عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

أونروا .. استهداف أميركي يمهد لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين

أونروا .. استهداف أميركي يمهد لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين

بعد وقف التمويل، عادت التصريحات الأميركية لتهاجم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وتشكك في جدواها تماشيا مع توجهات إدارة ترمب لشطب قضية اللاجئين ترضية لـ”إسرائيل”.

المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، دعا مباشرة إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ونقل خدماتها إلى الدول المستضيفة للاجئين.

إحياء التوطين
وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، حول الوضع بالشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، حث غرينبلات المجتمع الدولي على الإقرار بأن “نموذج أونروا خذل الشعب الفلسطيني”، وفق زعمه.


غرينبلات يكشف المستور ..

ولمحاولة تجميل توجهات إداراته ادعى غرينبلات أن “الفلسطينيين الذين يستخدمون خدماتها (الوكالة) يستحقون أفضل “، ليمهد الطريق لرؤية جديدة يرى الخبراء فيها شطبا لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

فقد دعا إلى “التواصل مع الحكومات المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، لبدء محادثات حول نقل خدمات أونروا إلى تلك الحكومات أو إلى منظمات غير حكومية دولية أو محلية أخرى، حسب الاقتضاء”، بما ينهي هذه المنظمة الدولية التي تحمل هم أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وينفذ فعليا خطة التوطين المرفوضة فلسطينيا.

وتأسست “أونروا” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.

كرينبول يرد
الرد على المسؤول الأميركي جاء سريعا من بيير كرينبول، مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بتأكيده أن المنظمة الدولية ستواصل تطبيق تفويضها الممنوح من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يستطيع أحد أن ينزع الشرعية عنها.


وقال كرينبول في مؤتمر صحفي بغزة، الخميس الماضي: “نرفض أي اتهامات للأونروا بأنها مسؤولة عن الفشل السياسي ونرفض أي اتهامات غير حقيقة ونعدها مضللة”.

وشدد على “الفشل السياسي هو السبب في وجود الأونروا واستمرار قضية اللاجئين”، مؤكدا أن الأونروا ستواصل خدماتها”.

وقررت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في 31 آب/أغسطس الماضي، وقف التمويل كليًّا عن “أونروا”؛ بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة، التي تواجه انتقادات إسرائيلية.

الخطة الأميركية
ويؤكد الكاتب محمد سويدان أنه منذ أوقفت الإدارة الأميركية المبالغ المالية التي كانت تقدمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اتضحت معالم الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن).

فالخطة التصفوية الأميركية، بحسب سويدان، تقضي بإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الذين هجروا وشردوا منه عنوة لإقامة كيان الاحتلال.
ونبه إلى أن غياب “الأونروا” يعني، من وجهة نظر الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال، تصفية قضية عودة اللاجئين، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

وقال: “جوهر “صفقة القرن” هو تحويل الفلسطيني من مطالب بالعودة والإقامة بوطنه وإقامة دولته المستقلة، إلى إنسان يعيش على أرض ليست له، ولكن في ظروف اقتصادية ومعيشية مناسبة؛ أي مقايضة الوطن بوضع اقتصادي ومعيشي جيد.

وحذر أنه بالتزامن مع المؤتمر الاقتصادي، تنشط واشنطن بمسار حل وإلغاء “الأونروا”، مشددا على أن وجود هذه المنظمة الأممية، يعني بقاء الاعتراف الدولي بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم.. وحلها يعني إنهاء هذا الحق.

وتشير سجلات “أونروا” إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها عام 2017، بلغ نحو 5.9 ملايين لاجئ، والرقم يمثّل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وأكد تقرير الإحصاء الفلسطيني الصادر في يونيو/حزيران 2018، أن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية شكلوا 17% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الوكالة، مقابل 24.4% في قطاع غزة.

من يحدد مصير أونروا؟
ويؤكد مدير عام “الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين” في لبنان علي هويدي أن من يحدد مصير وكالة “الأونروا”هي الجمعية العامة للأمم المتحدة فقط والتي أنشأتها وفق القرار 302 في العام 1949.

وشدد هويدي على أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات لا يمتلك العبث بمصير الوكالة أو تقريره.

وحذر هويدي في تصريحات صحفية من الحد من سياسة عمل الوكالة نتيجة الضغط الذي تمارسه الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال على الكثير من الدول المانحة أو المؤيدة لاستمرار عمل الوكالة، في محاولة تغيير قرار الجمعية العامة الذي شكلها وحدد اختصاصها، أو تراجع عدد الدول المؤيدة في تصويت تشرين الثاني/نوفمبر القادم وهو ما يعني اختراق للمخطط الامريكي ودولة الاحتلال على المستوى الإستراتيجي لاستهداف الوكالة.

ورأى هويدي أن تصريحات غرينبلات هي توزيع أدوار مع ترمب وكوشنير وبولتون وفريدمان ونيكي هيلي وغيرهم، وتأتي في سياق ممارسة المزيد من الضغط لإنهاء عمل الوكالة وسط ما يجري الحديث عنه من إعلان عن “صفقة القرن” بعد شهر رمضان المبارك.

ورجح هويدي أن تواصل الإدارة الأمريكية الضغط باتجاه إنهاء عمل “الأونروا” بعدها تجسيداً للمسؤولية السياسية الدولية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات