الجمعة 10/مايو/2024

الطائرات المُسيرة.. هل تقلب معادلة الميدان مع الاحتلال؟

الطائرات المُسيرة.. هل تقلب معادلة الميدان مع الاحتلال؟

الحديث عن خطورة الطائرات المسيّرة كأداة قتالية في الإقليم المستعر بالحروب والصراعات ليس هذراً؛ فعلاوةً على مهمات تلك المركبات الاستخبارية فبإمكانها قصف أهداف نوعية وإستراتيجية، ما يبدد كثيرًا من الحواجز الطبيعية والعسكرية.

قبل أسبوعين أعلن جيش الاحتلال أن حوّامة انطلقت من غزة ألقت قنبلة صغيرة على مركبة عسكرية إسرائيلية قرب حدود غزة، صحيح أن الأضرار كانت مادية ومحدودة لكن ما جرى يفتح سؤالاً عن مستقبل تلك الطائرات في الصراع.

واستخدم الجيش الإسرائيلي منذ عام 2002م أنواعًا كثيرة من طائرات دون طيار قتلت وأصابت المئات في حين تبدو سماء الأراضي المحتلة في غزة والضفة دوماً ملبّدة بأسراب من طائرات تنفذ مهمات استخبارية واستطلاعية دون توقف.

وبالنظر إلى تاريخ ومهمات الطائرات دون طيّار في جبهات غزة وجنوب لبنان وحتى اليمن والعراق وسوريا وإيران تبدو الطائرات المسيّرة جزءًا حاضراً من معادلة إقليمية تتخطى الحواجز وتفاجئ الخصوم.

معادلة جديدة

انتهى شهر العسل الإسرائيلي الممتد في سماء فلسطين من سنوات طويلة، وأضحى بالإمكان التجوّل في فضاء الحدود وتهديد المنشآت العسكرية على جبهات عدّة.

ونجحت فصائل المقاومة منذ عشر سنوات في إسقاط عدد من تلك الطائرات بواسطة اختراق منظومتها التكنولوجية أو استهدافها بالنيران الخفيفة، وتطوّر أداؤها لاحقاً حين امتلكت عدداً منها نفذت مهمات استطلاعية قرب الحدود.

ويقول محمد مصلح، الخبير في الشأن الإسرائيلي: إن الطائرات المسيّرة ستكون عنوان الحرب القادمة مع الاحتلال؛ فهي أقل كلفة، وتتعدى حدود الجغرافيا، وقد تحقق انتصارات.

ويضيف في حديث لمراسلنا: “هي سلاح الحروب القادمة، وبإمكانها تغيير النظرية الأمنية والعسكرية والتفوق على تكتيكات الأنفاق والعوائق الأرضية، لكن يلزمها معلومات منتظمة حتى تستخدم بفعالية”.

ولا شكّ أن (إسرائيل) تمتلك تكنولوجيا معقدة ومتطورة في الطائرات المسيّرة، لكن هذا النوع من الأدوات بعضه قليل الكلفة وغير معقّد، وبإمكانه إزعاجها.

وتمتلك (إسرائيل) أنواعاً كثيرة من الطائرات دون طيّار مزوّدة بتكنولوجيا متطوّرة تستخدم في مهمات استخبارية وعملياتية باعت عدداً منها لدول عدة؛ ما عزز من قوتها الاقتصادية، وخدم موقفها السياسي.

ويشير اللواء يوسف شرقاوي، الخبير العسكري: إن استخدام الطائرات دون طيّار مؤخراً هو إعادة تفعيل لسلاح غائب كان قديماً فقط للمراقبة، ثم استخدمه الاحتلال لاحقاً للاغتيالات، وكرر تجربته الأمريكان في العراق وأفغانستان وسوريا.

ويتابع لمراسلنا: “إسرائيل التقطت خطورة الأمر عندما اغتالت المهندس الزواري، واستبقت الأمور؛ لأن تطوّر استخدام تلك الطائرات يحسّن من رماية المدفعية والصواريخ، ويعزز القدرة الاستخبارية”.

الخطير بالنسبة للاحتلال هو وصول مهمات الطائرات المسيّرة إلى العمق، وليس فقط قرب الحدود؛ ما يدعم جسر الهوّة، حسب رؤية الخبير شرقاوي في قدرات التسليح.

صناعة الأحداث

ولا يقتصر تأثير الطائرات المسيّرة على مهمات عملياتية في أتون المهمات العسكرية؛ فمن شأنها صناعة أحداث والتأثير إستراتيجياً في مجريات المشهد، وخير مثل قصف شركات النفط في السعودية مؤخراً، وسيطرة الاحتلال على ميدان المعارك في جولاته مع المقاومة.

ويؤكد المحلل مصلح أن الاحتلال وظّف الطائرات دون طيار لصناعة الأحداث، واستفاد من بيع تلك التقنية اقتصادياً وعسكرياً، لكنها الآن أضحت سلاحا مضادا له؛ لأنه لم يعد المالك الوحيد لها.

وبالنظر إلى ساحة الاحتلال التي تشهد استخداماً فاعلاً للطائرات المسيّرة يبدو الأمر أكثر تعقيداً مما دفع كثيرًا من المراقبين في (إسرائيل) لوصف الحالة أنها ستصبح مستعصية.

ويقول المحلل مصلح: إن الطائرات تتخطى الجدران، ما يمنح المقاومة معلومات كان الاحتلال قديماً يخفيها خلف السلك الفاصل، لكن الأهم هو الانتقال من مربع جمع المعلومات لانتقاء الأهداف النوعية في عمق الاحتلال.

ويلفت الخبير شرقاوي أن الطائرات المسيّرة لا يخلو التعامل معها من فصول صراع الأدمغة، وأن (إسرائيل) تطوّر أسراباً منها لكن المقاومة مدعوّة للتكيّف حتى تجري تعديلاً في مسار المواجهة.

ورغم أن الأنفاق شكلت كابوساً للاحتلال في العقد الماضي على جبهات الحدود إلا أن الخطر الجديد القادم من أعلى يوّفر ساحةً جديدة كانت قديماً حكراً على جيش الاحتلال خاصّة إذا تطوّر استخدام الطائرات المسيّرة من نطاق جمع المعلومات إلى الضرب في العمق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...