السبت 27/يوليو/2024

تهديدات لغزة بعدوان جديد.. هل يهرب نتنياهو إلى الأمام؟!

تهديدات لغزة بعدوان جديد.. هل يهرب نتنياهو إلى الأمام؟!

البون شاسع بين تحسّن الموقف السياسي الإسرائيلي تجاه غزة خاصّة والسلطة الفلسطينية عامةً في ظل دوران عجلة “صفقة القرن” في مؤتمر المنامة الاقتصادي وكسب مزيد من المواقف العربية.

التلويح بحرب جديدة لغزة ضمن آخر رسائل وتهديدات الاحتلال مرتبط بالمشهد الداخلي الإسرائيلي الذي لم يكتمل بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومته والتحضير لانتخابات جديدة.

وكان الاحتلال لوّح قبل أيام بشن عدوان على غزة حال استمرار إطلاق البالونات وفعاليات مسيرة العودة فيما يتنصّل هو من تنفيذ تفاهمات التهدئة الماضية.

وفي تصعيد لنبرة التهديد، قال رئيس حكومة الاحتلال الأحد عبر صفحته على تويتر: “قد نضطر إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة وما يرشدني هو شيء واحد فقط وهو أمن دولة إسرائيل”.

جديد غزة

تلعق غزة جراحها وحدها وليس أمامها إلا الصمود، الاحتلال متنكّر لكل تفاهمات التهدئة وبين حين وآخر يشن عدوانا رافضاً الاعتراف بحقها في الحياة.

ويرى جورج جقمان المحلل السياسي أن عودة التهديد بحرب على غزة مرتبط برفضه هو ذاته تطبيق تفاهمات تلت عدوان 2014م وجديد تفاهمات العام الماضي.

ويضيف لمراسلنا: “اقتربت انتخابات الاحتلال الجديدة ولم تنفذ إسرائيل وعودها في فك الحصار، وتكتفي بين حين وآخر بتوسعة مساحة الصيد وفتح جزئي للمعابر والكهرباء، وتتذرع بالبالونات في مسيرة العودة لترفض وتهدد من جديد”.

ولا يزال بازار المزايدات الإسرائيلية السياسية منعقدا من قبل انتخابات الاحتلال الأخيرة، وتصاعد بعد فشل تشكيل حكومته، ما أغرى خصومه بتصعيد دعايتهم ضده، فيما تشجّع آخرون في العودة للحياة السياسية وآخرهم باراك رئيس وزراء الاحتلال السابق.

وكلما تصاعدت أزمات غزة اقترب ميدانها من تدحرج عسكري يعود فيه الاحتلال للحديث عن وعود بتطبيق التزامات مرحلية ما تلبث أن تزول حين يكسب مزيداً من الوقت لمواصلة برنامج التهويد العام ورفض تطبيق التزاماته.

ويقول يوسف شرقاوي المحلل السياسي، إن التهديد بحرب يعزز موقف نتنياهو، فهو بحاجة لإجماع إسرائيلي، لأن الاحتلال مؤمن بالتطهير العرقي ويرفض تقديم أي تنازل.

خيارات غزة السياسية محدودة، والدعم الأمريكي للاحتلال بمساندة بعض الأنظمة العربية في ظل الانقسام الفلسطيني يمنح “إسرائيل” أوراق قوّة لمواصلة العدوان على الأرض والإنسان الفلسطيني.

جبهات فلسطين

ولا يمكن فصل ميدان غزة بالكلية عن تطورات الجبهة الشمالية وتعزيز تحالفات “إسرائيل” وبعض الدول العربية تجاه إيران، ورفض أي شكل للعمل المقاوم داخل وخارج حدود فلسطين المحتلة.

ويشير المحلل جقمان إلى أن غزة بعد تشكيل حكومة الاحتلال المرتقبة ستكون أمام طرح أمريكي-إسرائيلي وحيد تطرحه “صفقة القرن” وهو حكم ذاتي محدود بغزة وجزء من الضفة.

ويتابع: “بدا واضحاً استراتيجية الرفض الإسرائيلي في زمن اليمين لمنح الفلسطينيين أي بند من حقوقهم وهو ما يزيد أزمة الضفة وغزة ويضع غزة فوق فوهة المدفع بسبب التعنّت الإسرائيلي”.

أما المحلل شرقاوي فيؤكد أن الاحتلال استفاد من حالة الدعم الأمريكي، وأن توتر جبهة الشمال مع لبنان من شأنه الوصول بها لحالة مواجهة إن ترجمت التهديدات مع احتمال تناغم المقاومة ميدانيًّا في غزة وجنوب لبنان.

المشهد السياسي

ولا يمكن فصل الحديث عن حرب بغزة عن المشهد السياسي الفلسطيني أو خطة “صفقة القرن” التي ذهبت نحو تصفية القضية الفلسطينية وشطب ربع قرن من تفاهمات مع السلطة الفلسطينية.

منذ أيام تتحدث وسائل الإعلام عن تقدّم طفيف في ملف المصالحة الفلسطينية بعد مؤتمر المنامة الذي أثبت بقاء الفلسطينيين وحدهم في الساحة السياسية وحاجتهم للوحدة أكثر من أي وقت مضى.

وكان مسئولون في حماس على رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي دعوا لدفع عجلة المصالحة، وأبدى هنية استعداده للقاء عباس رئيس السلطة لتجاوز خطر المرحلة.

وتطالب حماس بتنفيذ اتفاق القاهرة عام 2011م فيما تناور السلطة الفلسطينية من أجل استلام زمام الأمور كاملة في غزة وهو ما أبعد نقطة الالتقاء بينهما.

ويرى المحلل جقمان أن طريق المصالحة لا زال أمامها الكثير من العقبات وأن الأقرب من إتمامها هو الوصول بين فتح وحماس إلى تفاهمات حول قضايا نضالية.

وينفي المحلل شرقاوي وجود موقف فلسطيني موحّد وواضح تجاه صفقة القرن، والأولى حسب رؤيته قلب الطاولة والعودة لمربع عمل حركة تحرر وطني شاملة ووقف التنسيق الأمني.

صفقة القرن في أحسن أحوالها لن تتعدى حكما ذاتيا محدود الصلاحيات والمستقبل، ومزايا إقتصادية، وأن أهدافها إسقاط حل الدولتين وعززت التطبيع العربي وتوحيد الموقف نحو إيران، وفق المحللين.

وأمام بدء تطبيق الاحتلال لخطة صفقة القرن ميدانيا وسياسيا والفهم الإسرائيلي برفض الكل الفلسطيني لما هو مطروح يبقى الأقرب للواقع مصادرة مستقبل الفلسطينيين، بالضفة وتشديد حصار غزة الذي يبشّر باندلاع حرب في أي لحظة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات