الثلاثاء 25/يونيو/2024

اعتقال الاحتلال خلية عين بوبين وتعذيب سامر.. التفاصيل كاملة!

اعتقال الاحتلال خلية عين بوبين وتعذيب سامر.. التفاصيل كاملة!

عملية “عين بوبين” الفدائية التي جرت قرب رام الله أواخر أغسطس الماضي، وأسفرت عن مقتل صهيونية وإصابة والدها وشقيقها، عبر تفجير عبوة ناسفة عن بعد، كانت محطة فارقة في عمليات المقاومة بالضفة في السنوات الأخيرة، ووصفتها مصادر عسكرية صهيونية بـ”غير مسبوقة”، و”الصادمة” و”المعقدة”.

اعتقال الخلية

وسمحت الرقابة الإسرائيلية بالكشف عن اعتقال الخلية، ووفقًا لتفاصيل نشرها الشاباك؛ فالخلية مكونة من أربعة عناصر من الجبهة الشعبية برام الله، “واعترفوا بتنفيذهم العملية وتخطيطهم لتنفيذ عملية تفجيرية أخرى، وضبطت عبوة ناسفة أخرى بحوزتهم”، على حد زعمه.

فيما ذكرت القناة “12” العبرية أن مسؤول الخلية هو سامر مينا سليم عربيد (44 عامًا) من رام الله، وهو من كبار قادة الجبهة الشعبية، ومعتقل سابق، وهو الذي أعد العبوة وفجرها في اللحظة التي لاحظ وصول المستوطنين إلى المكان.

وقالت إن الخلية ضمت أيضًا: قسام عبد الكريم شبلي (25 عامًا) من سكان قرية كوبر برام الله، وهو الذي أعد المتفجرات المستخدمة في تصنيع العبوة، وساعد في تركيبها واشترك في تفجيرها.

وتضم أيضًا: يزن حسين مغماس (25 عامًا) وهو ناشط في الجبهة الشعبية، وكان “شريكًا كاملًا في التخطيط وتنفيذ العملية”، واشترك أيضًا نظام يوسف محمد (21 عامًا) وهو ناشط في الجبهة الشعبية بجامعة بير زيت؛ وفق ادعاء الشاباك.

فشل لأمن الاحتلال والسلطة
وقال “أمير بوحبوط” المحلل العسكري لموقع “والا” العبري إن قوات الأمن في الاحتلال عدَّت منذ البداية عملية عين بوبين عملية معقدة ومخطط لها جيداً، حيث احتاجت العملية لتخطيط طويل وتجهيز عبوة ناسفة وتفعيلها عن بعد، وأضاف أن خلية الشعبية أعدتها بإحكام ودقة مما أدى إلى فشل الشاباك باعتقال الخلية وإحباط العملية قبل حدوثها.

ويرى المحلل أن الجبهة الشعبية تعدُّ حركة صغيرة نسبياً مقارنة بحماس والجهاد الإسلامي، ولكن تقوم الجبهة الشعبية كل عدة أعوام بإثبات قدرتها على تكوين خلايا مجهزة بمعلومات وخبرات عسكرية وتنجح بتنفيذ عمليات صعبة.

وعرض “بوخبوط” بعض الأسئلة التي ما زال الشاباك لم يجب عنها كمن يقف وراء تمويل الخلية، وهل كان هنالك علاقة لقيادات من الجبهة الشعبية بسجون الاحتلال في هذه العملية، وكذلك هل يوجد هنالك خلايا أخرى جاهزة في الضفة الغربية وتنتظر دورها لتنفيذ عمليات أخرى.

ويرى المحلل أن مشاركة رئيس الخلية سامر عربيد بالعملية يعدُّ شيئاً نادراً وذلك بسبب عمره الذي يبلغ (٤٤) عاماً، ولكن عند فحص تاريخ الأسير عربيد فهذا ليس غريباً، فقد كان معتقلاً لدى الاحتلال، وكذلك كان معروفاً بتصنيع العبوات الناسفة، وكان مطارداً للاحتلال خلال الانتفاضة الثانية.

وأضاف “بوحبوط” بأن الخبرة الطويلة لها تأثير كبير في تشكيل الخلايا العسكرية وتحويل المعلومات العسكرية لهم، وكذلك فإن سكن الأسير سامر عربيد قائد الخلية والأسير يزن مغماس في رام الله يعدُّ فشلاً استخباراتياً لأجهزة الأمن الفلسطينية التي تعمل دائماً لإحباط عمليات المقاومة في الضفة، وهذا يؤكد مدى جهوزية الخلية والإحكام الذي كانت به، على قوله.

اعتقالات في صفوف الشعبية وتعذيب سامر
كما أبدت صحف الاحتلال اهتماما باعتقال الخلية، وقال موقع “والا” إنه وبعد اعتقال منفذي العملية، شن الاحتلال، حملة اعتقالات واسعة لعناصر الشعبية بالضفة.

من جانبها، أفادت صحيفة “معاريف” العبرية، أنه تم نقل الأسير سامر عربيد، 44 عاما، مسؤول خلية دوليب، إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية خلال التحقيق معه.

كما ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الشاباك حصل على تصريح قانوني خاص، لاستخدام أساليب تحقيق استثنائية مع الأسير عربيد، وأضافت أنه تعرض للضرب المبرح، والتعذيب الشديد.

“قنبلة موقوتة”
كما وصف جهاز الشاباك الأسير عربيد بأنّه “قنبلة موقوتة”، مشيرًا إلى أنه “أخضعه لتحقيق مشدّد بهدف منعه من تنفيذ عمليات سريعة كان يخطط لها”، على حد زعمه.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن الشاباك قوله إن اعتقال عربيد منع تنفيذ عمليات خطيرة أخرى، على حد قوله.

أما عدنان أبو عامر، وهو خبير في شؤون الاحتلال، فقد كتب: حين يعلن الاحتلال عن دخول قائد خلية عملية دوليب سامر العربيد بحالة موت سريري، لأن الشاباك حقق معه بوصفه “قنبلة متكتكة”، فهي فرصة للتعرف على أساليب التعذيب التي مر بها لانتزاع الاعترافات منه.

يضيف: في هذه الحالة يستخدم المحققون الإسرائيليون الهز والضرب، وصولا لتكسيح المعتقل، والمنع من النوم، وإرغامه على البقاء في وضعية “ربضة الضفدع” مدة طويلة، أو “حالة الموزة”، فيكون ظهره على مقعد، ورجليه ويديه مكبلة، وهزه حتى فقدان الوعي.

زوجة سامر تدعو للتدخل

كما ناشدت نورا مسلماني، زوجة الأسير سامر العرابيد المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياته.

وأكدت في حديث صحفي، أن زوجها يشهد وضعا صحيا بالغ الخطورة، وهناك خطر حقيقي على حياته بسبب وحشية الاحتلال وأسلوبه الفاشي في التعذيب اللاإنساني الذي مارسه بحقه.

وأضافت ان الاحتلال منعها من زيارته للاطمئنان عليه، وأنها تتواصل فقط مع المحامي الذي طالب بتدخل فوري وعاجل لمتابعة وضعه الصحي.

وأشارت إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا عليه بالضرب، ووجهوا له الشتائم خلال اعتقاله، وعبثوا بمحتويات المنزل خرابا ودمارا، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياته.

إدانات
وفي السياق، عدَّ مكتب إعلام الأسرى أن اعتداء الاحتلال على الأسير سامر عربيد أثناء التحقيق معه باستخدام التعذيب القاسي، جريمة نكراء وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية.

وقال مدير المكتب ناهد الفاخوري: “إن ما أقدم عليه الاحتلال يعدُّ جريمة بشعة بحق الأسير سامر عربيد أثناء التحقيق معه من خلال ممارسة التعذيب القاسي ضده وبشكل همجي وإجرامي استدعى نقله إلى المستشفى بحالة حرجة جدًّا”.

وأضاف؛ “هذه الجريمة النكراء لهي انتهاكٌ صارخٌ لحقوق الإنسان ولكل الأعراف والقوانين الدولية، والتي تُظهر الوجه الحقيقي للاحتلال”.

كما طالب مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، المؤسسات الحقوقية والدولية بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي لإنقاذ حياة الأسرى في سجونه، في أعقاب نقل المعتقل سامر عربيد لمستشفى هداسا بحالة خطرة بعد تعرضه للتعذيب.

ولفت حمدونة إلى استشهاد عدد كبير من الأسرى في أقبية التحقيق بلا رادع أو التزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني.

ولفت حمدونة إلى أن أساليب التعذيب المشرعنة تسمى “وسائل خاصة”، ووصفت المحامية الإسرائيلية أفرات برغمان سبّير هذه الشرعنة سابقاً أنها “تراجع ملموس عن الموقف الأخلاقي والقانوني الذي تقرر بشأن التعذيب في العام 1999، وبموجبه يحظر التعذيب بشكل مطلق ومن دون استثناءات”.

“سلوك عنجهي”
هذا؛ وقال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم: إن الاحتلال يُثبت في كل مرة حجم الإجرام الذي يحكم سلوكه المتجرد من كل القيم والأخلاق الإنسانية، والمتعارض بالكامل مع كل القوانين والأعراف الإنسانية.

وأضاف قاسم في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن إعلان الاحتلال إدخال الأسير سامر العرابيد للمستشفى بعد تعرضه للتعذيب الشديد على يد الشاباك، هو سلوك عنجهي غير مسبوق حتى في أبشع حالات الاستعمار في العالم.

وأشار إلى أن المئات من الأسرى الذي قضوا تحت التعذيب والإهمال في سجون الاحتلال، سيظلون وصمة عار في جبين هذا المحتل الأرعن، وعلى جبين المطبعين والمنسقين أمنيًّا مع جيش الاحتلال.

كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ماهر عبيد، على أن العدو الصهيوني مستمر في إجرامه وساديته، ويُشرعن أساليب التعذيب والقتل المخالف لكل الشرائع والقوانين، بقصد كسر شوكة شعبنا وصموده.

وأوضح بأن ما تعرض له المعتقل سامر عربيد من وحشية أثناء التحقيق تؤكد على استمرار أجهزة الاحتلال الأمنية اعتماد أساليب التعذيب بهدف القتل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...