الباب الدوّار.. تناوب إسرائيلي فلسطيني على استهداف المقاومة
اعتقل الجيش الإسرائيلي أواخر يوليو عددا من كوادر حماس بالضفة الغربية، سبق اعتقالهم لدى السلطة الفلسطينية، وبات مألوفا أنه في اليوم الذي يُفرِج فيه عنهم الأمن الفلسطيني تعتقلهم (إسرائيل)، ما أثار غضب الفلسطينيين، وجعلهم يطلقون على هذا الإجراء سياسة “الباب الدوّار”، المتفق عليه بين السلطة و(إسرائيل)، ضمن تنسيقهما الأمني.
تمثّل آخر فصول التنسيق الأمني بظاهرة جديدة تتمثل باعتقال (إسرائيل) من تفرج عنهم السلطة، وشملت: ياسر مناع، مروان استيتية، آلاء بشير، محمود خاروف، معاوية حنيني.
مشكلة سياسة الباب الدوار أن السلطة و(إسرائيل) تعتقلان الفلسطينيين على ملفات واحدة، ما يعني أن هناك تنسيقا أمنيا بينهما قد يندرج تحته هذا النوع من تبادل الأدوار في اعتقال الفلسطينيين، فالاحتلال لم يعد يكتفي باعتقال السلطة النشطاءَ، وفي بعض الأحيان لم يثق بأنها قدمت المعلومات اللازمة، فتعتقل الفلسطيني مرة أخرى بغرض التحقيق.
ظاهرة الباب الدوار تعني أن الحرب التي تشنها (إسرائيل) والسلطة لم تقتصر على تقاسم جسد المقاومة وكوادرها، بل تعدته إلى تناوب مكشوف على اعتقالهم، فلا يلبث أحدهم أن يخرج من سجون السلطة حتى يبادر الاحتلال لاعتقاله.
القوائم مليئة بأسماء معتقلي حماس الذين تناوبت عليهم اختطافات الاحتلال والأمن الفلسطيني، بما يثبت بوضوح حقيقة الدور الذي تلعبه الأجهزة الأمنية في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وتكامل الأدوار بينهما في حربهم ضد عدوهم المشترك، المتمثل بحماس وفصائل المقاومة.
لا تعد سياسة الباب الدوار حديثة العهد بين السلطة و(إسرائيل)، بل تعود لسنوات طويلة ماضية، لكنها تعاود الظهور بين حين وآخر، بهدف تغييب الكوادر السياسية لقوى المقاومة بالضفة، ما يمثل مأساة مركبة للفلسطينيين هناك، خاصة أن تبادل الأدوار بين الجانبين لم يعد يخفى عليهم.
إن سياسة الباب الدوار التي يمارسها الأمن الفلسطيني مع نظيره الإسرائيلي مستهجنة ومستنكرة، لأنها تتم في وقت يعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليق الاتفاقات مع الاحتلال، ما يعني أن السلطة تضلل الشعب الفلسطيني، لأن التنسيق الأمني مع الاحتلال خنجر مسموم في خاصرة الشعب.
إن ما يمارَس في الضفة من ملاحقة واعتقال لأبناء حماس، وجمع المعلومات عنهم، من قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية معاً، يعيد للأذهان مرحلة التنسيق الأمني المكشوف بينهما، حين كانت أجهزة السلطة تعتقلهم، وتخضعهم للتحقيق، ثم بعد ذلك تعتقلهم قوات الاحتلال، ليجد المعتقلون أن المعلومات التي قدموها لـ”أبناء شعبهم” في الأجهزة الأمنية موجودة لدى محققي جهاز “الشاباك” كما هي.
يتساءل الفلسطينيون: إلى متى يبقى شباب الضفة الغربية يدفعون الثمن مرتين؛ اعتقال عند السلطة، ثم عند الاحتلال، واعتقال عند الاحتلال، ثم عند السلطة؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة إسرائيلية متأثرة بقصف الاحتلال على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة -مساء الثلاثاء- عن وفاة الأسيرة الإسرائيلية جودي فانشتاين (70 عاماً)...
الصحة: إغلاق معبر رفح يحول دون سفر آلاف المرضى والجرحى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة الدول التي تعهدت وطلبت قوائم المرضى والجرحى بالإيفاء والالتزام بتعهداتها والعمل العاجل...
القسام يفجر دبابة ويشتبك مع جنود الاحتلال شرق رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام تصدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة شرق رفح، واستهدفت دبابة واشتبكت مع...
حماس: اقتحام معبر رفح يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود وقف إطلاق النار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون...
الفصائل : احتلال وإغلاق معبر رفح يُهدد مسار المفاوضات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إن احتلال وإغلاق معبر رفح البري وكرم أبو سالم التجاري وتنفيذ عمليات عسكرية برية...
الداخلية: معبر رفح منشأة مدنية وإغلاقه تكريس للعقاب الجماعي
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري جنوب قطاع غزة فجر اليوم؛ والسيطرة...
الإعلام الحكومي: إيقاف إدخال المساعدات وإغلاق المعابر يفاقم الوضع الإنساني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمّد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري...