تهجير غزة وهوس إسرائيل الديموغرافي

أعادت تصريحات المصدر السياسي الكبير والمرجح أن يكون رئيس الوزراء نتنياهو –نفسه – التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنها هآرتس 20-8، حول قيام دولة الاحتلال بخطوات عملية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، التذكير بما يسمى إسرائيليًّا الخطر الديموغرافي أو شبح الديموغرافيا؛ أي ضمان أغلبية يهودية في البلاد، والذي رافق المشروع الصهيوني الكولونيالي الاستيطاني منذ نشأته. فلماذا تهجير غزة؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وهل هناك احتمالات عملية لتطبيقه؟
استخدمت “إسرائيل” أسلوب التهجير بكل الوسائل، ومنها التطهير العرقي للتخفيف من أعداد الفلسطينيين في أرض فلسطين قدر الإمكان، ولتحقيق هدف الصهيونية الأول، وهو فرض أغلبية يهودية في فلسطين العامرة بأهلها منذ عمق التاريخ، لم يحقق هذا الأسلوب وحده النتائج المرجوة، فجلبت عشرات آلاف اليهود من العرب وغيرهم، لتنجح في إقامة دولة “إسرائيل” على أنقاض الشعب الفلسطيني في العام 48، لكن الخطر الديموغرافي عاد يهدد “إسرائيل” بعد احتلالها وسيطرتها على الفلسطينيين في العام 67.
لقد تشكل الخطر الديموغرافي العنصري في ذهنية المستوطنين الجدد بسبب ثبات وتمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم كل أساليب التهجير الناعمة والخشنة، وخاصة بعدما أكدت العديد من الجهات ومنها مسؤول عسكري كبير في الجيش وفق هآرتس 26 آذار 2018 بأن “إحصائيات الجيش تظهر أن أعداد العرب القاطنين في “إسرائيل” والضفة وغزة أكثر من أعداد اليهود”، مما شكل ورطة وأزمة مستمرة للصهيونية الاستيطانية.
فكيف سيحافظون على أغلبيتهم اليهودية المصطنعة؟ وهل سيكون ذلك من خلال الموافقة على حل الدولتين للخلاص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، كما تطرح أحزاب الوسط واليسار في “إسرائيل”؟ أم سيستمر وضع الاحتلال العسكري وهو أبرتهايد زاحف باستمرار؟ أم سيقومون بعملية ضم لمناطق ال 67 مع حرمان أهلها من حقوقهم السياسية، وبذا التضحية بالمبادئ الديموقراطية وبالأغلبية العددية مقابل مبدأ صهيوني استيطاني آخر وهو السيطرة على أرض فلسطين بالكامل. كما يطرح اليمين المتشدد في “إسرائيل”.
لقد جاءت تصريحات المصدر السياسي الكبير – نتنياهو على الراجح – في هذا الوقت بالذات لتعبر عن عجزه وفشله أمام صمود الفلسطينيين في غزة وسائر مناطق فلسطين، ولتظهر محاولة إضافية من نتنياهو لكسب تعاطف المزيد من مصوتي اليمين في “إسرائيل” ممن يحلمون بترحيل الفلسطينيين بشتى الوسائل.
إن قيام أعداد معينة وصغيرة جدا من الفلسطينيين بالهجرة خارج فلسطين لأسباب مقبولة وأخرى مرجوحة وثالثة مرفوضة، لا تعني نجاحا يذكر للمخططات الإسرائيلية في التهجير، بل تعني فشلا إسرائيليا رغم كل الجهود والمحاولات والإمكانات المسخرة لذلك وعلى رأسها حصار وقهر الشعب الفلسطيني، كما أنها تعني ثباتاً وصموداً ووعياً فلسطينيًّا متزايداً، وما تزايد شعور “إسرائيل” بالخطر الديموغرافي إلا دليلاً ساطعا على ذلك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...