الإثنين 17/يونيو/2024

رئيسنا قدوتنا.. كتاب ينسف القيم ويؤجج الشارع الفلسطيني

رئيسنا قدوتنا.. كتاب ينسف القيم ويؤجج الشارع الفلسطيني

تحوّلت مبادرة كتاب “الرئيس قدوتنا”، والذي تنوي وزارة التربية والتعليم في رام الله إدراجه في المنهاج المدرسي إلى قضية رأي عام أثارت المجتمع المحلي بكل فئاته ضد ما عدّ تقديسا للفرد ونسفا للقيم التي تنبني عليها قواعد التربية والتعليم.

وغابت لغة الدبلوماسية في تعبيرات المواطنين الذين استشاطوا غضبا بجميع مستوياتهم من الكتاب، في حين طالب كثيرون وزير التربية والتعليم الدكتور مروان عورتاني -الذي تبنى هذه المبادرة- بالاستقالة، وهو بالكاد تسلم موقعه الجديد.

العودة لعبادة الأصنام
وقال الأستاذ أحمد ياسين، وهو معلم مدرسة حكومي: “لن أسمح أن يعبد أبنائي الأصنام ولو عادت باسم “قدوة”، اللات والعزى وهبل من صناعة البشر”.

وطالبت القيادية النسوية إلهام سامي بالتوقيع على عريضة أطلقتها نخبة من المجتمع الفلسطيني ضد القرار الذي يعد تكريسا لنهج الحكم الفردي المطلق، ومساسا بركائز التعليم.

وأطلق أكاديميون نداء ضد إدراج الكتاب في المنهاج المدرسي جاء فيه: “نعم لسحب كتاب: “قدوتنا رئيسنا”.. نعم لتربية أطفالنا على قيم الحرية والكرامة والمساواة والتفكير النقدي، فلسطين ليست قطعة من الأرض فقط، فلسطين معنى للحرية والكرامة”.

وبرز من الموقعين على العريضة شخصيات أكاديمية بارزة في الساحة الفلسطينية منها “د. سعيد زيداني، د. أسعد غانم، د. سري نسيبة، د. يوسف سلامة، د. خالد الحروب، ماجد كيالي، معين الطاهر، ماجد عبد الهادي، د. محمود ميعاري”، ومئات آخرون.

بدوره قال رئيس الاتحاد العام للشباب محرم البرغوثي: “شعبنا قدم عشرات ممن نعدهم قدوة، قدوتنا قادة الـ1936، ومن صمدوا في 1948، قدوتنا من أسقطوا حلف بغداد، من دخلوا السجون قبل الـ67، قدوتنا أبو عمار، وأبو جهاد وجورج حبش وأبو علي مصطفى، وبشير البرغوثي وسليمان النجاب وسمير غوشة، قدوتنا أحمد ياسين والشقاقي، قدوتنا مروان البرغوثي ونائل البرغوثي ويونس، وسعدات وعبد الله البرغوثي، قادتنا تلك النساء اللواتي صمدن داخل حدود المستوطنات، في بورين وسنحل ودورا القرع والشيخ جراح”.

لكن الناشط سامي دغلس لم يستهجن هكذا قرار حيث قال: “حركة فتح واضحة مع نفسها وقالت من البداية هذه حكومة فتح، أي أنها ستعمل بما يرضى فتح، ومن يدخلها يجب أن يكون فتحاويًّا أكثر من فتح، وكثيرون وافقوا وسكتوا، لقد سمعت هتافات بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية بعد انتخابات جامعة بير زيت الأخيرة (الله الوطن فتح وبس)”، حسب تعبيره.

تعليم تقديس الفرد
من جهته قال الدكتور إبراهيم فريحات، الباحث في معهد الدوحة للدراسات العليا: “بغض النظر أين تقف من محمود عباس، أنا عتبي على وزير التربية والتعليم الدكتور مروان عورتاني وهو خريج جامعة Lehigh العريقة وماذا سيشرح لزملائه في الجامعة كيف له أن يعلم أطفال فلسطين الفكر الناقد وليس تقديس الفرد”.

وأضاف: “ما هكذا تورد الإبل يا دكتور مروان؛ فمرحلة تقديس الفرد قبرتها الإنسانية مع ستالين وبينوشيت وشاوشيسكو وأنور خوجا والقذافي، ولا يعقل أن نعيد ذلك إلى مدارس فلسطين اليوم”.

وحملت مئات التعليقات مقارنة بين الكتاب الأخضر لمعمر القذافي وكتاب “رئيسنا قدوتنا”، في حالة من الغضب والقلق على الواقع التعليمي في فلسطين بعد هذه القرارات.

وتساءل الناشط الطلابي عصمت القاسم: “(رئيسنا قدوتنا)، لكن رئيسنا عاش حياته في نهجين مختلفين فبأيهما سنقتدي؟ يا ترى هل سنقتدي بأبي مازن صاحب استراتيجية الصواريخ في الضغط على مستوطنات الشمال المحتل واستثمار الفوز؟ أم سنقتدي بأبي مازن صاحب التنسيق المقدس والعيش تحت بسطار الاحتلال والصواريخ العبثية”.

وكان وزير التربية والتعليم مروان عورتاني أعلن “أهمية المبادرة في تنمية مهارات الطلبة الإبداعية لإبراز الهوية الوطنية”.

وأشار إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق المؤسسات لإحداث التطوير والتغيير المنشود، مؤكدًا التزام الوزارة بطباعة الكتيب وتعميمه على مدارس الوطن كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...