الأحد 05/مايو/2024

بفعل الإهمال الطبي بسجون إسرائيل.. المحرر بشارات مكبّل بالسرطان

بفعل الإهمال الطبي بسجون إسرائيل.. المحرر بشارات مكبّل بالسرطان

كان الأسير محمد محمود بشارات (41 عاماً) على موعدٍ مع الحرية بعد اعتقال دام سبعة عشر عاماً في سجون الاحتلال، إلا أنّ فرحته وأهله لم تكتمل، حيث سيبقى أسيراً لمرض السرطان الذي ينهش جسده جراء حالة الإهمال الطبي التي عانى منها في سجون الاحتلال.

على موعد مع الفرح والاستقبال الحافل كانت بلدة طمون قرب مدينة طوباس شمال الضفة المحتلة، إلا أنّ المرض الذي أصاب ابن عائلة بشارات المحرر أفسد عليها فرحة الاستقبال، حيث كان يتمتع بصحة جيدة وبنية قوية، إلا أنّ ملامحه تغيرت وبدا عليه آلام المرض ومضاعفاته، حيث اكتشف مرضه في يناير/ كانون الآخِر المنصرم، وظل يعاني من الإهمال الطبي المتعمد.

وبمجرد الإفراج عنه في مطلع الشهر الجاري، 2019 شرعت العائلة في إجراء المعاملات اللازمة كي تنقله للعلاج، لكنها تفاجأت بالمماطلة وعدم صدور التحويلة حتى الآن، ليبقى منتظراً فوق انتظار السجون وألم الجسد.

يقول شقيقه المحرر طارق بشارات لـ”مكتب إعلام الأسرى”: إن معاناة الأسير المحرر محمد بدأت منذ يناير الماضي حين أصبح جسده يرفض الطعام، حيث كلما تناول أي طعام يتقيؤه على الفور، وهكذا حتى خسر من وزنه 20 كيلوغراما، في حين لم تكترث مصلحة السجون لهذه الحالة وبقيت مصممة على عدم الاهتمام بحالته.

ويوضح أن كثرة التقيؤ أدت إلى ألم حاد في معدة شقيقه، وفي بعض الأحيان كان يغيب عن الوعي وسط تجاهل إدارة السجن، ولكنه في أحد الأيام هدد بدخول الإضراب عن الطعام إذا لم تستجب لعلاجه.

وهنا وجد الاحتلال نفسه مجبرا على نقل الأسير للمستشفى وإجراء فحوصات له، لتتبين إصابته بمرض السرطان في الغدد ما يسبب له مضاعفات كثيرة منها آلام المعدة والظهر والرأس والصدر بشكل متواصل.

ويضيف: “بعد صدور نتائج الفحوصات أعادت إدارة السجون شقيقي إلى سجن الرملة ولم تعطه أي علاج، رغم أن الملفات الطبية تظهر إصابته بالمرض منذ عام وبدء أعراضه منذ ستة أشهر، بل اكتفت بمسكنات الألم والتي لا تسمن ولا تغني، ولا تضع حدا لمعاناة الأسرى المرضى”.

المحرر بشارات لا يقوى على الحركة الآن ولا الكلام ولا حتى البقاء يقظا، فيستقبل المهنئين بحريته وهو جالس على الكرسي، ولا يقوى على البقاء معهم أكثر من دقائق ليعود إلى غرفته للنوم، حالة مأساوية لأسير أمضى من عمره 17 عاما فداء لوطنه.

صنوف العذاب
ويتحدث شقيقه طارق عن صنوف العذاب التي تمكن المحرر بشارات من نقلها لعائلته رغم وضعه الصحي، حيث أخبرهم أن مستشفى الرملة هي مقبرة، وتحتوي الكثير من الحالات المأساوية التي يقابلها الاحتلال فقط بالمسكنات، فالأسير الذي يعاني من الشلل يعطونه المسكنات، وهي ليست أكثر من “أكامول”.

وخلال الحديث يقول طارق: إن ابن عمه الأسير محمد سعيد بشارات، والذي أمضى 18 عاما في سجون الاحتلال، ومن المتوقع أن يتحرر خلال عشرين يوما، عانى منذ أشهر من فشل كلوي ومرّ بنفس الحالة التي مر بها كل أسير مريض من إهمال وتجاهل.

وأوضح بأنه بعد أشهر من العذاب نقل لإجراء الفحوصات اللازمة ليظهر الفشل الكلوي، لينقل إلى سجن الرملة ويُعطى المسكنات فقط، وحين تم أخيرا التوصل لحل طبي بعملية جراحية لزرع كلية له بتبرع من شقيقه قبل شهرين أخبرته إدارة السجون بأنها لن تجريها له بسبب الإفراج عنه بعد شهرين، حيث أخبرته حرفيا “اذهب للعلاج بعد أن تخرج من السجن وليس عندنا”.

طارق تحدث معنا وهو ينتظر في أروقة مستشفى النجاح بينما ينام المحرر بشارات على أحد كراسي الانتظار.. معاناة تحمل الكثير من المعاني القاسية، فالمماطلة لا يجب أن تتم بحق هؤلاء المقاومين الذين أفنوا أعمارهم في السجون.

لا يجد شقيقه إلا المناشدة لجمعيات حقوق الإنسان وكل من يهمه الأمر بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ المحرر محمد وغيره من الأسرى المرضى الذين يموتون في كل يوم بآلامهم وأوجاعهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات