عاجل

الخميس 16/مايو/2024

خربة عبد الله اليونس .. شوكة بوجه الاستيطان جنوب جنين

خربة عبد الله اليونس .. شوكة بوجه الاستيطان جنوب جنين

لم يكن الحاج عبد الله يونس مصطفى عباس قبها يعلم حين قطن وحده في تلك التلة الواقعة قرب بلدته الأصلية برطعة الشرقية المعزولة خلف جدار الفصل العنصري جنوب مدينة جنين قبل أكثر من (110) أعوام في أواخر أيام الدولة العثمانية أنه بذلك يكون قد حمى تلك المنطقة من غول الاستيطان.

وبعد أن سكن الحاج عبد الله اليونس في تلك التلة لسنوات، باتت تعرف باسم خربة عبد الله اليونس التي يقطنها اليوم نحو (200) من أحفاده في منطقة ضمت خلف جدار الفصل العنصري منذ عام 2003 ومحاطة بالاستيطان من ثلاث جهات.

وقرية عبد الله اليونس هي الحارس الطبيعي لمحمية العمرة التي تعد من أجمل المحميات الطبيعية في فلسطين، وسيطر عليها الاحتلال بعد بناء جدار الفصل العنصري.

ناضل أهالي خربة عبد الله اليونس لكي يعترف بهم كقرية صغيرة، وهو ما تحقق بعد ذلك، لحمايتها من غول الاستيطان، في حين لا تعترف سلطات الاحتلال بكل ذلك، فهي تصنفها أراضي (ج)، ورفضت منحها مخططا هيكليا يسمح بالبناء على أراضيها حتى وقت قريب.


null

انتزاع المخطط الهيكلي:
عمل الأهالي وبعد سنوات طويل من المتابعة القانونية وبدعم من جهات دولية منها الاتحاد الأوروبي على انتزاع قرار الموافقة على مخطط هيكلي للمنطقة شكل علامة فارقة في تحولهم لقرية يمكن البناء على أجزاء منها.

لسنوات طويلة قبل ذلك اقتطع زياد الكبحة غرفة من منزله لتكون مقرا للمجلس القروي بسبب رفض سلطات الاحتلال بناء مقر رسمي للمجلس إلى أن نجح الأهالي في بناء مقر بعد ذلك أصبح أمرا واقعا حاول الاحتلال عرقلة بنائه وهدمه مرات عدة.


null

ويقول رئيس المجلس القروي إياد قبها لمراسلنا: إن وجود قرية عبد الله اليونس بحد ذاته أحد أدوات مكافحة الاستيطان سيما في هذه المنطقة الحساسة التي تقع بين فكي حزام استيطاني، ولم يترك الاحتلال وسيلة للتضييق عليهم إلا ومارسها.

يمارس المستوطنون الذين يطمعون في السيطرة على أراضي قرية عبد الله اليونس كل أشكال الضغط؛ فهم يحيطون بها من ثلاث جهات، ويعمدون باستمرار إلى الانتشار في المنطقة وإطلاق الخنازير البرية والضغط على دائرة التنظيم والبناء في الإدارة المدنية لتنفيذ قرارات هدم فيها.


null

يقول المزارع خالد قبها لمراسلنا: إن قطعان الخنازير البرية تتلف باستمرار المحاصيل الحقلية ما يمنع كثيرا من أصحاب الأراضي من الاستفادة منها، وهذا مقصود من المستوطنين، فأكثر من ثلثنا يعمل بالزراعة البعلية والمروية، في حين لم يتمكن مزارعون منذ سنوات طويلة من الوصول لأراضيهم، في حين تضررت الثروة الحيوانية بعد تلاشي المراعي.

وتعد بلدة برطعة الشرقية جنوب جنين الامتداد الطبيعي والمتنفس من حيث الوصول لجميع الخدمات لأهالي عبد الله اليونس، فعدا عن أنها امتداد جغرافي لها، فإنها أيضا الرئة الوحيدة بعد أن أصبحت جزءا من (14) تجمعا صغيرا في المنطقة معزولة خلف جدار الفصل العنصري.

معاناة الخدمات:
ولا يوجد بالقرية التي تضم نحو أربعين منزلا أي خدمات باستثناء مسجدها الذي أقيم في المكان الذي كان يصلي فيه الجد الأول عبد الله اليونس، والعلاج يتم في بلدة برطعة في حين يتوجه الأهالي لجنين إذا احتاج الأمر لدخول المستشفى وهي تبعد نحو (25) كلم ومن خلال بوابة جدار الفصل العنصري التي تفتح وتغلق في ساعات محددة ما يؤرق المواطنين.


null

كما يشكل التعليم معضلة للأهالي؛ فالأطفال يضطرون للتوجه إلى بلدة برطعة التي تبعد نحو أربعة كيلومترات من أجل الوصول للخدمات التعليمية بمختلف مراحلها بما فيها روضة الأطفال.

ويناشد المجلس القروي وأهالي عبد الله اليونس العمل على توفير مقومات صمود المواطنين في أراضيهم من خدمات مختلفة ودعم للبرامج والمشاريع والتعامل بنظرة خاصة مع القرى والتجمعات التي تشكل خط دفاع أول في وجه الاستيطان، وهو ما لا يتم بالشكل الكافي حاليا.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات