الجمعة 26/أبريل/2024

العمليات بالضفة.. انعكاس لحالة الوعي الفلسطيني ورعب يطارد المستوطنين

العمليات بالضفة.. انعكاس لحالة الوعي الفلسطيني ورعب يطارد المستوطنين

من جديد تعود العمليات الفدائية في الضفة الغربية إلى الواجهة، خاصة في ظل ما تعانيه الضفة من تضييق وتشديد وسلب للأراضي وتغول المستوطنين.

وأحيّت العملية الأخيرة التي نفذت صباح الجمعة من جديد الأمل في نفوس الفلسطينيين، لتؤكد هشاشة منظومة الأمن الإسرائيلية التي يتغنى بها طيلة الوقت.

مخاوف المستوطنين
وعادت العمليات لتثير مخاوف المستوطنين وأجهزة استخبارات الاحتلال، بعد مقتل مستوطنة إسرائيلية (17 عاما) متأثرة بجراحها الحرجة، وأصيب آخران بجروح خطيرة، في انفجار عبوة ناسفة، ظهر الجمعة، قرب مستوطنة “دوليب” المقامة على أراضي قرية الجانية الفلسطينية غربي مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وفق محللين.

ووصف موقع “يديعوت أحرونوت”، العملية التي وقعت قرب مستوطنة دوليب وأدت لمقتل مستوطنة وإصابة آخرين بأنها “مقلقة للغاية”.

ومنذ بداية العام الجاري، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية إحباطها 5 هجمات مشابهة لعملية دوليب التي وقعت أمس في مدينة رام الله.

وأفاد المراسل العسكري للقناة 13 العبرية ألون بن ديفيد، أن المؤشرات تظهر أن من نفذ العملية خلية منظمة حتى لو لم تكن خلية تابعة لتنظيم ما، فهي لديها مختبر متفجرات، ودرسوا إجراءات الأمن في المكان، والعبوة على الطريقة اللبنانية تزن ما بين 3-4 كغم، ومليئة بكرات حديدية/ شظايا.

صعوبة الأوضاع الميدانية
من جهته؛ علّق طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، أن ازدياد العمليات في الضفة الغربية يدل على صعوبة الأوضاع الميدانية على المواطنين والسكان.

وذكر عوكل في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن من الأسباب التي تدفع لمثل هذه العمليات، هو ثقل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، وكثرة الحواجز التي تقطع الضفة الغربية، والانتهاكات التي يمارسها بحق المواطنين.

وأوضح أن هذا الثقل الواسع بدأ يؤثر على الأفراد بشكل كبير وليس على الفصائل أو السلطة بشكل خاص، لافتا إلى أن المبررات كثيرة لكي يبادر الشبان وغيرهم لتنفيذ العمليات الفردية.

وأضاف: “كلما اشتد الضغط الإسرائيلي لتنفيذ مخططاته الواضحة والمكشوفة، فإنه من المؤكد سيكون هناك ردود فعل أوسع لا تقف عند حدود ما تفعله الفصائل، وإنما سيكون الصراع شاملا، وسيجعل الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات”.

وأكد عوكل أن العمليات في الضفة تؤثر بشكل كبير على الاحتلال، موضحا أن “إسرائيل” متخوفة من انفجار الوضع في الضفة أكثر من قطاع غزة بسبب وضوح المخططات الإسرائيلية وتنفيذها على أرض الواقع بشكل سريع.

وأشار إلى أن “إسرائيل” تحاول استثمار الوقت فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى على وجه التحديد، وفيما يتعلق بالاستيطان والسيادة على جزء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، الأمر الذي يسرع من حالة الصدام.

وحول التحديات التي تواجه مثل هذا النوع من العمليات؛ أكد عوكل أن الانقسام الداخلي الفلسطيني أحد أهم التحديات كون الفصائل لا تثق ببعضها البعض سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، من خلال محاولة كل طرف الحد من حركة الطرف الآخر.

وأضاف: “التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يلعب دورا بارز في الحد من تنفيذ مثل هذه العمليات، إضافة إلى الحسابات السياسية المختلفة بين الضفة وغزة”.

انعكاس لحالة الوعي
بدوره وصف الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني عودة العمليات في الضفة بأنها انعكاس لحالة الوعي الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية، في ظل ما تقوم به “إسرائيل” من استيطان وتهويد وتعذيب واعتقال للمواطنين، إضافة لسلبها أموال المقاصة.

وأشار الدجني في تصريح خاص”للمركز الفلسطيني للإعلام“، أن عودة العمليات بمنزلة رد فعل من الشبان على الاحتلال ومستوطنيه وعلى كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده من ويلات الاحتلال.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أن أصل العلاقة مع الاحتلال هو الاشتباك، وبالتالي فالعمليات أحد أشكال هذا الاشتباك.

وأكد أن تأثير هذه العمليات على الاحتلال كبير، حيث أن الجانب الأمني للاحتلال لا يمكنه توقع هذه العمليات أو وقفها، كونها نابعة من داخل المنفذ نفسه، وقد يكون لا يعلم بالعملية أو آليات تنفيذها سوى الفرد نفسه، الأمر الذي يصعب على أجهزة استخبارات الاحتلال توقعها أو كشفها.

ولفت إلى وجود اعتبار مهم لهذه العمليات؛ وهو أن تستثمر السلطة الفلسطينية هذه العمليات من أجل الضغط على الاحتلال بإعادة أموال المقاصة، ضمن سيناريو الفراغ السياسي أو الفراغ الأمني المحدود.

وأوضح الدجني أن أهم التحديات التي قد تواجه منفذي العمليات هو غياب التنظيم والرصد والعمل الذي من شأنه أن يكبد الاحتلال خسائر كبيرة، مقارنة بالعمليات المنظمة التي يكون لها تخطيط وتنظيم جيد الأمر الذي يحقق خسائر أكبر في صفوف الاحتلال.

وأشار إلى أنه في ظل ما تعانيه الضفة الغربية من تنسيق أمني، وتقويض لدور الفصائل والعمل المنظم؛ فإن العمليات الفردية تعد بديلا جيدا في هذه المرحلة من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن الهدف واحد من جانب الاحتلال، وهو إحباط الحالة الوطنية والوعي الوطني الجمعي الفلسطيني، ودفعه باتجاه الهجرة والعزوف عن الوطنية، خاصة بعد التشويه المتعمد للقادة وأبنائهم، وتغيير الصورة الناصعة للمقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج.

مباغتة ونوعية
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إن العملية باغتت الجيش بنوعيتها، وكذلك المستوى السياسي الذي يتخبط الآن عبر تصريحات مجنونة؛ خاصة من مجرمي الاستيطان في الضفة، وحتى يسار الوسط الذي استنكر العملية.

وأضاف القرا في تصريحات صحفية، أن أربع عمليات شهدتها الضفة الغربية خلال شهر، قتل فيها جنود ومستوطنون بين دهس وطعن وإطلاق نار، واليوم عبر عبوة ناسفة.

وتابع: “الضفة تشتعل دوما، ومع الوقت ينجح المقاومون في تسديد الضربات رغم الجهد الأمني الذي يتم عبر التنسيق الأمني، مشيرا إلى أن العمليات تهشم نظرية الأمن التي بناها الاحتلال في الضفة الغربية”.

ومضى يقول: “العملية جاءت في وقت انتخابي حساس، وقبل أيام من التصويت، لذلك تعلو صرخات الانتقام والدعوات لتنفيذ الاغتيالات وقتل الفلسطينيين”.

وأكد القرا أن العمليات ستتواصل، والعملية القادمة قد تكون مجرد ساعات أو أيام على أبعد تقدير.

وأشار إلى أن دعوات المستوطنين وقادة الاحتلال لتنفيذ اغتيالات في غزة يجب أن تؤخذ بالحسبان والحذر في سياق حالة الفشل التي يتعرض لها نتنياهو وحزبه وجيشه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...