عاجل

السبت 27/يوليو/2024

مستشفى حمد للتأهيل.. بصيص أمل لذوي الاحتياجات الخاصة بغزة

مستشفى حمد للتأهيل.. بصيص أمل لذوي الاحتياجات الخاصة بغزة

رغم ما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة من حصار وتدمير صهيوني ممنهج لمقومات الحياة، إلا أنّ هناك بصيص أمل يصنعه الفلسطينيون رغم كل المعوقات والصعوبات، حتى أولئك الذين بتر الاحتلال أطرافهم فلم يترك لهم طريقاً لزراعة أطراف صناعية.

وأعطى مستشفى حمد، الذي أنشأته اللجنة القطرية لإعمار غزة مؤخراً، بصيص أمل لأولئك المبتورين الذين تصاعدت أعدادهم جراء اعتداء قوات الاحتلال على مسيرات العودة التي انطلقت قبل عام ونصف تقريباً.

بداية العمل
افتتح المشفى المتخصص في إبريل الماضي، باسم مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، ليحقق منذ تشغيله إنجازات ضخمة على المستوى الطبي، وينهي معاناة آلاف المرضى الذين استفادوا من خدماته خلال فترة وجيزة.

وشرع مستشفى حمد باستقبال عمليات تركيب الأطراف الصناعية لفئة مبتوري الأطراف وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث حققت العمليات التي أنجزها نجاحا كبيرا، ليقدم أفضل الأطراف الصناعية في الشرق الأوسط من أفضل الشركات العالمية، ويوفر على آلاف المصابين معاناة السفر للخارج لإجراء مثل هذه العمليات في ظل نقص التحويلات الطبية المتاحة.

وخلال الشهر الماضي، أنتج المستشفى 10 أطراف صناعية سفلية، وأربعة أجهزة لتقوس العمود الفقري، وستة أجهزة تعويضية طرفية كما أصلح القسم 14 جهازاً.

وتبلغ مساحة المستشفى 12 ألف متر مربع، كما تبلغ قدرته الاستيعابية 100 سرير، ويضم أقساما مستقلة ومتخصصة بجانب قسم الأطراف الصناعية كقسم التأهيل الحركي والتأهيل اللفظي، كما يشمل قسم العلاج الوظيفي، وقسم التمريض، وقسم السمعيات، وقسم العلاج الطبيعي، وقسم الأشعة التشخيصية، وعدة عيادات، ويستهدف نحو 127 ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة.

ويجري مستشفى حمد عمليات تأهيل مطولة لحالات البتر في مرحلة ما قبل تركيب الطرف الصناعي، تشمل تأهيلا حركيا ونفسيا، خصوصا لفئة صغار السن، ومن ثم تأتي مرحلة التدريب للتعامل مع الطرف وكيفية التأقلم عليه في ممارسة أنشطة الحياة اليومية.

ويتابع المستشفى بشكل مستمر المصابين المزودين بالأطراف الصناعية، وفي حال حدوث أي خلل يتعامل الطاقم الطبي معه.

أحدث التقنيات
من جانبه، قال المدير العام لمستشفى الشيخ حمد، الدكتور رأفت لبد إن قسم الأطراف الصناعية في المستشفى مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة، وحصل على أفضل الأطراف من أكبر الشركات العالمية وهي شركة (Ottobock) بأحدث طراز (2018) مع استجلاب مواد الأطراف الصناعية من أفضل الخامات لصناعة أطراف متطورة.

وأوضح أنّ هناك خطة معدة لتطوير هذا القسم من النواحي العلمية والعملية والفنية لإنتاج أطراف متطورة بشكل أكبر، وأطراف خاصة ببعض الرياضيين مبتوري الأطراف.

وأضاف: “نستعد لإحداث تقدم في مجال الأطراف العلوية، حيث يتم تركيب أطراف علوية في المؤسسات الطبية الأخرى لأهداف تجميلية دون القيام بوظائفها العضوية، ونحن نعمل على أطراف كرتونية متطورة تخدم المريض من ناحية عملية ووظيفية”.

وأكد لبد أن المستشفى في تطور مستمر في كل المجالات، ليعمل بكامل طاقته بهدف خدمة أكبر قدر من المرضى وإنهاء معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم استجلاب خبرات في مجال الأطراف الصناعية من الولايات المتحدة، وتطوير الكادر الطبي من خلال العمل على تدريبه وزيادة كفاءته الطبية.

وتم رفد قسم الأطراف الصناعية بتجهيزات طبية حديثة ومتطورة موزعة على الأقسام والورش المخصصة لصناعة الأطراف والعناية المخصصة لكل مريض.

خدمات نوعية
بدوره، قال رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد، الدكتور أحمد العبسي: “إن الخدمات النوعية التي يقدمها المستشفى تأتي في ظل تزايد أعداد المحتاجين لهذه الأطراف، حيث خلفت مسيرات العودة حتى اللحظة 140 مصابا بالبتر و1800 مصابا محتاجا لجهاز تعويضي بجانب 900 حالة بتر من الحروب السابقة و11 ألف مصاب يحتاج لجهاز تعويضي”.

وسيقدم المستشفى خدماته لهذه الفئة التي تقاسي الأمرَّين جراء الإعاقة، ويتخصص المستشفى بأداء العمليات للحالات المعقدة والصعبة، نظرا لكفاءة الطاقم الطبي والتجهيزات الطبية المتكاملة.

وكشف الطبيب على أنه في المرحلة الحالية يعمل المستشفى على علاج 200 مصاب، وتزويدهم بالأطراف والأجهزة التعويضية، حيث بدأ العمل معهم حاليا، ونعمل بأقصى إمكانيتنا لإتمام هذه العمليات بنجاح مع تقديم خدمات الـتأهيل.

وتابع “أخذنا على عاتقنا تأدية الخدمة الطبية على أكمل وجه لمبتوري الأطراف العلوية والسفلية، مع العلم أن الإصابات السفلية ما فوق الركبة تحتاج لمفصلين (كاحل وركبة) وهذا يحتاج لمجهود كبير في صناعة وتركيب الطرف الصناعي، وكذلك في مراحل التأهيل والعلاج الطبيعي”.

وأكد العبسي أن قسم الأطراف يتميز بوجود ورشات متطورة ومتقدمة لصناعة الأطراف وتركيبها بوجود أحدث الأجهزة الطبية والتقنية، وهو ما مكن المستشفى من صناعة أفضل الأطراف الصناعية على الساحة الطبية في قطاع غزة.

وشدد مسؤول قسم الأطراف؛ أن الهدف ليس مجرد وضع طرف صناعي يُسيِّر حياة المصاب، بل العمل على عودته لحياته الطبيعية بكل قوة، حيث يعود الرياضي لممارسة الرياضة كالمعتاد، والطالب يعود لمقاعد الدراسة وكذلك الموظفون وأرباب العمل.

ويولي قسم الأطراف في مستشفى حمد اهتماما بالغا لإصابات البتر للأطفال، باعتبار أنهم الفئة الأكثر حاجة للتدخل السريع؛ لأن الطفل يحتاج تغيير الطرف مع مراحل النمو، حيث تتم عملية التغيير بشكل منتظم كل 6 أشهر إلى عام، بجانب برنامج خاص بالتأهيل، وتقييم دوري كل شهرين، ومتابعة مستمرة لحالة الطفل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات