الخميس 09/مايو/2024

إضراب الأسرى إلى أين؟

ناصر ناصر

تحرك الأسرى الفلسطينيون في الكثير من أقسام سجون الاحتلال من جديد، وعبر أفواج من المضربين بلغت قرابة 150 أسيراً يقف على رأسهم الأسرى القادة محمد عرمان وعباس السيد وعثمان بلال وغيرهم، لإلزام سلطات السجون بتنفيذ تعهداتها السابقة في تفاهمات أبريل 2019، حيث نفذت نصف تعهدها بتركيب أجهزة الهواتف العمومية، ولم تلتزم حتى الآن بحل مشكلة الإشعاعات المنبعثة من أجهزة التشويش التي تضر بالصحة وتمنع التقاط بث الراديو والتلفزيون.

فإلى أين يتجه هذا التحرك النضالي للأسرى؟

ركبت مصلحة السجون أجهزة تشويش إضافية لدعم منظومة أردان للتشويش بعد أن فشلت وحدها بمنع مطلق للمكالمات الهاتفية من الأجهزة المهربة، في إصرار عجيب وغريب على استمرار عمل الأجهزة رغم انتهاء أسباب وجودها بالاتفاق والتنفيذ الكامل، والتأكد من إخلاء أي قسم يتم تركيب هواتف عمومية فيه من كل الأجهزة والهواتف النقالة المهربة. فلماذا التشويش طالما لا توجد أجهزة مهربة؟ أم أنه الغباء الناتج عن العنجهية والإصرار الشكلي على عدم تراجع أردان عن منظومته للتشويش على حساب صحة وسلامة الأسرى.

لوحظ تراجع في توجه مصلحة السجون لحل معين مع الأسرى منذ صباح الأحد 15-9، ويبدو أن ذلك ناتج عن سببين: الأول: استمرار التحريض ونشر الكثير من الأكاذيب من بعض وسائل الإعلام، ومنها: الكاتب المتخصص في التحريض على حماس غوش براينر في هآرتس الذي ينقل عن مصادر مشبوهة داخل السجون، ويسعى بالتنسيق مع جهات مستفيدة لمنع وإحباط أي تفاهمات بين الأسرى ومصلحة السجون، مما يتسبب في زيادة التصعيد والتوتر داخل السجون.

أما الثاني: فهو ما تردد من أنباء حول تقديم بعض أعضاء الكنيست مساءلة لوزير الأمن الداخلي أردان حول الأنباء عن نية مصلحة السجون (الخضوع) لمطالب الأسرى ورفع أجهزة التشويش، والتي تعد على نطاق واسع مشروعا شخصياً استخدمه الوزير أردان لكسب أصوات ناخبي مركز حزب الليكود، وهو ما تم له فعلا، وما زال يأمل أن يساعده ذلك في انتخابات الكنيست 17-9-2019، فلطالما كان موضوع (إيذاء الأسرى) داخل السجون ورقة رابحة في أوساط جماهير واسعة في “إسرائيل”.

من الممكن أن يتحرك المستوى السياسي في “إسرائيل” وتحديدا بعد الانتخابات، لكن ليس قبل أن يدفع الأسرى ثمنا باهظا من صحتهم ومعاناتهم لحل هذه الأزمة، لمعرفته مدى تأثير إضراب الأسرى على الأوضاع الأمنية في الساحة الفلسطينية، فتجربة إضراب الإداريين، ثم أسر ثلاثة مستوطنين، ثم اندلاع حرب 2014، إضافة إلى تجربة إطلاق صواريخ، وحوادث قنص من فصائل المقاومة ضد أهداف إسرائيلية نصرة للأسرى، كل ذلك ما زال حاضرا في أذهان متخذ القرار في “إسرائيل”، فالشعب الفلسطيني لا ينسى أسراه أبدا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات