عاجل

الأحد 26/مايو/2024

مخيم برج البراجنة.. حارس الذاكرة الفلسطينية جنوب بيروت

مخيم برج البراجنة.. حارس الذاكرة الفلسطينية جنوب بيروت

بالكاد تستطيع أن تمضي بسيارتك من مدخله، دون أن تصطدم بعربات بائعي الخضرة أو أغراض المحال التجارية، فيما الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل ترفرف عاليا، قبل أن تتفاجأ بظهور عسكري عند بوابته.. شعور يبعث على ضربات قلب سريعة، يغلفها شيء من الخوف.

أما صور الشهداء، فهي السمة البارزة، إذ تزاحم بعضها، على جدران مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت.. فالرمزيات الفلسطينية في عرف أهله، لا تنتهي، ففي كل يوم من النضال الفلسطيني يرتقي شهيد، وكل فصيل في المخيم يفاخر بأبطاله وقياداته كحراس لذاكرة الصمود والعودة.

بضعة أمتار فقط تفصلك عن مستشفى حيفا، المشفى الوحيد في المخيم، بعدها ينتهي الشارع وتضطر إما للخروج إلى أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، أو تترجل من سيارتك للدخول إلى أزقة المخيم سيراً على الأقدام.

وبني مخيم برج البراجنة في العام 1948، لإيواء من تهجر من الفلسطينيين من مناطق الجليل وعكا في الشمال الفلسطيني منه إلى لبنان، ويقع بالقرب من مطار بيروت الدولي، وتبلغ مساحته نحو كيلومتر واحد، ويعد أحد أصغر المخيمات وأكثرها إيواءً للسكان.

ووفق إحصائيات “أونروا”، فإنَّ قاطني المخيم يزيدون عن أكثر من (20 ألف لاجئ فلسطيني)، عدا من تهجر من السوريين إبان الأحداث الأخيرة، أو قاطنيه من اللبنانيين وجنسيات أجنبية أخرى.

مهن من لا مهنة له
اللاجئ “محمد خليل”، القاطن في منطقة الوزان داخل المخيم، يصف لوكالة “قدس برس”، الأوضاع المعيشية لسكان مخيم برج البراجنة بالصعبة للغاية، ويستدل بتجربته كمثال على الحال المزرية، قائلا: “أنا مثال حي للبطالة المنتشرة بين الشبان، فأنا حبيس منزلي منذ أكثر من عامين، مع أني خريج جامعي لم أستفد من شهادتي، ولاجئ بلا وطن ولا عمل ولا مستقبل”.

ويشير “خليل” إلى أنّ شبان المخيم يلجؤون بالعادة، إلى الانضمام للفصائل الفلسطينية وحمل السلاح والعمل في الحراسة عند مراكزها، للحصول على معاش رمزي نهاية كل شهر، وهو ما يرفضه، فيما آخرون يذهبون إلى خيار الهجرة إلى أوروبا، إذ باعوا منازلهم للبحث عن مستقبل أفضل لأبنائهم.

“كل ما يريده القاطنون في مخيم برج البراجنة، تأمين كهرباء وماء لأبنائهم”، يقول “خليل” بعد أن يضرب كفا على كف، ويتابع: “قضى أكثر من 20 شاباً نتيجة سوء التمديدات الصحية في أزقة المخيم”، فيما لا يزال حادث فقد صديقه عالقا لا يغادر مخيلته، “ماس كهربائي مدته لا تتعدى بضع ثواني سببه أسلاك كهربائية تصحبها أنابيب المياه كانت السبب في وفاة صديق لي قبل بضع سنوات، لم يتجاوز التسعة عشر عاماً من عمره، مش حرام”، وفق قوله.

محبة وإخوة واحترام  
رغم كل الأوضاع الصعبة في المخيم، يصف “خليل” العلاقة بين سكانه، بالوطيدة، فلا تكاد تمر مناسبة، (فرح كانت أم عزاء)، إلا وترى الزيارات المتبادلة بين العائلات، فالسكان ما زالوا يحترمون الأسس العشائرية التي حملوها معهم من قراهم الفلسطينية.

عائلات “الهابط” و”الجشي” و”العلي” هم العائلات الكبرى في المخيم، إذ لجئوا إلى لبنان من قرى الكابري وكويكات وترشيحا قضاء عكا، فيما تستطيع أن تجد أيضاً عائلات من قرية لوبية قضاء صفد وأخرى من مدن وقرى من حيفا. 

عائلات عمدت إلى بناء مراكز وروابط تربطها بتاريخها وقراها، روابط تجتمع العائلات فيها في الأتراح والأفراح والمناسبات الدينية والوطنية.

أما مساجد المخيم، فأقدمها مسجد فلسطين الذي أُنشئ عام 1948، يصحبه مسجدا الريان والفرقان. 

وبما يتعلق بالناحية التعيليمة، فلا يحوي المخيم إلا بضع حضانات فقطـ، فيما جميع مدارس الأونروا أنشئت خارج المخيم، إلا أن ما يميزها هو الاسم الذي تحمله كل مدرسة من مدارس مخيم برج البراجنة، مدارس حيفا والجليل واليرموك والبيرة واليبنى والجلود والخليل والقدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بعد قرابة 8 أشهر من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، تحولت عربات الكارو التي تجرها الحمير إلى وسيلة...