الثلاثاء 30/أبريل/2024

أهل الخليل ملح البلد وأرواحهم جمالها

علاء الريماوي

الله اكبر الله اكبر… شباب في مقتبل العمر يرددونها، وطفل يرقب مجموعة من الشباب تحمل العاب الاطفال تسير بها نحو أحد مداخل المسجد الإبراهيمي.

مع الساعه الثانية ونصف فجرا بدأ التوافد ثقيلا الى المسجد على الرغم من تدني درجات الحراره، و نحو خطو الساعين لحرم الخليل مستوطن بقبعة سوداء يستر جدائل حقده يدير حلقة عينه كأنها دوار الرأس من مشهد فجر الخليل.

وصلنا مع الناس وبدأ تخطيط التغطية لزخف الفجر المشهود، حاج يرتدي الكوفية الفلسطينية ابتدرنا بسلام دافئ وترحيب بالاسم قائلا” استاذ نورتوا الخليل، ايش ناويين” ابلغته نية التغطية ونقل أهم معالم الفرح.

أشار إلى أهمية التواجد في الساحة المقابلة للمسجد وأخرى عند خروج الناس، عملنا بنصيحة العم ووصلت إلى مهبط كرم الخليلي و عظيم الحب الذي يصنع.

شباب العائلات توزعوا على شكل عرض استقبال يليق بمسجد ابراهيم… ترانيم التسبيح ونشيد طيبة و الصلاة على النبي ومع الإيقاع بدأت ضيافة المكان …. مجموعة تعد الكنافة، وزاوية العوامة، وأخرى للسحلب والعاب الأطفال وشوربة الحرم، والدحدح والمعجنات، الشاي والقهوة، الخبز كلها توزيع مجاني على إيقاع الصلاة على النبي.

عابير الاندهاش قاطعها عجوز تسعيني نظر الي مطالبا نقل رسالته قائلا” منذ سن الشباب أديم الصلاة في المسجد، اليوم الصورة مختلفه، شباب أطفال نساء زحف المحبين يصل الاب ابراهيم”.

” يا ابني احكوا للناس، الخوف من القدوم للحرم اضاعة للحرم هاي طنجرة السحلب بتفلقوا لنتياهو”.

مع مرور الوقت بدأت الساحات تلهج بالدعاء بصورة سعي او طواف او ليلة قدر في المسجد الأقصى.

انسياب من غير تزاحم و تنظيم بخلق الناس و شباب يقومون بحماية المشهد، الذي اختلطت فيه لكنة المدي بمدها، الكاف الفلاحة بهمسها، وتكسر القاف في فم بعض الشباب من رام الله، وارتجافة مخارج الجيم في فم أهل بيت لحم في شكل تجانست معه الصورة الفلسطينية.

من الملكوت اعلن موعد الصلاة، تخالط الناس حتى استوت صفوفهم المرتبة دون عناء … وبدأت تلاوة الصباح وجمع الجنود يرقب.

سلمت على اليسار واذا بجانبي شيخ خمسيني من عائلة قفيشة، تبسم وقال” استاذ اليوم عاد المسجد لما قبل مجزرة الحرم، شهدت انا مقتل الناس وشهادتهم حينها، ومنها شعرت بأن المسجد قد أصابه يتم غربة الابتعاد عنه… للاسبوع الخامس اصلي هنا وجمع الناس في تزايد” .

انهيت التغطية وهممت مع الزملاء العودة لرام الله، تجمع احبة الروح من أهل الخليل وجبلها، هذا يدعوك للافطار واخر للغداء، بعضهم يشدك بيمين الطلاق واخر بتوكيد الحلف، اعتذرت التلبية لتعب التغطية مع رقي روح تعلمته من أهل الخليل وكرم السجية، وحب يمطر عليك ببركة ابراهيم.

ظننت واخواني النجاح في الهرب واذا بحبيب وحبيب قد أعدوا مائدة إفطار لا فكاك معها من تلبية.

اليوم عشت في ضفاف الخليل محبا وتلميذا وكبرت معي المعاني على إيقاع مدرسة الفجر.

خسر من تاه عن بوابة الخليل وهجر جمعة الفجر فيها …. هناك روح ورقي ورباط.

سنة الخليل انتشارها واجب في الضفة لتصحيح خواء روح أصابنا جميعا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات