عاجل

السبت 18/مايو/2024

ينتظرون حريتهم.. 2019 العام الأسوأ والأخطر على الأسرى

ينتظرون حريتهم.. 2019 العام الأسوأ والأخطر على الأسرى

“سيكون هناك تقييد واضح لكمية المياه التي يستطيع كل أسير استهلاكها يومياً، كما سيتم تحديد ساعات استهلاك المياه، وإخراج الحمامات من الأقسام، بحيث يكون بالإمكان فرض القيود على استهلاك المياه”، بهذه الصورة بدأت حياة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مطلع عام 2019.

ذاك المشهد الذي رسمه، وأعلن عنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد أردان، يعد تدخلاً أمنيًّا وسياسيًّا من وزير إسرائيلي للمرة الأولى في حياة الحركة الأسيرة، ليخرج في مؤتمر صحفي، معلناً عن إجراءات قمعية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، حارماً أكثر من 5 آلاف أسير من حقوقهم المشروعة، ومن أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

تلك الإجراءات التي أعلن عنها ، مطلع يناير 2019، تضمنت أيضاً تشديد ظروف حبس الأسرى “الأمنيين”، وإلغاء الإيداعات المالية، وتحديد كمية المياه لكل أسير، ومنع الأسرى من إعداد طعامهم بأنفسهم، أجبرت الأسرى على خوض معركة الكرامة والأمعاء الخاوية بحثاً عن حياة كريمة لهم.

وتسلسلت الإجراءات القمعية بتنفيذ القرارات الإسرائيلية توالياً، إذ بدأ العام بقمع الأسرى في سجن عوفر، أصيب خلالها نحو 300 أسير بإصابات مختلفة، بعد اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية لأقسام السجن.

وأجمع مراقبون ومختصون في شؤون الأسرى أن حدة الانتهاكات والقرارات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين تصاعدت في عام 2019 لتكون “الأسوأ والأخطر على الحركة الأسيرة وحياة الأسرى” في سجون الاحتلال عن سابقها من الأعوام السابقة.

العام الأسوأ

ووفق ما يؤكد عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى والمحررين؛ فإن الإجراءات الإسرائيلية التي يعيشها الأسرى وتزداد تأثيراً سلبيًّا على حياتهم، لن نجد لها توصيفاً حقيقيًّا لكثرة خطورتها وقسوتها على الأسرى.

وقال فروانة في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الانتخابات الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي في دوراته الأخيرة كانت قراراته الأقسى على الأسرى”.

وأضاف: “الخطوات الإسرائيلية التي تستهدف مكانة الأسرى هي استكمال لما اتخذ في الأعوام الماضية خاصة عام 2018 بهدف الإساءة للحركة الأسيرة ومشروعية كفاح ونضال الأسرى”، مشيراً إلى الازدياد الواضح في عمليات الاستهتار بحياة الأسرى، ما أدى لزيادة أعداد المرضى وارتقاء 5 شهداء أسرى.

واستشهد خمسة أسرى داخل سجون الاحتلال منذ مطلع عام 2019م، وهم: “سامي أبو دياك، فارس بارود، وعمر عوني يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح”، ليرتفع عدد الأسرى الشهداء إلى 222 شهيدًا منذ عام 1967م.

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين الأسرى الشهداء، حيث تحتجز جثامين كلًا من: “عزيز عويسات، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح”، فيما بلغ عدد الأسرى الذين قتلهم الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وهي جزء من سياسات التعذيب الإسرائيلية الممنهجة، إلى (67) أسيراً منذ عام 1967م.

وأشار فروانة إلى أن “تبجح ووقاحة قادة الاحتلال في تصريحاتهم الإعلامية وقراراتهم التنكيلية دون احترام للمواثيق والاتفاقيات الدولية، حيث وصلت تصريحاتهم إلى إعلانهم ضرورة إعدام الأسرى كـ”عقوبة” للأسير الفلسطيني”.

وأكد أن ذلك طبقه الاحتلال على الأسرى المرضى، برفضه الإفراج عنهم مع علم إدارة سجون الاحتلال أنهم في طريقهم إلى الموت، “دون أي مبالاة لصراخ الأسير أو أنات مرضه”.

وحذر فروانة من استمرار حالة الصمت الدولي، وتخاذل المؤسسات الحقوقية الدولية تجاه قضية الأسرى، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل هذه الحالة لقمع والتنكيل بالأسرى بشكل دوري ومصادرة إنجازاتهم.

أرقام صادمة!

وفي لغة الأرقام، أوضح فروانة أن عام 2019 سجل ما يقارب من 5500 حالة اعتقال من الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، غالبيتها من الضفة الغربية، وتصاعد حالات الاعتقال في القدس المحتلة.

وقال: “شهد عام 2019 اعتقال 900 طفل فلسطيني قاصر، وزيادة واضحة في استهداف لأطفال القدس، عبر استدعائهم والتحقيق معهم، وكانت أعمارهم ما  دون السابعة والسادسة”، مؤكداً أن الاحتلال يجاوز الخطوط الحمراء في اعتقال الأطفال.

وأضاف: “توسع الاحتلال في سياسة الاعتقال الإداري وسجل عام 2019 أكثر من 1050 قرار اعتقال إداري وتجديده لأسرى، والقرارات مستمرة، إضافة إلى اعتقال 138 امرأة وفتاة فلسطينية يقبع أكثر من 40 أسيرة منهن في ظروف معيشية صعبة”.

واستعرض فروانة زيادة في إهمال واستهتار الاحتلال لحياة الأسرى القدامى والمرضى وعمداء الأسرى، حيث بدأ مرض السرطان ينهش أجساد عدد منهم”، موضحاً أن الاحتلال يتعمد إبقاء الملفات الطبية للأسرى قيد السر، وعدم البوح بها لهم، أو لأي جهة أخرى إلا حين يطرأ تردٍّ كبير على حياتهم الصحية.

“حياة مليئة بالأمل ولكن!”

الأسير المحرر والصحفي محمد منى، والذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال في 28‏ نوفمبر الماضي، بعد قضائه 16 شهراً إداريًّا، نبه في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن حياة الأسرى مليئة بالأمل وتحقيق الحرية رغم قسوة السجن وقمع الاحتلال لهم، في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية بأسر 4 جنود إسرائيليين منذ سنوات وترفض إطلاقهم دون تحقيق طلبات المقاومة بالإفراج عن الأسرى.

وقال منى: “الأسرى في سجون الاحتلال يعولون كثيراً على إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال”، مؤكداً أنهم يئسوا من ضعف حراك السلطة الفلسطينية أمام المؤسسات الدولية.

وقال: “على السلطة ومؤسساتها التحرك في ملف الأسرى دوليا للضغط على الاحتلال، خاصة متابعة الملفات الطبية للأسيرات الجريحات”، مؤكداً أن الاعتقال الإداري أسوأ أنواع الاعتقال التي تمارس بحق الفلسطينيين.

واستعرض منى عدداً من إضرابات الأسرى، احتجاجاً على استمرار الاحتلال تركيب أجهزة التشويش المسرطنة لأجساد الأسرى وقمع القوات الخاصة لهم بشكل متكرر، بدأ مطلع فبراير الماضي، واجهها الأسرى أيضاً بتنفيذ عمليتي طعن لجنود الاحتلال.

ونقل الأسير المحرر منى رسالة الأسرى من سجون الاحتلال إلى الفصائل الفلسطينية، بضرورة تحقيق الوخدة الوطنية على قاعدة الثوابت الفلسطينية وعدم التفريط فيها.

وأكد استنكار الأسرى استمرار قطع السلطة لمخصصات عدد منهم بسبب توجهاتهم السياسية، مطالباً بضرورة الحفاظ على توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة للأسير الفلسطيني وعائلته وأطفاله خارج الأسر، المنتظرين حريته على أحر من الجمر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام  قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، السبت، إنه لم يبق شيء من المساعدات تقريبا لتوزيعه في قطاع...