الأربعاء 08/مايو/2024

غزة تعيد لرمضان وجهه الحقيقي

رشيد حسن

أعادت غزة- العزة.. غزة-المقاومة لشهر رمضان المبارك وجهه الحقيقي.. وجهه النضالي  المشرق.. أعادت وجهه في بدر الكبرى، وفتح مكة واليرموك وحطين وعين جالوت، ومعارك العبور والجولان وجنوب لبنان.. وانتفاضات الشعب الفلسطيني المجيدة…شعب الجبارين.. غزة انتصرت لرمضان.. فأعادت له كبرياءه وعزته وماضيه المجيد التليد.. وذكرت أمة الثقلين بحقيقة هذا الشهر، بمضامينه ومعانيه النضالية الكفاحية الخالدة..

فرمضان-يا سادة- ليس شهراً للأكل والشرب، والتباهي والتفاخرالأخرق، بإقامة الموائد وصواوين الأكل الممتدة مئات الأمتار، تزهو بأطايب الطعام والشراب.. بينما على بعد أمتار.. أو ربما خطوات صراخ الجوعى، والمحرومين من أبناء عروبتنا، وأبناء ديننا، يقطع نياط القلوب، ويثير الهلع والخوف..

وغزة تتساءل.. كيف ارتضى هؤلاء وأولئك من ذوي الكروش المنتفخة أن يصموا آذانهم، ويعصبوا عيونهم، فلا يسمعون، ولا يرون بني قومهم، وقد عضهم الجوع الكافر؟ كيف ارتضوا لأنفسهم أن يحولوا شهر الجهاد والفتوحات المجيدة إلى شهر  للبذخ والإسراف والسفه في الأكل والشرب.؟ وكيف تجرؤوا على نسيان جياع اليمن والصومال وغزة والعراق وسوريا والسودان وموريتانيا.. إلخ.. الذين ضاقت بهم الجغرافيا العربية، فركبوا أعالي البحار، ليموتوا غرقاً أو بين أنياب الحيتان وأسماك القرش؟

غزة الأبية.. تعاني من الجوع القاتل لأكثر من «12» عاماً.. ويأبى عنفوانها وكبرياؤها وعزتها أن تعلن ذلك حتى لا ترتهن له، وقد وطنت نفسها، وشعبها لهدف عظيم، لأخطر القضايا.. وأقدسها وأشرفها.. لتحرير الأرض والمقدسات، وصد الغزوة الصهيونية العاتية التي وصل وباؤها إلى كل الأرض العربية، من المحيط إلى الخليج.. فلم تعد هناك أرض عربية عصية على الفيروسات الصهيونية.. إلا غزة ..

غزة انتصرت على الجوع.. وغزة انتصرت على المرض.. وقبل ذلك انتصرت على الخوف.. وتصر على معانقة الحياة الحرة الكريمة.

وها هي قلعة الكرامة العربية المحاصرة.. تتصدى بشيوخها ونسائها وأطفالها وأيتامها.. لأخطر غزوة فاشية عرفتها البشرية في تاريخها، غزوة صهيونية استئصالية، لا يتقن أصحابها الصهاينة الفاشيون ولا يؤمنون إلا باقتراف المجازر والمذابح والمحارق.. وقد أصبحوا سادة حروب الإبادة والتطهير العرقي..

غزة أثبتت بدماء أبنائها الطاهرة أنها لا تخاف الموت.. ولا ترعبها طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ العدو التي تحاصرها من كل الجهات.. وذلك بعد أن أصبحت متخصصة في صناعة الموت ترهب به العدو، وتفاجئه وتربكه فيرتد على أعقابه كالفئران المذعورة.. وهذا ما حدث مؤخراً لوزير داخليته، إذ هرع للاختباء وأسرته في ملجأ ببئر السبع هرباً من صواريخ المقاومة، بعد أن فشلت «القبة الحديدية» في اعتراضها.

باختصار.. غزة بجوعها ومرضها وعريها وحصارها.. انتصرت على العدو الصهيوني.. انتصرت على المطبعين والمتأسرلين الذين استغلوا مأساة شعبها.. فهرولوا إلى «تل أبيب» لكسب رضا واشنطن.. وها هي غزة تعيد لشهر رمضان الكريم وجهه الحقيقي.. شهر الجهاد والكرامة العربية.. شهر الفتوحات العظيمة… بعد أن شوهه الفاسدون.. وحولوه إلى شهر للتنافخ والتكاذب والموائد الفاضحة، فيما أطفال العرب يموتون جوعاً في طول الجغرافيا العربية وعرضها..

المجد لغزة- العزة وهي تسمي الأشياء بأسمائها وتعيد البوصلة لمكانها الحقيقي.. فيصل صهيلها إلى كل البقاع العربية..

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جزر البهاما تعترف بدولة فلسطين وحماس ترحب

جزر البهاما تعترف بدولة فلسطين وحماس ترحب

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الخارجية لجزر البهاما أن مجلس الوزراء قرر الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وهو الأمر الذي حظي...

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....