الجمعة 17/مايو/2024

الأسيرة شاتيلا أبو عيادة.. تفوقٌ رغم سطوة السجان الإسرائيلي

الأسيرة شاتيلا أبو عيادة.. تفوقٌ رغم سطوة السجان الإسرائيلي

بفرحةٍ منقوصة تلقت أم علي أبو عيادة من كفر قاسم في الداخل الفلسطيني المحتل، نبأ تفوق ابنتها الأسيرة شاتيلا أبو عيادة (25 عاماً)، لكنها عدّت هذا النجاح تحدٍّ للسجان وصمود أمام جبروته وزنازينه.

ورددت أم علي تقول: “نجاحك هو الأمل والمستقبل والثبات والصمود، نجاحك عزيمة وإرادة وتحدٍّ رغم كل الصعاب.. ابنتي ماذا أقول لك؟ ألف مبروك لا تكفي أمام جهودك وأمام صمودك الجبار.. أسأل الله أن يمن عليك بالحرية والحياة الكريمة في ظل أحبابك، وفرج من عند الله قريب.. ألف مبروك شاتيلا من خلف أسوار السجن أبعثها لك”.

واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الفتاة أبو عيادة بتاريخ 3-4-2016، ويزعم الاحتلال محاولتها طعن مستوطنة، حيث حصلت مؤخراً على معدل 81% في الثانوية العامة، وهي لا زالت تقبع في زنازين الاحتلال.

الفرحة ناقصة

فرحة أم علي بنجاح شاتيلا كانت ناقصة، كما أفادت لمكتب إعلام الأسرى، في ظل وجود ابنتها خلف القضبان، وداخل سجون الاحتلال، كان شعورا ممزوجا بين الحزن والفرح.

تقول “أم علي”: “عندما وصلني خبر نجاح شاتيلا وحصولها على معدل 81، دخلت بحالة هستيريا، فاختلطت المشاعر بين فرحتي بنجاحها وحزني على فراقها، كنت أتمنى لو أنها بيننا ونتشارك معها دموع الفرح”.

وتضيف: “أَفرحُ لنجاحِكِ أم أبكي لبُعدِك الطويل؟ أعلمُ أنك الآن تضحكين ببراءتك المعتادة كي تقهري محتلك البغيض، اضحكي يا صغيرتي واعلمي أنَّ والدتك سوف تقومُ بكل ما رسمتهُ مخيلتك من أفراح”.

جميع من كان يعرف شاتيلا جاء يهنئ ويبارك بنجاحها في بيت يملؤه الحزن على غيابها، وتضيف “أم علي”: “هذا هو حال حياتنا بفلسطين، فالفرحة دائما ناقصة ومغموسة بالأحزان”.

وفي عيون تملؤها الدموع، ولسان عجز عن وصف ما في القلب من شعور، تتابع والدة الأسيرة شاتيلا حديثها عن لحظة تلقيهم خبر نجاحها، وتقول: “قلبي موجوع على فراق شاتيلا، فمستقبلها كان يكبر أمام عيني، ومرة واحدة انقلبت الموازين، ولكن جاء نجاحها ليعيد البهجة والفرحة والأمل لقلوبنا”.

نجاح شاتيلا هو أمل “أم علي” الوحيد في الحياة، وتصف هذا النجاح بالشمعة التي ستضيء طريقها في المستقبل، وتقول: “نجاح شاتيلا هو أملي في الغد وفي المستقبل، وأي فرحة كفرحة النجاح؟”.

إصرار وتحدٍّ

وتشير أم علي إلى أن ابنتها أنهت الثانوية العامة “الإسرائيلية”، وحصلت على شهادة “البجروت”، وكانت تدرس علم النفس في الجامعة المفتوحة بـ”تل أبيب”، لكن بعد اعتقالها تم شطب اسمها من وزارة التربية والتعليم ومن الجامعة.

وتقول: “عندما توجهنا لطلب نسخة بدل فاقد لشهادة “البجروت” رفضوا إعطاءنا أية وثيقة، ولهذا قررت شاتيلا أن تتقدم من جديد وتحصل على شهادة الثانوية العامة الفلسطينية، فكان أكبر أحلام شاتيلا أن تحصل على شهادة البكالوريوس تخصص علم نفس من إحدى الجامعات الفلسطينية”.

شاتيلا تسطر أروع معاني النجاح والشجاعة والصبر، متحدية ليالي السجن الظلماء ومرارة الأسر وقسوته، فهي صنعت من عتمة هذه الزنازين فرحاً ونورا، لتبني مستقبلا باهرا ومشرقا.

مرارة الشوق

تحمل أم علي لابنتها شوق وحنين يصعب عليها وصفه، فلا أصعب من مرارة اللوعة ولهيب الحسرة والحرمان، فهي تفتقد وجودها في المنزل، وتحن لسماع صوتها وهي تنادي عليها، وكل زاوية بالبيت تذكرها بحركاتها وروحها المرحة، وتقول: “البيت بدونها ظلام يشبه الكهف المعتم”.

يعلو صوت أم علي الحزين، والدموع تنساب على خدها، وتقول: “أبكي عليك يا بنتي إذا عز البكاء، وأنوح ما ناح الحزين المبتلى”.

وتخشى أم علي أن يبقى مصير أسرى الداخل المحتل قيد الدراسة، فالاحتلال يعدّ أسرى الداخل شأنا داخليًّا ويرفض التفاوض على إطلاق سراحهم في أية صفقة تبادل، وتقول: “أخاف ألا يُدرج اسم ابنتي على قائمة المحررين، وأن يكون حالها كحال الأسيرة لينا الجربوني”.

وتطالب أم علي من الشعب الفلسطيني وفصائله أن تكون وحدتهم قوية وقلوبهم على بعض؛ “حتى ننال حريتنا وننعم بالراحة في ربوع الوطن”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات