الجمعة 17/مايو/2024

الفجر العظيم.. شكل جديد لمقاومة الاحتلال دفاعًا عن المقدسات

الفجر العظيم.. شكل جديد لمقاومة الاحتلال دفاعًا عن المقدسات

مع توالي الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس المحتلة، والضفة الغربية، هبّ الفلسطينيون شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، للدفاع عنها متسلحين بإرادة عالية وهمة كبيرة.

تلك الإرادة، جسّدوها في الخروج في منتصف الليل رغم الأجواء شديدة البرودة، تاركين خلفهم دفء الفراش، لصلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي بالخليل، حاملين هم الدفاع عنهما مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحقهما.

تلك الهبة الفلسطينية، التي جسدها المقدسيون وأهالي الداخل المحتلة والضفة الغربية، بتلبية دعوات فلسطينية لأداء صلاة الفجر في المسجدين، تزامنت مع إطلاق حملة الفجر العظيم، التي دعت إليها حركة حماس في قطاع غزة لمساندة أهالي القدس والضفة الغربية.

وشارك اليوم الجمعة، الآلاف في “فجر الكرامة” مؤدين صلاة الفجر في المسجدين الأقصى والإبراهيمي، والتي دعا إليها نشطاء وقيادات مقدسية، رغم الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين في حرم الأقصى.

وتفاجأت الشرطة الإسرائيلية -وفق القناة الثالثة الإسرائيلية- بعدد غير مسبوق من الفلسطينيين الذين وصلوا -اليوم- لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، لتقابلهم بقمع شديد واعتداء على النساء والمرابطات والمرابطين، في حين منعت المبعدين من الصلاة على بوابات الأقصى.

وأثناء الاقتحام الهمجي تعالت أصوات الآلاف في رحاب الأقصى بصيحات التكبير، وهتافات النصرة للمسجد من براثن وهمجية الجيش الإسرائيلي.


مرحلة جديدة
خالد أبو عرفة، وزير شؤون القدس السابق، قال: إن حملة الفجر العظيم التي انطلقت من المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي ومساجد قطاع غزة، تدشن مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية.

واكد أبو عرفة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الحملة تأتي في سياق تمادي الاحتلال سلطات الاحتلال في اعتداءاتها المتكررة والمسعورة خلال المدّة والسنوات الماضية دون اعتبار لمشاعر المسلمين وحقوقهم في العبادة.

وأضاف: “الاحتلال تمادى في الاعتداء على النساء والأطفال والعجائز، واعتدى على حقهم في أقدس حقوق الانسان وهو العبادة بأمان في مسجدهم الأقصى المبارك”، مشيراً إلى معاناة المسيحيين بمدينة القدس المحتلة من الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم.

وأشاد الوزير السابق بحملة صلاة الفجر، التي تؤجج الشعور الحقيقي تجاه القدس المحتلة، حيث يتنادى المقدسيون والمسلمون للدفاع عن مسجدهم المقدس وتراب القدس المحتلة، ومصليات المسجد الأقصى المبارك ومرافقه وساحاته وبواباته.


شرارة النصر والتحرير
أما عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، فقد قال: إن الحشود الكبيرة التي شاركت في فجرنا العظيم في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي ومساجد فلسطين عامة، ما هي إلا شرارة الأمل بالنصر والتحرير، مشددا على أن تلك الجموع المباركة رجالا ونساء فداء للأقصى وترابه.

وأضاف بدران، في تصريحٍ صحفيٍّ، الجمعة، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، أن رسالة الجموع المباركة لقادة العدو الجبناء الذين دفعوا الشرطة للاعتداء على المصلين في ساحات الأقصى المبارك، هي أن الأقصى بكل أروقته وساحاته خط أحمر لن نسمح المساس بقدسيته.

وأكد أن جهود الاحتلال في تهويد الأقصى والإبراهيمي، وتدنيس المقدسات، والاعتداء على المرابطين، لتؤكد ضرورة انخراط أبناء أمتنا العربية والإسلامية في دعم الأقصى والمرابطين، وأن تكون صلاة الفجر العظيم في كل عواصمنا الإسلامية إيذانا ببدء مسيرة الأمة للنصر والتحرير بإذن الله.


الانتهاكات لن يقبلها أهلنا بغزة
هذا وقال الداعية الفلسطيني بغزة وائل الزرد: ما يحدث من انتهاكات واعتداءات على أهلنا في المسجد الأقصى المبارك أو المسجد الإبراهيمي لن يقبل به شعبنا في غزة.

وأضاف بعد حملة الفجر العظيم بغزة: نحن هنا اليوم لنشد على أيدي المجاهدين هناك لنخبرهم جميعا أننا في مركب واحد اجتمعنا هنا في المسجد العمري الكبير بغزة ذي الإرث التاريخي العريق الذي أمّه كثير من المجاهدين وشيّع منه الكثير من القادة والشهداء لنخبر أهلنا المضطهدين في الضفة الغربية المحتلة أن من علا رام العلا.

وتابع أن العمري الكبير بغزة يكتظ بحشود المصلين الذين زحفوا من كل حدب وصوب في مناطق شرق غزة “الشجاعية والتفاح والدرج” لأداء صلاة الفجر ضمن حملة الفجر العظيم.

وأكد أن أداء صلاة الفجر في المسجد العمري الكبير ضمن حملة الفجر العظيم تلبية لنداء القدس.


غضب بوجه الاحتلال
هذا قال خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: إن حملة الفجر العظيم ستُخيب فأل الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه من “رجال دايتون” بعزل المساجد ودور روادها الأصيل في تعزيز قوة المجتمع الفلسطيني ورفض الاحتلال.

وحيّا عدنان، في تصريح صحفي له اليوم، جماهير الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والخليل وقطاع غزة “المُحتشدة في صلاة الفجر تبتُّلاً لله تعالى وغضباً في وجه الاحتلال”.

وقال القيادي الفلسطيني: تتقدم اليوم طاقاتُ شعبِنا الرائدةُ بقوته تعالى كاسِرةً كلَّ جمود مُستحثَّة الهِمَم داقَّةً ناقوسَ الخطر، مشيداً بالإبداع الفلسطيني.

وأضاف: “شعبنا الفلسطيني يُبدع اليوم ويُعيد للعبادة والمسجد دورهما في وحدة صفِّنا، ورفضِ عدوِّنا، وسِدانة مقدساتنا وأرضنا”.

ودعا “جماهير شعبنا وأمتنا في كافة أماكن تواجده لمتابعة المشهد العظيم من فلسطين في فجر الجمعة والدعوة والتحشيد لصلاة الفجر في الجمعة القادمة”.

وأكمل: “عليكم التقاط الإشارة ومحاكاة ذلك في الجوامع الرئيسة رافعين نداءات (لبيك يا أقصى) (لبيك يا حرم سيدنا إبراهيم الخليل) (الحرية للقدس وفلسطين)”.

وتابع: “ديننا ليس كهنوتياً معزولاً عن قضايانا وخير الناس، ورسالة المسجد أعظم من جعل العبادات طقوساً جامدة، واليوم بإذنه تعالى سيخيب فأل الاحتلال بعزل المساجد ودورها”.

وأردف قائلاً: “سيخيب فأل دايتون ورجال أمن أمريكا ممن جندوا الطاقات لعزل المساجد وروادها عن دورهم الأصيل في رفض الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان

شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون - اليوم الجمعة- في غارات إسرائيلية على جنوبي لبنان. وقال مصدر طبي: إن لبنانيا استشهد...