عاجل

الثلاثاء 14/مايو/2024

زيكيم.. 5 أعوام على ضربة القسام المفاجئة

زيكيم.. 5 أعوام على ضربة القسام المفاجئة

في مثل هذا اليوم وقبل 5 أعوام، كانت عملية الكوماندوز البحرية القسامية التي استهدفت قاعدتي زيكيم والبحرية الإسرائيلية، العملية الأولى من نوعها وإحدى أهم المفاجآت التي وعدت بها كتائب القسام الاحتلال، وشكلت صدمةً كبيرةً لقادته لا سيما أنها نفذت بعد 24 ساعةً فقط على بدء معركة العصف المأكول.

وفي ذكرى عملية زيكيم التي عدّها محللون من أكثر العمليات العسكرية تعقيداً وخطورةً، ووجهت للاحتلال ضربة مؤلمة وكبدته خسائر كبيرة، ما يزال يحاول إخفاءها حتى اليوم، والتي كانت إحدى أبرز المفاجآت وأقوى الضربات التي تلقاها الاحالال خلال الحرب.

الاستعداد والبداية

بدأت القيادة العسكرية لكتائب القسام بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ عملية نوعية باتجاه مواقع الاحتلال على الساحل، وكانت الفكرة مهاجمة موقع زيكيم، والهدف منها هو تشكيل هجوم نوعي بأسلوبٍ جديدٍ باتجاه الساحل، واستهدفت العملية القاعدة البحرية الموجودة على الساحل مقابل قاعدة زيكيم.

تلقى عناصر المجموعة المشاركة في العملية، تدريبات طويلةً وشاقةً جداً، لتنفيذ عمليات تسلل واجتياز مسافاتٍ طويلة في البحر للتمكن من الوصول إلى عمق الاحتلال، وكان لتلك الاستعدادات أثرٌ واضحٌ في نجاح العملية والوصول للمكان.

بدأت العملية بمرحلتين؛ تمثلت الأولى بتنفيذ عملية استطلاع وجمع المعلومات عن الموقع المستهدف، وقد تمكن أحد مجاهدي وحدة الكوماندوز البحري القسامية، من تنفيذ مهمة استطلاع داخل مكان الموقع، واستطلاع موقع القيادة والسيطرة على ساحل زيكيم، قبل تنفيذ العملية.

ولأول مرة تكشف كتائب القسام أنها تمكنت من تنفيذ عملية الاستطلاع، وتمكن أحد مجاهديها من المكوث ساعات عدّة على أرض العدو، لتنفيذ مهمته، ثم عاد إلى قواعده بسلام.

الطريق إلى زيكيم

المرحلة الثانية من العملية، انطلقت مع بداية القصف الإسرائيلي الجوي على قطاع غزة ودخول معركة العصف المأكول يومها الثاني، حيث تمكن مجاهدو وحدة الكوماندوز، القساميّون: بشار زياد عابد وحسن محمد الهندي ومحمد جميل أبو دية وخالد طلال الحلو، من اجتياز مسافةٍ طويلةٍ من السباحة والغطس، وقطعوا الحدود البحرية مع العدو، حيث انقسموا إلى مجموعتين، ووصلت المجموعة الأولى إلى شاطئ العدو، وتقدمت باتجاه موقع القيادة والسيطرة البحرية الصهيونية، واشتبكت مع العدو داخل هذا الموقع، وحققت إصابات في جنود العدو.

وبعد 45 دقيقة وصلت المجموعة الثانية، فالتقت المجموعتان في قاعدة القيادة والسيطرة، ومن ثم اتصل المجاهدون مع القيادة الميدانية لكتائب القسام وأعلموهم أنهم في داخل الموقع، ثم شرعت المجموعتان في تطوير الهجوم باتجاه قاعدة زيكيم والاشتباك مع العدو مباشرةً.

في هذه اللحظات وبالتنسيق مع سلاح المدفعية، دكّت مدفعية القسام قاعدة زيكيم بقذائف الهاون وصواريخ 107، وتشكل بذلك هجوم ناجح باتجاه قاعدة زيكيم من كوماندوز القسام، وكان هذا الهجوم ضربة قوية فاجأت العدو، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف جنوده.

وقد حاول العدو جاهداً التكتم عن خسائره في هذه العملية، إلا أن الفيديو المسرب للعملية والذي صورته كاميرات الاحتلال نسف رواية الاحتلال بفشل العملية، وأظهر إبرار المجاهدين وتمركزهم ثم مهاجمتهم لجنود العدو وآلياته وشجاعتهم منقطعة النظير، والتي تمثلت بمواجهة آليات العدو بأسلحتهم الخفيفة دون خوف أو جزع، وملاحقة إحدى آليات الاحتلال وإلصاق عبوة ناسفة على جسمها وتفجيرها من مسافة صفر، ثم تظهر المشاهد المجاهدين الأربعة أثناء انسحابهم بعد إتمام مهامهم بنجاح واستشهادهم بعد تعرضهم للقصف.

زيكيم لها ما بعدها

حاول الاحتلال إخفاء خسائره في العملية ومنع النشر حول تفاصيلها منذ اللحظة الأولى، فوصول المجاهدين إلى شواطئ عسقلان عبر البحر كان معناه أنهم قادرون على الوصول إلى أي مكان في فلسطين المحتلة في أي وقت، وهو ما كان سيعني لو تسرب للجمهور الإسرائيلي، بث حالة من الرعب، وحظراً للتجول على امتداد سواحل فلسطين المحتلة من جنوبها إلى شمالها.

ولكن إعجاب قادة الاحتلال بشجاعة المقاومين أخرجهم عن صمتهم، حيث صرح رئيس أركان جيش الاحتلال “ينبغي أن نتحدث بأمانة؛ في بعض الحالات نفذوا عمليات قتالية شجاعة”، وشدد على أنه “يجب عدم الاستخفاف بهم لأنهم يخططون ويسعون لتحقيق انتصار”، وأشار إلى أن الوصف الذي يصح للمجموعة التي نفذت عملية زيكيم أنهم أناس شجعان؛ “فأن تتقدم جرياً وتضع عبوةً ناسفة على دبابة ليس عملاً يقوم به أناس غير شجعان”.

ومع مرور أعوام على عملية زيكيم لا تزال الأيام تحمل في طياتها الجديد والمزيد من المفاجآت والحقائق والآثار التي خلّفتها معركة العصف المأكول على الاحتلال وقادته، وما تكشف ما هو إلا بعض مما صنعه بهم القسام في غزة؛ فمن الخسائر الاقتصادية الفادحة إلى الخسائر العسكرية التي ظهر بعضها وما يزال جلها يُتكتم عليه، وما أعدته لهم المقاومة التي تعمل على قدم وساق لتطوير قدراتها وأخفته عنهم سيحمل لهم الكثير من المفاجآت في قادم الأيام.

المصدر: موقع كتائب القسام

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات