي: “من جانب آخر يتعلق الأمر بأن إسرائيل استطاعت أن ترمم المعادلة الردعية، فالمعاناة الكبرى التي ما زالت تعانيها منذ السابع من أكتوبر، أن صدمة ذلك اليوم ما زالت تلاحقها، ولهذا السبب فإن اختيارها لتوقيت بداية أكتوبر للذهاب إلى العملية العسكرية في جنوب لبنان هي محاولة لإزالة ما تبقى في الذاكرة الإسرائيلية من هجوم المقاومة في ذلك اليوم”.

وأردف: “ولكن عندما تأتي هذه الرشقة الصاروخية من طهران، فإن ذلك يُعيد للذاكرة الإسرائيلية السابع من أكتوبر الذي أحدث هزة في المنظومة الرادعة وفي المنظومة الاستخباراتية وفي الحالة النفسية الإسرائيلية الداخلية”.

ولهذا السبب يعتقد بشارات “أن تأثير هذه الهجمة حتى وإن لم توقع أي أضرار – على الرغم من أنه وفقا للمشاهد فإن هناك عددا كبيرا من الصواريخ يبدو أنها سقطت فعليا وتجاوزت الاعتراضات- فإن الواقع النفسي والاستخباراتي والعسكري والهيبة الإسرائيلية وهي الأهم بالنسبة للاحتلال عادت لتهتز مرة أخرى”.

ويرى أن “إسرائيل في كل مرة تحاول أن ترمم فيها هذه الصورة، تعود لتتهشم مرة أخرى، وهذا الأمر حدث في أكثر من محطة منذ السابع من أكتوبر، ومنها عندما ذهبت طهران للرد على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وغيرها من المحطات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات