الجمعة 10/مايو/2024

إسرائيل تزرع الوجع والحرمان في منزل الأسير إياد أبو زهرة

إسرائيل تزرع الوجع والحرمان في منزل الأسير إياد أبو زهرة

شتت “إسرائيل” شمل العائلة، وحرمت الأطفال من والدهم، وأضحى تجمعهم معه على مائدة واحدة حلم، بعد أن غيبت بسطوة المحتل وصلفه سند البيت وعموده “إياد أبو زهرة”، خلف القضبان.

وديع إياد أبو زهرة (7 أعوام) من سكان مدينة نابلس، طفلٌ يفتقد والده الأسير في كل لحظة، ويتمنى لو أنه يرافقه في كل تفاصيل حياته؛ كما آباء الأطفال الذين يعرفهم.

قبل يومين توجه بالسؤال لأمه حين عاد من دورة تحفيظ القرآن وقال لها ما معنى كلمة “إشهار”، لاحقاً فهمت منه أن أطفال الجيران الذين يذهبون معه إلى دورة التحفيظ جاء آباؤهم واصطحبوهم عصراً إلى عقد قران أحد الشبان، فأوضحت له بأنها مناسبة يجتمع فيها الرجال عند العريس ويقدمون له مباركتهم.

تفاصيلٌ كهذه آلمت قلب أمٍ وطفلٍ في الوقت ذاته، حين قال نجلها، بوجهٍ طفوليٍ حزين “أتمنى لو أذهب مع أبي مثلهم، وأتمنى لو أذهب أيضاً للصلاة مع أبي كأبناء عمي وأبناء الجيران حين يصطحبهم آباؤهم”.

لا بد أن يكون الأسير إياد وديع أبو زهرة (42 عاما) من نابلس، يفكر بلحظات حرمه الاحتلال من قضائها مع أطفاله الثلاثة.

الأسير وديع تعرض لاعتقالاتٍ عدة وحرم طويلاً من عائلته، ففي بداية حياته اعتقل أربع سنوات في سجون السلطة، وتعرض خلال انتفاضة الأقصى لإصابة عن طريق قناصة، وتم إزالة جزء من رئته اليسرى نتيجة ذلك.

ومكث مطارداً مطلوباً لدى الاحتلال عقب ذلك مدة عام، قبل أن يتمكن الاحتلال من اعتقاله عام 2003، ويصدر بحقه حكماً بالسجن تسع سنوات، أمضاها كاملة ومن ثم نال حريته عام 2012.

غياب الأسير أبو زهرة أفقده حقه في استقبال ابنته البكر تالا (16عاماً) حيث رزق بها بعد اعتقاله، ولم تتمكن من عيش حياة طبيعية رفقته، مثل شقيقها وديع (7أعوام) وتولين (4 أعوام) واللذين رزق بهما بعد حريته من اعتقاله الأول، تالا وأشقاؤها عاشوا مع والدهم في فضاء الحرية قرابة الثلاث سنوات ونصف فقط، قبل أن يعتقله الاحتلال مجدداً عام 2015، ويوجه له تهمة المشاركة في عملية ايتمار عام 2015، والتي أسفرت عن قتل مستوطن وزوجته.

في ذلك الوقت كان الاحتلال يهدد بهدم منزل عائلة أبو زهرة، قبل أن يرفع قرار الهدم لاحقاً، ويصدر بحق الأسير إياد أبو زهرة حكماً بالسجن سبع سنوات، لقاء تهمة المشاركة في العملية، وليقضي سنوات اعتقاله حاليا في سجن النقب الصحراوي.

لم يكن الوضع هيناً على زوجة الأسير إياد أبو زهرة، أم وديع، لكنها تمكنت من تسيير حياة أطفالها في دراستهم وتربيتهم واحتياجاتهم كما لو كان أباهم موجوداً، وتؤكد أنهم كلما كبروا تزداد مسؤولياتها اتجاههم.

ابنة الأسير أبو زهرة، تالا سيصبح عمرها عما قريب 16 عاماً، وهي لم تعش مع والدها سوى ثلاث سنوات ونصف، ولا تستطيع والدتها أن تتخيل أنها ستكون السنة القادمة منشغلة بامتحانات الثانوية العامة، ولن يكون والدها بجانبها.

تقول الوالدة: “كنت حاملاً فيها حين اعتقل اعتقاله الأول، أهم مراحل حياتها ودراستها لم يكن حاضراً فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لشقيقها وديع الذي أصبح بحاجةٍ لأبيه أكثر من أي وقتٍ آخر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...