السبت 27/يوليو/2024

فلسطينيو الداخل والشتات يهبون لمساعدة إخوانهم السوريين في الشمال

فلسطينيو الداخل والشتات يهبون لمساعدة إخوانهم السوريين في الشمال

بادر الفلسطينيون في الداخل المحتل، وفي الشتات، إلى مدّ يد العون لإخوانهم النازحين إلى الشمال السوري، وسط ترحيب من شرائح المجتمع السوري كافة، معربين عن أصالة الشعب الفلسطيني تجاه قضايا الأمة.

حملات إغاثية تحط رحالها حيث حط النازحون آلامهم ومآسيهم في مناطق متفرقة من الشمال السوري، علّها تخفف من معاناة هؤلاء، في إطار أوضاع إنسانية صعبة يزيد من شدتها أنين الصغار من شدة البرد والحرمان.

وقال مدير المكتب الإعلامي في جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية، محمد أولكر: إنهم أطلقوا حملة “مع الكرام” دعما للمهجرين، موضحا أن اختيار هذا الاسم جاء لأن أهل “معرة النعمان” بالشمال السوري، عرفوا بالكرم ومكارم الأخلاق، واحتضنوا المهجرين من المدن كافة والبلدات السورية، وأسكنوهم في بيوتهم. 

وأضاف: اليوم اضطر أكثر من 320 ألف من أهالي معرة النعمان وضيوفهم، لترك مدينتهم والنزوح باتجاه ريفي حلب الشمالي والغربي وأيضا ريف إدلب الشمالي، بعد تعرضها للتدمير الممنهج بفعل البراميل المتفجرة وغارات الطائرات الروسية.

وأردف: “عدد كبير من العائلات المهجرة أصبحت اليوم بدون مأوى أومواد تدفئة أو مواد غذائية، فافترشوا الأرض والتحفوا السماء في ظل أجواء شديدة البرودة”.

وأشار “أولكر” في حديثه لـ”قدس برس” إلى أن حملة “مع الكرام” لاقت تعاطفا من البلاد كافة، إلا أن التعاطف الأكبر كان من فلسطينيي الـ 48 الذين قدموا كل ما يمكن تقديمه لإخوانهم في سوريا.

وأكد أن الفلسطينيين بعملهم هذا يردون الجميل لإخوانهم في سوريا، ويقدرون وقفتهم إلى جانب القضية الفلسطينية منذ النكبة إلى الآن.

ونبّه إلى أن السوريين احتضنوا الفلسطينيين في بيوتهم، ولم يسكنوهم في الخيام، كما حدث في بلدان عربية أخرى. 

وأوضح أن قافلة المساعدات الأولى، ضمت 14 شاحنة مقدمة من فلسطينيي الداخل، عبر جمعية القلوب الرحيمة، وتنوعت بين كسوة الشتاء والمحروقات والحطب والبطانيات والمياه الصحية، وتم توزيع هذه المواد على إخواننا المهجرين من معرة النعمان وريفها.

وأردف: “هناك قافلة أخرى مكونة من 15 شاحنة أيضا من فلسطينيي الداخل، وصلت منذ يومين، وتحوي مواد غذائية وطحينًا ومياهًا صحية وبطانيات”. 

ونبّه إلى أن “عطاء” ستطلق في “هاتاي التركية” القافلة الثالثة، وتضم 20 شاحنة محملة بالمساعدات، وكلها مقدمة من فلسطينيي الداخل عبر جمعية القلوب الرحيمة.

بدوره أوضح أمين أبو راشد، المنسق العام لـ”حملة الوفاء الأوربية” أن هذه الحملة هي عبارة عن تجمع للمؤسسات الخيرية العاملة لفلسطين في القارة الأوربية، والتي اعتادت أن تنفذ مشاريع ميدانية، عبر تسيير قوافل في الشتاء وباقي الفصول.

وأشار إلى أنه وبسبب الأحوال الجوية الراهنة، قررت الحملة أن ترسل قافلتين إلى لبنان عبر مرحلتين، ثم ترسل وفدا ميدانيا إلى الشمال السوري، حتى يكون مع أهلنا وشعبنا في سياق هذه الظروف.

ونبّه إلى أن الوفد بقي في الشمال السوري ثلاثة أيام، وزع خلالها سلالًا غذائية على 1200 عائلة في مناطق أعزاز وعفرين والباب وأطمة، بالإضافة لزيارة مخيم دير بلوط لمدة يومين، حيث تم توزيع وجبات غذائية على 1000 أسرة داخل المخيم، إضافة لمساعدات نقدية للأرامل.

وأضاف: “بنى الوفد مخيما أطلق عليه اسم الوفاء، وهو عبارة عن خمسين خيمة كبيرة لإيواء 50 عائلة سورية، كانت تنام تحت الأشجار”.

وتطرق “أبو راشد” إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، حيث تقيم حوالي (1500) عائلة فلسطينية، وقال: “نحن نتكلم عن واقع أكثر من مأساوي؛ حيث البرد الشديد والأطفال محرومون من التغذية لا بالحد الأدنى ولا المتوسط. نتكلم عن تجهيل للشعب الفلسطيني لعدم وجود مدارس للأطفال في المخيمات. نتكلم عن بطالة تكاد تصل إلى 75% في صفوف الفلسطينيين، في ظل غياب حقيقي للعمل الإنساني والإغاثي الذي يستهدفهم في تلك المناطق”.

وأشار إلى أن نكبة الـ 48 تتجدد اليوم في نكبة 2020؛ حيث يجد الفلسطيني نفسه يعيش في خيمة، كما عاش أبوه وجده قبل 72 عاما.

وطالب “أبو راشد” المنظمات والجمعيات والهيئات والفصائل أن تضع ملف هؤلاء على سلم أولوياتها وتقدم الدعم العاجل والإغاثة الطارئة، خاصة في تلك المناطق التي تشهد منخفضا جويا شديد البرودة.

كما ناشد أونروا، المسؤولة عن الشعب الفلسطيني، الوقوف عند مسؤولياتها تجاه اللاجئين في الشمال السوري، موضحا أن تلك المناطق أصبحت آمنة نوعا ما.

وأشار إلى أن حملة “الوفاء” تمكنت من الوصول إلى الشرائح المستهدفة من النازحين، عبر التنسيق ميدانيا مع مؤسسة آفاد التركية، المسؤولة عن المخيمات في الشمال السوري، ومن خلالها نسقنا مع المؤسسات الميدانية العاملة هناك، ومنها هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة والتنمية.

من جانبه، أكد أحمد الحسين، مسؤول العمل الخيري في هيئة فلسطينيي سوريا للإغاثة والتنمية، أن هناك حملات كبيرة تنطلق من الداخل الفلسطيني الآن باتجاه الشمال السوري عن طريق جمعية “القلوب الرحيمة” والجمعية “الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين”.

وأضاف: “عملت هيئة فلسطينيي سوريا مع الجمعية الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين في حملة للداخل السوري، والتي استمرت أسبوعين، وشملت توزيع مواد التدفئة ووجبات غذائية، بالإضافة لمشروع تجهيز 50 خيمة”. 

وختم “الحسين” حديثه لـ”قدس برس”: “الشعب السوري صاحب فضل، ولن ننسى وقفته إلى جانبنا في السنوات التي سبقت الحرب، وحملات التبرعات التي كانت خلالها العائلات السورية تقتطع من قوت أبنائها لأجل فلسطين، ووقفاتهم معنا رغم آلامهم وجراحهم التي نشاركها معهم اليوم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات