الأحد 16/يونيو/2024

عبد الرحمن فرحانة.. صحفي أردني معتقل في السعودية ما تهمته؟

عبد الرحمن فرحانة.. صحفي أردني معتقل في السعودية ما تهمته؟

بعد شهرين من الإخفاء القسري، وغياب أي معلومات، كشفت عائلة الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة عن اعتقاله من السلطات الأمنية السعودية وسط انطلاق حراك أردني رسمي وإعلامي للمطالبة بالكشف عن مصيره وإطلاق سراحه.

المعلومات الأولى عن اعتقال الصحفي الأردني فرحانة، جاءت الثلاثاء، عبر رسالة وجهها قريبه الصحفي الأردني حلمي الأسمر إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على صفحته على “فيسبوك”، وسط معطيات أن سبب اعتقاله تعاطفه مع القضية الفلسطينية.

اعتقال بلا معلومات!
وقال الأسمر: “بلغني أن المواطن الأردني الصحفي الأستاذ عبد الرحمن محمد عبد الرحمن فرحانة، العضو في نقابة الصحفيين الأردنيين (رقمه الوطني 9571007537) اعتقل في الدمام بالسعودية، منذ أكثر من شهرين، دون أن يعرف أحد عنه شيئاً منذ ذلك الحين”.


جواز سفر الصحفي عبد الرحمن فرحانة

وأشار إلى أن ابن خاله الصحفي عبد الرحمن (63 عاماً) يعمل كاتباً صحفياً في صحيفة السبيل اليومية الأردنية.

وبيّن الأسمر في منشوره، أن المعتقل فرحانة “يعاني عدة أمراض، منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ، ولم يسمح له لحظة اعتقاله بأخذ أدويته معه أو حتى وداع أسرته. ورغم محاولة ذويه الاستفسار عنه أو السماح بزيارته من الجهات الأمنية في السعودية، فإنهم جوبهوا بالصد وعدم الإفادة، وهم لا يعلمون عنه شيئاً منذ ذلك التاريخ”.

وتابع أنه “لم توجَّه إليه أي تهمة أو يُعرف مكان احتجازه أو ظروفه الصحية”.

التعاطف مع فلسطين “تهمة”!
وجاء اعتقال الصحفي فرحانة بالتزامن مع كشف نشطاء سعوديين شن سلطات بلادهم حملة اعتقالات واسعة ضد مقيمين فلسطينيين في السعودية.

وقال الأكاديمي السعودي المقيم في الخارج، سعيد بن ناصر الغامدي، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” مؤخراً: “في المملكة حملة اعتقالات جديدة وواسعة لأعداد من الفلسطينيين، ومنع سفر آخرين منهم، وتجميد حساباتهم، ومصادرة مؤسساتهم”.

وبحسب الغامدي؛ فإن “التهمة هي التعاطف مع المقاومة في فلسطين، واهتمامهم بالقدس وغزة، وتأييد حماس”.

وذكرت وسائل إعلام خليجية أن “الاعتقالات طالت أسماء وشخصيات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وأنّ المعتقلين إما صحفيون وإعلاميون، أو يعملون في مؤسسات إغاثية في السعودية، أو من أولئك الفاعلين في المجال الدعوي والديني”.

حراك أردني
طول مدة اعتقال الصحفي فرحانة دون توفر أي معلومات عنه، أثار ردود فعل واسعة في الساحة الإعلامية والحقوقية في الأردن وتوالت البيانات المنددة بالاعتقال والمطالبة بالكشف عن مصير الصحفي المعتقل والإفراج الفوري عنه.

وطالب مركز حماية وحرية الصحفيين، المختص بقضايا الصحفيين في الأردن، بالكشف عن مصير الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة، مشيرا إلى أن المعلومات التي بحوزته، تفيد أن فرحانه مختفٍ منذ أكثر من شهرين، وهو يعاني من أمراض الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.

وطالب السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن فرحانة، وضمان سلامته، وإبلاغ عائلته بمكان احتجازه، والسماح لهم بمقابلته للاطمئنان عليه.

وأعلنت نقابة الصحفيين الأردنيين أنها تتابع اعتقال الزميل عبد الرحمن فرحانة في السعودية، مبينةً أنها تُجري الاتصالات اللازمة مع الوزارات والجهات المعنية والسفارة، حول مصيره.

بدوره أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن سفارة بلاده في الرياض تعمل ما بوسعها لمتابعة قضية اعتقال الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة في السعودية قبل نحو شهرين.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين: إنها تتابع قضية اعتقال الصحفي الأردني في السعودية.

وقال الناطق باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة: “إن المواطن الأردني المعتقل هو الصحفي عبد الرحمن فرحانة. السفارة الأردنية في الرياض تتواصل مع السلطات السعودية”.

وأضاف “بناء على استفسار من سفارتنا في الرياض، أفادت وزارة الخارجية السعودية بموجب مذكرة رسمية خلال شهر شباط 2019 بأن السلطات السعودية المختصة قد قامت باعتقاله للتحقيق على ذمة قضية منظورة لديهم”.

وبين المسؤول: “منذ ذلك التاريخ، تتابع سفارتنا في الرياض عبر القنوات المعتمدة بين البلدين الأمر مع الجهات الرسمية السعودية للوقوف على تفاصيل التحقيق والتهم المنسوبة للمواطن فرحانة”.

مخاوف حقوقية
وأدانت منظمة سكاي لاين الدولية اعتقال السلطات السعودية الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة قبل شهريْن.

وقالت الباحثة في منظمة سكاي لاين “كلاوديا أونديرجوفا”: إن فرحانة (63 عامًا)، العضو في نقابة الصحفيين الأردنيين يعمل في صحيفة “السبيل” اليوميّة الأردنية، ولا يُعرف عنه شيء منذ نحو شهريْن من الآن.

وعبّرت “أونديرجوفا” عن قلقها حول مصير الصحفي الأردني، خصوصًا أنه يُعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ، كما أن السلطات السعودية لم تسمح له بأخذ أدويته معه لحظة الاعتقال، وفقًا لما أفادت به عائلته.

وطالبت “أونديرجوفا” السلطات الأردنية بالتحرك الفوري والعاجل لمعرفة مصير مواطنها فرحانة، ودعت إلى عدم التقاعس في إفادة عائلته وذويه عن مكان اعتقاله وتفاصيل وضعه الصحي وظروفه.

كما عبّرت عن خشيتها أن يلقى فرحانة مصير الصحفي اليمني المعتقل لدى الرياض مروان المريسي، والذي يعمل في قناة “المجد” الفضائية، المختفي قسريًّا منذ 11 شهرًا، والذي تعرّضت عائلته للتهديد في حالة إثارة قضيته عبر الإعلام.

وشددت “أونديرجوفا” على أن اعتقال فرحانة والمريسي وغيرهم من الصحفيين في المملكة، يُنذر بخطورة أوضاع المقيمين فيها، وخصوصًا من الصحفيين الذين يجب أن يحوزوا على الحرية الكاملة في الكتابة.

ومع استمرار الاعتقال وغياب أي معلومات، يبقى التساؤل الأكثر ترديدا في الساحة الإعلامية الأردنية: هل أصبح التعاطف مع فلسطين ومقاومتها تهمة تستوجب الاعتقال في بلد الحرمين الشريفين؟!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات