السبت 27/يوليو/2024

كيف أدارت كتائب القسام معركة العصف المأكول؟

كيف أدارت كتائب القسام معركة العصف المأكول؟

كشفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن ذراعها العسكري”كتائب القسام” امتلك منظومة استخبارات تكتيكية وإستراتيجية خلال معركة العصف المأكول، أهلته لخوضمعركة عسكرية ذات تأثير إستراتيجي.

جاء ذلك في تقرير نشرته الحركة على موقعها الرسمي، اليوم الأحد، حول تفاصيلإدارة “القسام” لمعركة “العصف المأكول” في الذكرى السنوية الخامسة للحربالتي شنها الاحتلال على غزة عام 2014، واستمرت 51 يوما.

وقالت: إن كتائب القسام قدمت نموذجا فريدا خلال معركة العصف المأكول، عازية ذلك للمعارك التي خاضتها مع العدو، واستخلاصها للدروس والعبر، وتحويل ذلك إلى سياسات وعقيدة تدريب، وأساليب قتال تُتَّبع بعد كل جولة تصعيد أو حرب.

مبادئ إدارة المعركة
ووفق التقرير؛ فإن إدارة المقاومة لمعركة العصف المأكول ارتكزت على مجموعة من المبادئ، أبرزها منظومة قيادة وسيطرة متكاملة، حيث استطاع سلاح الاتصالات الذي كان يقوده الشهيد العطار إنشاء بنية تحتية لقيادة وسيطرة آمنة، بعيدة عن قدرات العدو التقنية.

وهيأت هذه المنظومة الظروف لقيادة القسام للقيام بدورها في القيادة والسيطرة على كل تفاصيل المعركة، إذ كان المجلس العسكري لكتائب القسام بمنزلة هيئة أركان حرب منعقدة، يدير جميع شؤون المعركة بتفاصيلها كافة، وكان القائد العام ويساعده قادة الألوية والدوائر يقود ويوجه جميع القوات منذ اليوم الأول للمعركة وحتى بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ.

ومن أسباب نجاح كتائب القسام خلال المعركة -وفق التقرير- “الإعداد الجيد الذي تمثل في التخطيط المحكم، والتدريب العالي للقوات، فتميزت خطة المواجهة والعمليات بالفهم العميق لمقومات العقيدة القتالية لجيش العدو والتكتيكات الميدانية والأساليب القتالية المنبثقة عنها، والمعرفة الجيدة لتشكيلات العدو وتسليحه”.

وأكد دراسة كل السيناريوهات المحتملة بما فيها الأكثر صعوبة وتعقيداً، ووضع الخطط وتجهيز الميدان وإعداد القوات وفقا لذلك؛ ما مكن الوحدات والصنوف المختلفة من القيام بمهامها الدفاعية والهجومية على حدٍّ سواء في البر والبحر والجو فوق الأرض وتحت الأرض.

وأوضح أن كتائب القسام عملت منذ انتهاء معركة الفرقان في كانون الآخِر/يناير 2009، على إعداد عناصرها وتأهيلهم جسديا وفكريا، وتطويرهم ميدانيا وأكاديميا، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءةٍ واقتدار.

وأشارت الحركة في تقريرها إلى أن “جهد القسام في تطوير عناصرها ظهر واضحاً في الإرادة القتالية غير المسبوقة لجنود القسام والأداء النوعي للقوات الذي لا يزال العدو يتحدث عنه إلى يومنا هذا، وكانت معركة الإعداد والتدريب أصعب على المقاتلين من خوضهم لمعركة العصف المأكول ذاتها.

امتلاك المبادرة
وقال: “استطاعت كتائب القسام امتلاك زمام المبادرة وحرمان العدو منها حين أعلنت الكتائب حالة الطوارئ في صفوفها منذ إعلان العدو عن فقدانه ثلاثة من جنوده في الضفة قبيل الحرب، حيث خلصت تقديرات الموقف المختلفة إلى أن العدو يتجه نحو شن عدوان يبدأ باغتيالات مركزة لقادة من المستويين السياسي والعسكري”.

وبين التقرير أن كتائب القسام امتلكت المبادرة، وبدأت بمشاغلة الاحتلال عبر الرشق المدفعي لـ”غلاف غزة” -دون الإعلان عن ذلك- رداً على جرائم الاحتلال في الضفة والقدس خصوصاً بعد حرق الفتى محمد أبو خضير، ومرورا بالرد على اغتيال شهداء رفح وخانيونس في يومي 6 و7 تموز/يوليو، من العام ذاته بتوجيه ضربة صاروخية قاسية”، مشيرا إلى أن كتائب القسام حافظت على إبقاء زمام المبادرة بيدها؛ وفاجأت الاحتلال على مدار المعركة.

مفاجآت المعركة
وتطرق التقرير إلى سلسلة المفاجآت التي قدمتها كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول والتي أربكت الاحتلال، كمباغتته في زيكيم ومنعه من الإبحار على ساحل السودانية شمالي قطاع غزة، إضافة إلى تنفيذها لعمليات إنزال عديدة خلف خطوط العدو، وكذلك تسيير طائرات دون طيار استخبارية وقتالية تجاه العمق الإسرائيلي، ونجاح الدفاع الجوي بتحييد الطيران المروحي كمكون مهم من مكونات سلاح الجو الإسرائيلي.

وبحسب التقرير؛ فإن كتائب القسام تمكنت من تحييد قوات الاحتلال من خلال مهاجمة مؤخرة قواته المدرعة بالعبوات الناسفة والقذائف القصيرة المدى.

وأشار إلى تحييد قوات الاحتلال الجوية من خلال الالتحام مع المشاة من نقطة صفر، واستخدام المعابر الوصولية تحت الأرضية -الأنفاق- والقتال في المناطق المبنية بنجاح في العمليات الهجومية والدفاعية أيضاً، كما تم تحييد قدراته الاستخباراتية عمومًا من خلال حصر التواصل عبر شبكات تواصل آمنة يصعب اختراق العدو لها.

وختم التقرير بالقول: “منذ اللحظة الأولى من انتهاء معركة العصف المأكول عكفت كتائب القسام على استخلاص الدروس والعبر من المعركة؛ بُغية تطوير أدائها والاستعداد لأي معركة قد تفرضها المرحلة القادمة”.

تفاصيل المعركة
وفي السابع من تموز/يوليو 2014، شن الاحتلال “الإسرائيلي” حربه الثالثة على قطاع غزة، أطلق عليها “الجرف الصامد”، في حين أطلقت عليها كتائب القسام اسم “العصف المأكول”.

وكانت تلك “الحرب”، هي الثالثة التي يشنها الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة، واستمرت 51 يوما، (انتهت في 26 آب/أغسطس 2014).

وعلى مدار “51 يومًا” تعرض قطاع غزة، الذي يُعرف بأنه أكثر المناطق كثافة للسكان في العالم، (مليونا فلسطيني) لعدوان عسكري إسرائيلي جوي وبري، تسبب باستشهاد 2322 فلسطينيا، منهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما) ، و489 امرأةً (20-40)، و102 مسنّ (50-80)، وجرح نحو 11 ألفا آخرين، (10870)، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر بحق 144 عائلة، استشهد من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر، بحسب التقرير.

في المقابل، كشفت بيانات رسمية “إسرائيلية” عن مقتل 68 عسكريًّا من جنودها، و4 مستوطنين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، منهم 740 عسكريًّا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.

وشنت القوات “الإسرائيلية” قرابة 60 ألفًا و664 غارة على قطاع غزة، جواً وبراً وبحراً.

وخلال الحرب، أعلنت “كتائب القسام” في 20 تموز/يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الاحتلال بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي “حماس”.

وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ”51″ يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات