الجمعة 10/مايو/2024

طائر السمان.. غزة تستقبل مهاجري أوروبا رغم الحصار

طائر السمان.. غزة تستقبل مهاجري أوروبا رغم الحصار

كعادته، ما أن يقترب شتاء أوروبا القارس، حتى يبدأ طائر السمان (الفر) بالفرار نحو الأجواء الدافئة، وفي مقدمتها منطقة قطاع غزة.

وعلى مقربة من شاطئ البحر، جهّز صيادو غزة شباكهم من أجل استقبال الطائر المهاجر، علّ أسعاره الزهيدة تسكت بطون أبنائهم الجائعة، أو تسد بعضا من مستلزمات حياة باتت مرهقة في ظل حصار اقتصادي مطبق.


null

ويحظى طائر السمان الذي يفر من شباك الصيادين في غزة بمعاملة لطيفة، حيث تفتح له الطريق للتمتع بموسم مميز والعودة إلى موطنه بعد ذلك.

ومع ساعات الفجر يستيقظ الصياد الخمسيني أبو هاشم الأسطل برفقة أبنائه لممارسة هوايتهم الموسمية باصطياد طائر السمان، حيث يبدأون بتفقد الشباك الممتدة على طول 150 مترا بالقرب من شاطئ بحر مدينة خان يونس.

ويوضح الأسطل الذي ورث هذه المهنة عن والده، أن طيور السمان تصل منهكة ومتعبة إلى شواطئ قطاع غزة، بعد سفرها لمسافات طويلة تزيد عن ثلاثة آلاف كيلومتر لتستريح على اليابسة، فتصطدم بالشباك الممتدة على مساحات واسعة من شاطئ البحر، وتعلق بداخلها وتقع فريسة فيها.


null

وما أن تقع بعض الطيور في الشباك المائلة للون الأبيض، حتى يبدأ أبناء الأسطل بتسليكها من الشباك بعناية، ويضعونها في قفص في انتظار المشترين الذين يتجولون بسياراتهم ودراجاتهم النارية من أجل الحصول على هذا الطائر.

ويجمع أبو هاشم أعداد قليلة من الفر في اليوم تكاد تصل في أقصاها لزوجين أو ثلاثة، في حين تأتي بعض الأيام لا يصطاد خلالها أي حبة.

ويستذكر قبل سنوات ماضية عندما كانت أسراب السمان تتوافد بكثرة إلى شواطئ القطاع ليصل معدل ما يصطاده في اليوم إلى 20 زوجا.

ومع هبات نسيم البحر يستيقظ الشاب العشريني إسماعيل العقاد مع ساعات الفجر لممارسة عمله الموسمي بشراء طائر السمان من الصيادين ويبيعه على حسب الطلب.

ويستغل العقاد صاحب الـ26 عاما هذا الموسم بالتجارة بطائر الفر، ليتحصل على مبلغ خمسة شواقل في كل زوج من السمان.

وحسب العقاد فإنه يشتري الفر من الصيادين بـ 20 شيقلا (5 دولارات ونصف) ويبيعها للزبائن بـ 25 شيقلا، مستغلا صفحته على “فيسبوك” من أجل تسويق بضاعته.

ويلفت إلى أنه ومع ساعات الصباح يستقل دراجته النارية ليجوب بها شاطئ بحر رفح وخان يونس، ليجمع ما يتم اصطياده من طيور السمان وتوفيرها لزبائنه.

ويعد صيد (الفِرّ) –يعرف أيضا بطائر السمان والسلوى- مصدر دخل متواضع لبعض العائلات في قطاع غزة، لكن ذلك الرزق مرتبط بموسم هجرة الطائر، وهي فترة النصف الثاني من شهر سبتمبر/أيلول من كل عام.


null

وتشكل فلسطين أحد المسارات الرئيسة للطيور المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا خلال شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، فيما تعود إل مواطنها الأصلية مرة أخرى في نهاية الربع الأول من العام.

وأفاد خبراء في التغذية والأمراض بأن بيض السمان يساهم في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة وقرحة الإثني عشر، إضافة إلى مساعدته في علاج فقر الدم، وزيادة مستوى الهيموغلوبين، ويساعد في إزالة السموم والمعادن الثقيلة من الدم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...