الإثنين 12/مايو/2025

أم أيمن صوفان.. ورحلت حارسة الجبل

أم أيمن صوفان.. ورحلت حارسة الجبل

هي نموذجٌ فذّ في الذاكرة الفلسطينية، أمضت عشرات السنوات وهي تذود بضعف جسدها المثقل بالأمراض وعائلتها غرابيب المستوطنين الصهاينة الذين استوطنوا الأرض في “يتسهار” على بعد كيلومتر واحد من منزلها.

الحاجة أم أيمن صوفان رحلت من أرض “بورين” إلى سمائها بعد سنوات طويلة من الكفاح، في وجه سارقي الأرض والتاريخ.

ففي أطراف بلدة بورين جنوب مدينة نابلس، كانت ملحمة “حارسة الجبل” ضد المستوطنين حيث حولت منزلها لسجن أحاطته بالأسلاك الشائكة لتحمي نفسها وأبناءها من بطش مستوطني “يتسهار”.

وتعيش الحاجة رفقة أبنائها وأحفادها البالغ عددهم 14 فردًا في المنزل الجميل الثّائر الشّامخ، كأنه بني من أشلائها وزوجها في العام1976 م، أعدّته العائلةُ بجذورٍ تصلُ لأعماقِ التّاريخِ، تقولُ: إن الأرضَ فلسطينيةُ الهويّة، لا مكانَ للصّهاينةِ فيها.

زوجها قتله المستوطنون الصهاينة الذين طالما هاجموا منزلها، حيث إنه في ليلة شديدة في 2002 هاجم المستوطنون منزله، وأحرقوه، وأدى ذلك لاستشهاد زوجها بعد جلطة حادة ألمت به أثناء دفاعه عن منزله مع زوجته أم أيمن.

“يا جبل ما يهزك ريح، راح أظل صامدة في حلق المستوطنين”، هذه العبارات طالما رددتها الحاجة الراحلة، بعد أي هجوم يتعرض لها منزلها.

الناشط علاء حنني، يقول: “مكثت مع عائلة أم أيمن ثلاثة أيام، وابنها الأكبر صديقي، كُنتُ أشاهد في عيونها قوة لا تستطيع الكلمات وصفها”.

“لا ننام ليلاً سوى على شكل مناوبات، جزء من العائلة ينام وجزء آخر يسهر؛ تحسباً لأي هجوم من المستوطنين، لكننا سنبقى شوكة في حلوقهم”، هكذا لخّصت الراحلة أم أيمن صوفان -في لقاء متلفز سابق- قسماً من مشهد الصمود الممزوج بالمعاناة.

 

يقول الصحفي سامر خويرة: “أول قصة صحفية أعددتها لقناة القدس في العام 2008 كانت عنها وعن صمودها الأسطوري، وزرتها عشرات المرات بعدها. صدمني الخبر، أم أيمن في ذمة الله”.

ويتابع خويرة: “مئات القصص الصحفية كُتبت، ومثلها من الصور التُقِطت للفقيدة حارسة الجبل، التي حمت بيتها في جبل سلمان بقرية بورين، ورابطت داخله على مدار عشرين عاماً، ولولا صمود أم أيمن وعائلتها في منزلهم لاستولى المستوطنون على أراضي الجبل كاملة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات