الأحد 05/مايو/2024

هكذا يختطف الاحتلال أعمار الفلسطينيين بلا تهمة ؟!

هكذا يختطف الاحتلال أعمار الفلسطينيين بلا تهمة ؟!

منذ احتلاله لأرض فلسطين، يحاول الاحتلال الصهيوني دفن زهرات الشباب الفلسطينيين خلف قضبان سجونه الحديدية، إلا أنّه مع تقادم الزمن أصبح للاحتلال فنونه في تعذيب وإزهاق زهرات الشباب خلف السجون، فكان “الاعتقال الإداري” نموذجاً لتغييب الشباب بلا تهمة، يتم فيها تضخيم التهم الوهمية حتى يتراكم الاعتقال الإداري بلا موعد محدد للإفراج، قد يستمر لسنواتٍ طويلة.

الصحفي الفلسطيني والأسير المحرر محمد منى من مدينة نابلس يروي لـ”مكتب إعلام الأسرى”، تجربته الاعتقالية في سجون الاحتلال، التي استمرت سبع سنوات ونصفا على فترات متقطعة منها أربع سنوات في الاعتقال الإداري، بمرارة وغصة في قلبه، فالمئات من الفلسطينيين يدفعون الثمن في الاعتقال الإداري بذريعة الملف السري الوهمي.

محطة صعبة

يقول المحرر محمد منى: “محطة الاعتقال صعبة على محيط المعتقل العائلي والاجتماعي والمهني، فهو انقطاع قسري في غياهب السجون التي تحولت إلى مدافن الأحياء بقرار من أعلى المستويات في دولة الاحتلال، الذين يحاولون التضييق على الأسرى لقتل الروح النضالية وإرهاق الجسد بالتعب والأمراض”.

ويضيف: “بالنسبة لي كل الاستجوابات والمحاكم التي كنت أجبر على الحضور إليها في بوسطة مقرفة بكل ما تعنيه الكلمة ومع معتقلين جنائيين ومعابر يصعب وصف قساوتها، وكانت التهمة التحريض، وأنني أكتب التحريض بيدي، فكل عمل صحفي يعده الاحتلال عدوا له”.

ويتابع؛ “ضباط المخابرات في الاستجوابات الأمنية كانوا يتطرقون إلى قضية عملي المهني، وأنه يتوجب عليّ الابتعاد عن كل أشكال التحريض في عرفهم ووجهة نظرهم، وعندما كنت أطلب منهم ما هو المسموح وما هو الممنوع لا يستطيعون الإجابة”.

ويضيف: “نحن كصحفيين لا نصنع الحدث، بل نواكب الحدث ونقوم بتغطيته مهنيا، وكون الاحتلال يمارس الإرهاب بحق المدنيين فكل من يكشف حقيقته يكون عدوا له ويعتقل بذريعة التحريض، وهي كلمة فضفاضة، ويتم تفصيل التهمة في الملف السري بشكل يقنع القاضي”.

و”المخابرات تتقن فن تضخيم الملف السري للمعتقل الإداري، فعندما يتم سرد البنود في ورقة التمديد، يصاب المعتقل بالذهول من هول التضخيم والكذب والتزوير، فالتهم الموجودة تصلح لتكون لائحة اتهام يتم حكم الأسير عليها بعدة سنوات، ولكونها مفبركة ووجدت كي يتم تمديد المعتقل حتى يقتنع ضابط المخابرات وقائد المنطقة بأن المدة كافية لإنهاء الاعتقال الإداري”.

قلق وانتظار

وتابع قائلا: “المعتقل الإداري يبقى قلقا طوال فترة اعتقاله، فلا أمان له من مكر المخابرات والنيابة العامة التي هي محامي دولة الاحتلال، فلا يعني انتهاء الاعتقال الإداري الإفراج، بل يكون الانتقال إلى مربع الاعتقال على ذمة قضية”.

ويضيف” الكثير من المعتقلين الإداريين تحولوا إلى بند القضية بعد قضاء فترة طويلة في الاعتقال الإداري وكذلك أصحاب الأحكام يتم تحويلهم للاعتقال الإداري بعد انتهاء محكوميتهم، فالباب الدوار سياسة المخابرات في التعامل مع الأسرى وخصوصا من هم في الاعتقال الإداري”.

“وكل معتقل إداري يكون له سقف زمني سري مثبت لدى النيابة العامة، ويتم التجديد بناء على ما هو موجود من سقف زمني وليس بناء على أدلة، كما يتم الادعاء في محاكم الاستئناف والتثبيت الخاصة بالمعتقلين الإداريين”.

الإضراب عن الطعام

وعن الإضرابات عن الطعام للمعتقلين الإداريين يقول المحرر الإعلامي منى: “أنا خضت إضرابا عن الطعام مع المعتقلين الإداريين عام 2014 لمدة 63 يوماً، وهذا الإضراب نجح في وضع سقف للاعتقال الإداري وهو مدة عامين فقط بينما كان في السابق يستمر لخمس سنوات، كما ان ضباط المخابرات يرتعدون من إعلان أي أسير إداري نيته الإضراب عن الطعام، لذا الإضراب عن الطعام سواء الجماعي أو الفردي له إيجابيات بالرغم من قسوته وألمه الشديد”.

دور الصحفي الأسير


وتحدث المحرر الصحفي منى عن دور الصحفي الأسير داخل الأسر قائلا: “لا شك أن عين الصحفي الأسير لها أهميتها، فهو قادر على صياغة الألم وترجمته إلى الخارج بأسلوب مختلف عن الأخبار التي تتحدث عن الأسرى بشكل مجرد وعلى شكل أرقام”.

“فدورنا مع الزملاء الصحفيين المعتقلين تدريب الأسرى على كيفية التعاطي مع الخبر وصياغته كي يكون فاعلاً ومؤثراً، وكذلك التعامل مع الأسير كقصة صحفية إنسانية، فالأسرى يهتمون بالجانب الإعلامي وعتبهم على وسائل الإعلام التعامل معهم كأنهم مجرد إحصائيات رقمية، وكذلك الصحفي الأسير له دور في قطاع الحركة الأسيرة من خلال تسليط الضوء على المفاصل المهمة في الحياة الاعتقالية لكل العالم”.

الاعتقال والأطفال

وعن تأثير الاعتقال على أطفاله حمزة وعبد الرحمن يتنهد المحرر منى ثم يقول: “مأساة الاعتقال وخصوصا الاعتقال الإداري يكمن في إيجاد فجوة عاطفية بين الأب وأطفاله فطفلي عبد الرحمن تعرف عليَ في الزيارة وكان يسأل لماذا أبي هنا ونعجز عن الجواب أنا وزوجتي ونهرب منه”.

“لكن يبقى السؤال لماذا أبي لا يأتي معنا، وتارة أتحجج بأني اشتغل هنا ولكن دون جدوى، أما طفلي حمزة ففي بداية العام الدراسي عندما دخل المدرسة في الصف الأول كان يسأل عني ولماذا كل الآباء يأتون إلى المدرسة إلا أنا وحيد بدون أب، فهذه العزلة الشعورية والفجوة النفسية تعد من أكثر الأضرار على نفسية العائلة في الاعتقال الإداري”.

الأسرى المرضى ومعاناة الاعتقال


وعن الأسرى المرضى في الاعتقال الإداري قال المحرر منى: “نحن أمام جريمة مركبة يتم اقترافها بحق الأسرى المرضى في الاعتقال الإداري، فهناك ظلم في الاعتقال ذاته وظلم في ملف تأخير العلاج على المريض كما حصل مع المحرر عبد الناصر رابي من قلقيلية الذي أصيب بالسرطان وتأخر علاجه في الاعتقال الإداري لمدة عشرة أشهر حتى تحرر ومنع من التصريح الأمني لدخول القدس فترة من الزمن حتى سمح له بدخول القدس”.

رسالة الأسرى


وقال: “رسالة الأسرى في الاعتقال الإداري تدويل هذا الإجرام كونه محظور من الناحية القانونية ولا يستخدم في العالم إلا في نطاق ضيق ولمرة واحدة، ودولة الاحتلال هي التي تستخدمه على نطاق واسع، وتشرعنه من خلال محاكم وهمية يطلق عليها الاستئناف والتثبيت وهي أدوات للشرعنة وليس لإلغاء الاعتقال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...