الشرطي خليفة.. عاش فقيرًا ورحل مظلومًا

“أبي فوق في السماء..” تهزّ هذه الجملة التي يكررها محمد (5) سنوات ابن الشهيد الشرطي وائل خليفة مشاعر كل من يسمعها من الأقارب والجيران منذ لحظة استشهاده.

مخيم البريج بأكمله حزين على فراق رجل الشرطة الطيّب وائل خليفة (45 عاماً)، الذي عاش فقيراً ويتيماً ورحل مظلوماً بانفجار نفذه أصحاب الفكر المنحرف وهو يؤدي عمله.

 وكان الشهيد خليفة استشهد -ليلة أمس- مع اثنين من زملائه في تفجير نقطتين لجهاز المرور بمدينة غزة.

null

 غائب عن الأسرة
آخر لقاء أسري جمع وائل بشقيقاته وأشقائه كان بعد عيد الأضحى الماضي عندما اصطحبهم في رحلة إلى شاطئ البحر، وأخبرهم أنه حريص على إدخال السعادة على قلوبهم.

 ويقول رائد شقيق الشهيد وائل: إن توقيت العمل التخريبي الذي نال من أفراد الشرطة خلال تأديتهم علمهم يرمي إلى إرباك الشارع الفلسطيني.

 أما جهاد شقيق وائل فيقول: إنه شاهد شقيقه قبل ذهابه للعمل بساعات وهو يحمل الخضراوات لأسرته، وتبادل معه المزاح.

ويضيف: سألته متى ستعود؟ قال انتظروني. هؤلاء أبناؤه محمد وزين وآدم أكبرهم 5 سنوات وأصغرهم 8 أشهر”.

 المستفيد الأكبر من الحادث الإجرامي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل العدوان على قطاع غزة المحاصر، حسب حديث جهاد شقيق الشهيد وائل.

 حزن وفراق
تتوسط رائدة شقيقة الشهيد وائل حشدًا من النساء متشحات بالسواد وتقول: ” أخي إنسان بسيط أنجب ثلاثة أطفال أكبرهم عمره 5 سنوات. هو دائم الزيارة لبيتي. ما ذنبي أن أحرم منه وما ذنب أطفاله؟! الآن غابت ضحكته عن البيت. أطالب بالكشف عن جريمة اغتياله مع زملائه”.

 وتشير رائدة شقيقة الشهيد خليفة أنها تعيش حالة صدمة من لحظة تلقيها النبأ، مستنكرةً ما جرى مع شقيقها الذي أوصل ابنه البكر إلى رياض الأطفال في يومه الأول قبل أن يخرج للعمل في جهاز الشرطة.

وتضيف: “لماذا حرموا أطفاله الثلاثة من أبيهم؟! ما ذنبه، ماذا فعل؟! لم يؤذ يوماً إنسانًا، وكل الناس تحبه. التقطت صورًا ومقاطع فيديو معه في آخر أيام من حياته كأنه كان مودعاً”.

null
 ويتساءل السيد أبو علي أبو الوفا، أحد أقاربه، الذي كان في انتظار وصول جثمان وائل عن هدف اغتيال رجال الشرطة وهم يؤدون عملهم وواجبهم الوطني في وحدة المرور بجهاز الشرطة بغزة.

 ويضيف: “هذا إنسان مبتسم، لم يؤذ أحدًا. حياته مكرّسة لأسرته وأطفاله فقط. عاش حياة قاسية وعانى اليتم، واليوم يرحل مظلوما”.

وودع الآلاف من أهالي مخيم البريج بعد ظهر الأربعاء جثمان الشرطي الخلوق وائل خليفة الذي ترك رحيله جرحاً غائراً في قلب كل من عرفه في المخيم.

null
null
null