عاجل

السبت 18/مايو/2024

حال الضفة بعد الضم

د. خالد معالي

ماذا أعددنا من خطط وبرامج نحن الفلسطينيين لمواجهة ضم الضفة وصفقة القرن؟ فتصريحات “نتنياهو” الأخيرة حول نيته ضمّ الضفة الغربية، ليست من باب الدعاية الانتخابية، وإن كانت تساعده في جذب المزيد من أصوات الناخبين؛ كونها حقيقة واقعة لا محال في ظل الضعف والانقسام العربي والفلسطيني الحاصل والذي يدمي القلب.

لنتذكر معا أنه عندما قام جيش الاحتلال باحتلال الضفة الغربية، قال قادته بصريح العبارة، بأنهم سيعطون الفلسطينيين مستقبلا حكما ذاتيا للتجمعات الكبرى من السكان وهو ما حصل ويحصل على أرض الواقع.

ما يريده “نتنياهو” هو عدم تحمل عبء ومسئولية ثلاثة مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ولتجنب ذلك سيعمل على ضم الضفة دون سكان، والفائدة من السكان الفلسطينيين وبرغم أنهم الأصليّون منذ مئات وآلاف السنين، والإسرائليون هم الدخلاء والمحتلون، هو خدمة ماكنة الاحتلال الصناعية، وبعض الأعمال مثل كنس شوارع المستوطنات وتل أبيب.

يا للهوان! ما هي النتيجة لاتفاق “أوسلو”؟ هي كما ترون، الضفة ستكون بلا دولة كما أوهموا الشعب قبل 25 (عامًا) بتوقيع اتفاقية “أوسلو”، وهي مجرد كانتونات معزولة تغلق متى شاءت مجرد مجندة صهيونية أتت من بولندا أو روسيا أو حتى من أرتيريا أو أثيوبيا، وتوقف من تريد من الفلسطينيين بمجرد حركة من أصبعها وكفها على الحواجز.

إذن الصورة هي هكذا: سكان الضفة يعملون في كنس شوارع المستوطنات ويعلمون في تل أبيب والمناطق الصناعية الكبرى، وسيكون ثلاثة مليون فلسطيني في خدمة دولة الاحتلال، ومجرد عبيد ولكن بصورة محسنة بشكل طفيف.

قد لا يروق التحليل والتوصيف السابق للبعض، ولكن الحقيقة أحيانا تزعج كونها تضرب في العمق، وتفتح جراح ما كسبت أيدي البعض بغير حق، ومن عنده توصيف غير هذا فليتحفنا به ونحن له من الشاكرين.

صفقة القرن واضحة للعيان وهي ضم الضفة ودويلة بغزة، وهذا يرفضه كل حر وشريف، والتسويق أن مقاومة غزة تدجن للقبول بها، أو ستقبل بها هو من قبيل المناكفات، والضعف في الطرح، فأصلًا أكبر عقبة تواجه مخططات صفقة القرن، هي المقاومة، وهي سبق وأفشلت “شرق أوسط جديد”، وما يفيد ويعجل صفقة القرن هو بقاء الحال على ما هو عليه في الضفة، من تغول استيطاني وطرد وتهجير المقدسيين والضفة خاصة في مناطق “ج”.

في كل الأحوال هذا ما يخطط له الاحتلال، وما يفرضه على أرض الواقع، ويمكن بحالة واحدة إفشاله وهو اتباع نموذج جنوب لبنان وغزة، فالاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات طيلة 25 والتي كانت نتيجتها لصالحه، بل يفهم لغة القوة التي فهمها جيدا من خلال المقاومة بجنوب لبنان وغزة، والتي أجبرته على الانسحاب ذليلا صغيرا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام  قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، السبت، إنه لم يبق شيء من المساعدات تقريبا لتوزيعه في قطاع...