الجمعة 26/أبريل/2024

أحمد.. طفلٌ فلسطيني فقد عينيه يحلم بالعلاج والعودة للمدرسة!

لا يملك الطفل أحمد عينين حتى يبكي! منذ يوم إصابته أقصى ما يحلم به هو العودة لمقعد الدراسة وتلمّس الألوان من حوله.

وكان الطفل أحمد علي (16 عاماً) من مخيم النصيرات أصيب قبل أشهر عندما انفجرت أنبوبة غاز مشتعل محلي الصنع يستخدم في لحام السيارات ما أدى لحروق في عينيه وفقدانه البصر.

ويحتاج الطفل أحمد إلى عملية عاجلة لكن زراعة القرنية تكلّف عملية لكل عين بـ(10-15) ألف دولار، وبعد انسداد جميع السبل في وجه أسرته تفرّقت أسرة والده وأطفالهم المكونة من (25) فرداً في منازل مستأجرة وعرض والده منزل الأسرة للبيع البالغة مساحته (96) مترا مربعا.

وتعاني غزة المحاصرة من نقص في مواد كثيرة قابلة للاشتعال؛ ما دفع أصحاب المهن للاستعاضة عنها بمواد بديلة غير آمنة أدت لسقوط ضحايا وجرحى في عشرات الحوادث.

عجز وصمت

يتكوّم الطفل أحمد في زاوية الحجرة مفضلاً الصمت خلال رواية والده لرحلة المعاناة وتكلفة العلاج الباهظة التي بدأت قبل سبعة أشهر حتى وصلت إلى عجزهم عن إجراء العملية الجراحية.

ويقول والده حسن علي: إن ابنه كمال يعمل في ورشة لحام، وإن منع الاحتلال مادة (كربيد الكالسيوم) التي تخرج غاز (الإيستيلين) فاستبدله بمادة (صودا كاوية مع ألومنيوم) كبديل لإتمام عملية لحام السيارات.

ويضيف لمراسلنا: “كنت أنا وأحمد بجواري عندما انفجرت الأنبوبة فأصبت بحروق في بطني وذراعي وعيني، وأصيب طفلي أحمد بحروق شديدة في عينيه وأنفه؛ ما أدى إلى تلف وتآكل في قرنية عينيه، وهو بحاجة إلى زراعة قرنية وخلايا جذعية وإزالة شظايا من عينيه”.


الوالد

وتنقل أحمد بين مستشفيات قطاع غزة والضفة ومصر متحملاً نفقات باهظة لعلاج الحروق في وجهه وعينيه أوقعت الأسرة في ديون تقدر بآلاف الدولارات.

متفوق لا يرى

يحتفظ أحمد بأوراق وتقارير طبيّة تتحدث عن حالته الصحية، وقد بدت الحروق واضحة في وجهه الذي تتوسطه عينان تلونتا بالأبيض من شدّة الحروق.

يناشد أحمد أصحاب القلوب الرحيمة أن يساعدوه كي يستعيد بصره مضيفاً: “هذا قدر الله. أنا ممكن أن أرى من جديد، وأدعو رئيس السلطة محمود عباس ومسؤولي الحكومة أن ينظروا لمعاناتي. كل ما أتمناه أن أرى وأعود للدراسة وقراءة القرآن الذي أحفظ الكثير منه”.

ويتابع في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “زملائي يذهبون للمدرسة وأنا محروم من رؤية الكتب. آخر سنة حصلت على معدل 97.8%. أنا أحب كثيراً اللغة الإنجليزية ومتفوق فيها، لكنني الآن لا أرى شيئًا!”.

ويتجشّم حمدي -شقيق أحمد- عناء التواصل اليومي مع مختلف المؤسسات والشخصيات؛ أملاً في الوصول إلى حل؛ لأن تأخير إجراء العملية الجراحية قد يحرم أخاه من إمكانية الرؤية مستقبلاً.

يقول حمدي لمراسلنا: “كل يوم أرى أخي يعاني، يقول لنا: أعيدوا لي عيني. أريد أن أرى من جديد، أصبح شقيقي انطوائيًّا، عملت مناشدات لجميع المسئولين والتجار وأهل الخير حتى يساعدونا، ولكن دون جدوى، والآن تركت أنا وأشقائي وأطفالنا البيت وعرضناه بواسطة الانترنت للبيع، ولكننا لا نقوى على تكلفة العلاج أو العملية”.


حمدي شقيق أحمد

ومنذ أيام تتلقى أسرة الطفل أحمد علي اتصالات من سماسرة وتجار يسألون عن ثمن المنزل المعروض للبيع والذي اضطر معظم سكانه لهجرته لعلّ بيعه يؤمّن جزءًا من تكلفة العمليات الجراحية.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...